مصرفيون يبحثون تفعيل مهمة المصارف العربية في صياغة القرارات الدولية

اتحاد المصارف العربية ينظم مؤتمره السنوي في بيروت برعاية سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني

TT

يناقش خبراء ومصرفيون عرب بحث إيجاد تعاون وتكامل مصرفي عربي لدعم مسيرة التنمية الاقتصادية العربية، وذلك من خلال تفعيل مهمة المصارف العربية في صياغة القرارات النقدية والمالية والاقتصادية الصادرة عن المؤسسات الدولية.

ويهدف المصرفيون من خلال اجتماعهم الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية في مؤتمره المصرفي العربي السنوي تحت عنوان «الدور الدولي الجديد للمصارف العربية»، إلى إبراز أهمية التفاعل بين المصارف العربية بشكل أكبر مع المؤسسات الرقابية والتنظيمية الدولية مثل لجنة «بازل» للإشراف على المصارف.

ويأتي ذلك من أجل الإسهام في وضع قواعد العمل المصرفي والمالي ونقل آراء المصارف العربية والمصرفيين العرب في ما يخص التعديلات على الأطر التنظيمية المصرفية الحالية، مع التركيز على ضرورة تطوير الأسواق المالية العربية بهدف تسهيل الاندماج في الأسواق المالية العالمية.

كما يناقش المؤتمر الذي تحتضنه بيروت في الخامس والعشرين من الشهر الحالي وبرعاية رئيس الوزراء اللبناني، تحليل أثر التدفقات المالية على الأسواق العربية وتحديدا عودة رؤوس الأموال العربية، بالإضافة إلى إبراز الفرص الاستثمارية لرؤوس الأموال العربية وتوجهها نحو الاستثمار في الاقتصاد الحقيقي.

ومن المتوقع أن يتطرق المؤتمر، الذي يأتي بالتزامن مع احتفالات اتحاد المصارف العربي بمرور 35 عاما على إنشائه، إلى مواضيع مثل: التكامل المصرفي العربي كهدف استراتيجي ووسيلة للتنمية، والدور المصرفي العربي على المستوى الدولي من خلال مشاركة المصارف العربية في صنع القرارات الدولية وصياغة التشريعات.

كما تبرز مواضيع مثل: آفاق التعاون بين الأسواق المالية العربية والدولية واستعراض التجارب الدولية، وتأثير التدفقات المالية على الاقتصادات العربية وخلق الفرص الاستثمارية من خلال زيادة الاستثمار في المشاريع التنموية المتوسطة والصغيرة، والنظرة المستقبلية من خلال الشراكات وتعزيز الاستثمار البيني العربي والاستغلال الأمثل لفوائض النفط في العالم العربي. وقال عدنان أحمد يوسف، رئيس اتحاد المصارف العربية، إن المؤتمر يأتي بهدف تقييم وتقويم الدور الإقليمي والدولي الجديد للمصارف العربية في اتجاه تكامل موارد الوطن العربي وإمكانياته المادية والبشرية.

وأضاف أنه سيتم مناقشة دور المصارف العربية في وضع استراتيجيات تكاملية للتنمية والمشاركة في صنع المعايير والقرارات النقدية والمالية الدولية، وتحفيز توجيه الاستثمارات العربية نحو القطاعات والمشاريع ذات الأولوية، مع تحقيق معدلات نمو معقولة ومتوازنة ومستدامة.

وتابع: «إن المرحلة الحالية التي يمر بها العالم شكلت إنذارا بالغ القوة للقطاعات المصرفية التي خرجت بأقل قدر من الخسائر وبخاصة القطاع المصرفي الذي استمر في تحقيق نتائج جيدة، وواصل عملية تطوير بنيانه الداخلي، ومواكبة معايير العمل المالي والمصرفي الدولي الجديدة، خصوصا ما يتعلق بالمجال الرسملة وتطبيق التكنولوجيا المتقدمة وتحسين آليات إدارة المخاطر والأزمات والالتزام بالمعايير المصرفية العالمية».

وأشار رئيس الاتحاد إلى أن الواقع كشف أن لدى القطاع المصرفي العربي كفاءات وقدرات كامنة لم يكن يدرك أهميتها، من بينها البنية التحتية والالتزام بمواصلة الإصلاحات المالية، وقدرته على تعزيز فرص الاندماج في الاقتصاد العالمي.

وبين يوسف أن اتحاد المصارف العربية يعمل من أجل تحقيق الفعالية للإمكانيات والطاقات القائمة والمحتملة للقطاعات المصرفية والمالية العربية، بما يعطي صورة إيجابية أفضل عن العالم العربي على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ويساعد بفعالية في تعزيز عملية النمو والتكامل الاقتصادي والتنمية الاجتماعية في الوطن العربي.

وتوقع رئيس اتحاد المصارف العربية أن يحظى المؤتمر بحضور مصرفي كبير على مستوى محافظي المصارف المركزية ورؤساء البنوك والمنظمات والاتحادات الاقتصادية والمالية ورجال أعمال وممثلي مؤسسات مالية دولية وشركات تأمين وصناديق استثمار، مثمنا في الوقت نفسه رعاية سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية، وأن ذلك يعتبر داعما رئيسيا لمثل هذه الملتقيات العربية.