مخاوف من انتقال أزمة «ديون آيرلندا» إلى دول أوروبية أخرى

رغم تحسن اليورو

TT

رغم تحسن اليورو أمس، سيطرت المخاوف من انتقال أزمة الديون إلى دول أوروبية أخرى على الأسواق العالمية. وفتحت الأسهم الأميركية منخفضة في نيويورك أمس الاثنين مع انحسار التفاؤل بشأن أن قرار مساعدة آيرلندا ربما لن يكون الأخير في سلسلة المساعدات التي تحتاجها اقتصاديات أوروبا. وذلك مع استمرار المخاوف من انتقال الأزمة إلى دول أخرى في منطقة اليورو. وتراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 27.32 نقطة، أي ما يعادل 0.24 في المائة، ليصل إلى 11176.23 نقطة. وفقد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأوسع نطاقا 3.28 نقطة أو 0.27 في المائة، مسجلا 1196.45 نقطة. وهبط مؤشر «ناسداك» المجمع، الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 9.05 نقطة، أو 0.36 في المائة إلى 2509.07 نقطة. وسجل اليورو ارتفاعا، متجاوزا سعر 1.37 دولار في التعاملات الآسيوية أمس الاثنين، بعدما طلبت آيرلندا رسميا مساعدة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لإنقاذ قطاعها المصرفي. وطلب رئيس الوزراء الآيرلندي بريان كوين المساعدة قائلا: إنها ستكون أقل من مائة مليار يورو. وأضاف كوين أول من أمس الأحد أن دبلن طلبت المساعدة من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. في حين لم تتقرر بعد القيمة.

وهذه الأنباء أشاعت أجواء ارتياح نسبية، ولكنها لم تبدد المخاوف كلية. وارتفع اليورو أمس بعد صعوبات واجهها في الأسابيع الأخيرة بسبب المخاوف من الوضع الاقتصادي في آيرلندا ودول أخرى في منطقة اليورو مثل البرتغال وإسبانيا واليونان. وبدأت أثينا تتلقى مساعدات من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي في مايو (أيار) ضمن خطة لإنقاذ وضعها الاقتصادي. وسجل سعر صرف اليورو 1.3769 دولار في طوكيو، مرتفعا من سعره السابق 1.3673 الذي سجله مساء الجمعة الماضي في نيويورك. وكانت السلطات الأوروبية قد وافقت الأحد الماضي على طلب آيرلندا، كما أعلن وزير المالية الآيرلندي بريان لينيهان، مضيفا أن الرقم الدقيق للطلب لن يعرف قبل عدة أسابيع. وقدرت مصادر دبلوماسية في بروكسل قيمة المساعدة بين 80 و90 مليار يورو. وأفاد بيان لوزراء مالية الاتحاد الأوروبي أول من أمس الأحد بعد اجتماع عاجل تزامن مع طلب دبلن رسميا الدعم المالي الأوروبي، بأن المساعدة الكبيرة التي ستقدم إلى آيرلندا لإنقاذ قطاعها المصرفي «مبررة وترمي إلى ضمان استقرار منطقة اليورو». وأعرب صندوق النقد الدولي، من جهته، عن استعداده للمشاركة في الجهود لمساعدة آيرلندا عبر تقديم قرض يمتد على سنوات عدة.

وتوقع وسطاء في طوكيو أن يحافظ اليورو على ارتفاعه في الوقت الراهن، مستفيدا من الأرباح في البورصات الإقليمية. واعتبر مصرف «كريدي أغريكول» للاستثمارات أن الأجواء شهدت ارتياحا بسبب قرار آيرلندا طلب مساعدة من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. لكن البنك حذر من أن «الجدول الزمني مهم أيضا لأن الأسواق كانت تتوقع أساسا نوعا من المساعدة المالية».

وقال إنه من الممكن تأجيل الاتفاق بين الحكومة الآيرلندية وصندوق النقد الدولي إلى ما بعد انتخابات فرعية في 25 نوفمبر (تشرين الثاني). وحذر مصرف «باركليز كابيتال» البريطاني من جهته، الزبائن اليابانيين من أن التفاصيل حول اتفاق حازم لإنقاذ مصارف آيرلندا يجب أن تعلن سريعا. وقال إن «اليورو سيبقى قويا إذا كان حجم المساعدة قريبا من الحجم الذي تتوقعه الأسواق». وأضاف «لكن إذا تم تأخير القرار إلى وقت لاحق هذا الأسبوع، أو إذا كان حجم المساعدة أقل من توقعات السوق، فإن اليورو يواجه مخاطر التراجع».

وفي آسيا تراجع سعر صرف الدولار أيضا أمس الاثنين ووصل إلى 1.125 إزاء الوون الكوري الجنوبي، بينما كان سعره الجمعة الماضي 1.133، كما تراجع سعر صرف الدولار في إندونيسيا ووصل إلى 8.977 روبية، وكذلك في سنغافورة. وتراجع الدولار أيضا في تايوان.