«أبل» تصبح ثاني أكبر شركة في أميركا بعد ارتفاع قيمتها إلى 290 مليار دولار

20 مليار دولار مبيعات شركة «أبل» في 3 أشهر

بلغت مبيعات هاتف «أيفون 4» 14.1 مليون جهاز في الفترة من يوليو حتى نهاية سبتمبر الماضي (إ.ب.أ)
TT

عندما أعلنت شركة «أبل» للكومبيوتر نتائجها المالية للربع الرابع من السنة المالية الحالية، المنتهية 25 سبتمبر (أيلول) لم يكن أحد يتخيل، قبل عقد من الزمن، أن تحقق الشركة مبيعات بلغت أكثر من 20 مليار دولار، وربحا صافيا بلغ 4.31 مليار دولار في الربع الأخير من العام المالي الحالي، ولتصبح أكبر شركة إلكترونيات في العالم، بل ويمكن أن تصبح أكبر شركة وأكثرها قيمة في العالم.

فقبل أكثر من 10 سنوات كان الخبراء والمتخصصون في قطاع الإلكترونيات يتوقعون اندثار الشركة، عندما تحولت من شركة رائدة إلى شركة ذابلة، وانخفض نصيبها في السوق، ومجموعة من أجهزة الكومبيوتر تثير الارتباك والتشوش في الأسواق.

وكان الصحافيون، على حد تعبير صحيفة «إيريش تايمز» الأيرلندية، يشيرون في التسعينات إلى أن تغطية أحداث الشركة تعتبر «متابعة موت (أبل)».

واحد من رجال الأعمال القلائل الذين كانت لهم نظرة ثاقبة بعيدة المدى، كان الأمير وليد بن طلال، رئيس شركة «المملكة للاستثمار» السعودية، الذي اشترى في أبريل 1997 خمسة في المائة من أسهم شركة «أبل» مقابل 115 مليون دولار. كان متوسط سعر السهم آنذاك 13 دولارا، أما اليوم فقد تعدى سعر السهم 300 دولار.

وقال آنذاك: «أتابع قطاع التكنولوجيا، و(أبل) بصفة خاصة منذ عدة شهور، وأعتقد بوجود إمكانيات جادة لأن تقدم الشركة عائدا كبيرا لمساهميها مرة أخرى، كما كانت تفعل في الماضي».

ما هي نقطة التحول في تاريخ «أبل»؟ لا يختلف اثنان على أن السبب الرئيسي هو عودة الشريك المؤسس، ستيف جوبز، الذي طرده مجلس الإدارة عام 1985، إلى شركته مرة أخرى رئيسا تنفيذيا في عام 1997، بمرتب دولار واحد. فتحت قيادته أصدرت الشركة مجموعة من المنتجات الإبداعية، الكثير منها جديد تماما: فجهاز «آي بود» أحدث ثورة في مجال الاستماع للموسيقى، وهاتف «آي فون» خلق قطاعا جديدا في مجال الهواتف الذكية، أما أحدث منتجات الشركة، وهو «آي باد» فقد أعاد خلق أجهزة الكومبيوتر اللوحية.

وارتفعت أسعار الأسهم ارتفاعا كبيرا لتصل إلى ثلاثمائة دولار، وأرباح الشركة. فقد بلغت عائدات الشركة في الربع الأخير 20 مليار دولار، وهي المرة الأولي التي تحقق فيها الشركة هذا الرقم. كما ارتفعت الأرباح بنسبة 70 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

ودفعت تلك النتائج مؤسسة «ستاندرد آند بور» للتصنيف الائتماني، لوضع شركة «أبل» في المرتبة الثانية في قائمة أكبر 500 شركة عالمية بعد شركة «إكسون» للنفط حيث وصلت قيمتها إلى 290 مليار دولار.

كان عدد من الخبراء يتوقعون احتلال الشركة للمرتبة الأولى كأكبر شركة عالمية، إلا أن أسعار الأسهم انخفضت عدة نقاط، مع عدم وصول مبيعات «آي باد» إلى حد توقعات الخبراء، وهو الأمر الذي أرجعه جوبز إلى بعض مشكلات الإمدادات.

واعترفت الشركة في بيان لها بعدد من المخاطر والشكوك المتعلقة بمستقبل الشركة، مثل تأثير المنافسة والعوائق الاقتصادية، ورد فعل الشركة لتلك العوامل، بالنسبة لقرارات المستهلك وقرارات الشركات بشراء منتجات «أبل»، واستمرار الضغوط التنافسية في الأسواق، وقدرة الشركة على إثارة حماس الناس لشراء منتجات جديدة.

ومن بين العوامل التي لفتت انتباه المراقبين انخفاض هامش الربح في منتجاتها إلى 36.9 في المائة بالمقارنة بـ41.8 في المائة قبل عام، وهو أقل من توقعات وول ستريت، شارع المال والأعمال في الولايات المتحدة الأميركية.

كما لاحظ الخبراء، على الرغم من كل تلك النتائج الإيجابية أن الأمر لم يؤد إلى زيادة إقبال المساهمين على شراء أسهم الشركة. ويوضح المحلل توني ساكوناغي في مؤسسة «سانفورد برنشتاين» المالية أن عدم توزيع «أبل» للأرباح يمنع بعض المساهمين من شراء أسهم الشركة.

وقال ساكوناغي في تقرير نشرته مؤسسة «بلومبرغ » للأنباء الاقتصادية إن 10 إلى 15 في المائة من المستثمرين الذين اتصل بهم يتجنبون شراء أسهم في الشركة الواقعة في مدينة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا الأميركية، لأنهم يشترون أسهم شركات تدفع أرباحا للمساهمين، أو أنهم يشكون في أن الشركة ستستخدم الأموال المتوفرة لديها للاستحواذ على شركات أخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن «أبل» تملك 25.6 مليار دولار نقدا، واستثمارات على المدى القصير من 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو طبقا لتقرير «بلومبرغ» رابع أكبر مبلغ نقدي تحتفظ به شركة أميركية طبقا لمؤشر 500 لـ«ستاندارد آند بور».

وأوضح ساكوناغي أن بعض المساهمين «لا يرغبون في شراء أسهم (أبل) لشعورهم بالقلق من احتمال استيقاظهم في يوم من الأيام ليكتشفوا أنهم يمتلكون، بالإضافة إلى (أبل)، بعض الشركات الكبرى الأخرى، التي ليسوا متأكدين من رغبتهم في امتلاكها».

وتجدر الإشارة إلى أن «أبل» دفعت 278 مليون دولار لشراء شركة «بي إيه سمي» المتخصصة في تصميم الشرائح الإلكترونية في عام 2008. كما اشتروا في العام الحالي «كوترو وايرليس» المتخصصة في تقديم إعلانات أجهزة الموبايل، مقابل 275 مليون دولار. كما عاد ستيف جوبز إلى الشركة التي شارك في تأسيسها بعدما اشترت «أبل» شركته التي أسسها بعد طرده، المتخصصة في تصميم الأجهزة الإلكترونية مقابل 400 مليون دولار عام 1997.