تحسن أسواق أسهم أوروبا وسط انخفاض النفط والذهب

مع التوجه لحل أزمة ديون آيرلندا

TT

بينما تترقب الأسواق تسوية لأزمة ديون آيرلندا مع خفوت حدة الخلافات والتوجه لأخذ مساعدات لضخ أموال في شرايين النظام المصرفي الآيرلندي. انخفضت أسعار الذهب والنفط واليورو ولكن أسواق الأسهم الأوروبية أخذت دفعة من بعض الصفقات الكبرى في سوق الأدوية.

واستردت الأسهم الأوروبية عافيتها أمس مع صعود سهم «أكتليون» بفعل تقارير عن عرض استحواذ من «أمجين» وهو ما أعطى دفعة لأسهم شركات الأدوية في حين صعدت أسهم شركات التعدين بعد أن دفعت المخاوف بشأن الإمدادات أسعار المعادن للارتفاع.

وأغلق مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا مرتفعا 5.85 نقطة أو 0.54 في المائة عند 1092.46 نقطة متعافيا من خسائر الجلسة السابقة التي بلغت 2.3 في المائة وهي أكبر هبوط ليوم واحد في نحو 5 أشهر. ويراقب المستثمرون عن كثب الموقف في آيرلندا التي وافقت على العمل مع بعثة مشتركة من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لاتخاذ خطوات عاجلة لدعم قطاعها المصرفي الذي يواجه صعوبات مما قد يؤدي إلى خطة إنقاذ رغم معارضة دبلن.

وقال تامو جريتفلد خبير الأسهم لدى «أونيكريديت»: «إذا حصلت آيرلندا على مساعدة مالية فإن ذلك قد يؤدي إلى بعض الارتياح في الأمد القصير في سوق الأسهم. ورغم ذلك فإن أي شكل من المساعدات المالية لا يشكل حلا للمشكلات المسببة للتوترات في منطقة اليورو».

وفي لندن ارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستويات مقابل الدولار أمس بعد أن كشفت وقائع اجتماع «بنك إنجلترا المركزي» عن انقسام ثلاثي الأطراف في الشهر الماضي حيث أراد أحد الأعضاء مزيدا من التيسير النقدي في حين صوت عضو آخر لصالح زيادة أسعار الفائدة. وأظهر محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا يومي الثالث والرابع من نوفمبر «تشرين الثاني» أن سبعة أعضاء في اللجنة صوتوا لصالح ترك الفائدة عند مستوى قياسي منخفض يبلغ 0.5 في المائة ومواصلة برنامج التيسير الكمي الذي يطبقه البنك بقيمة 200 مليار جنيه إسترليني. وصعد الإسترليني إلى 1.5937 دولار بينما انخفض اليورو إلى أدنى مستويات الجلسة عند 84.70 بنس من نحو 84.86 بنس قبل إعلان محضر اجتماع المركزي. وعلى صعيد المعادن الثمينة تراجع الذهب أمس بعد أن أثارت المخاوف المتزايدة بشأن أزمة ديون آيرلندا موجة ارتفاع قوية للدولار مما ضغط على المعدن النفيس في حين تأثرت معنويات السوق سلبا بأجواء القلق بشأن تشديد السياسة النقدية للصين. واتفق وزراء مالية منطقة اليورو أول من أمس على وضع الأساس لصفقة إنقاذ للقطاع المصرفي الآيرلندي مع صندوق النقد الدولي ولكنهم قالوا إنه يتعين على دبلن أن تقرر بنفسها ما إذا كانت ستطلب المساعدة. ونتيجة لذلك هبط الذهب وفقد اثنين في المائة من قيمته. وقال محللون ومتعاملون إن الذهب قد يواصل الهبوط ليصل إلى 1330 دولارا أو حتى دون ذلك بعد أن نزل عن مستوى دعم رئيسي عند 1350 دولارا.

وعلى صعيد النفط نزلت أسعار النفط دون 82 دولارا للبرميل مع تراجع الأسواق بوجه عام أمس نتيجة تجدد المخاوف من أن ترفع الصين أسعار الفائدة لمكافحة التضخم. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» الليلة الماضية عن رئيس الوزراء ون جياباو قوله إن الحكومة الصينية تعد لأخذ خطوات للسيطرة على ارتفاع الأسعار وهو ما غذى توقعات السوق. وتراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي لفترة وجيزة بما تجاوز الدولار لتصل إلى أكثر من 81 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى أثناء الجلسة منذ 29 أكتوبر «تشرين الأول» قبل أن يجري تداولها منخفضة 60 سنتا إلى 81.74 دولار بحلول الساعة 10:09 بتوقيت جرينتش. وانخفض مزيج برنت 52 سنتا إلى 84.21 دولار بعد أن لمس مستوى منخفضا بلغ 83.57 دولار. وتراجعت أسعار الخام الأميركي الخفيف لليوم الرابع لتتجاوز خسائرها الـ7 في المائة منذ سجلت أعلى مستوى في عامين عند 88.63 دولار يوم الخميس.