كشف تقرير نشر أمس (الثلاثاء) عن أن ثقة المستهلكين الألمان ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من 3 سنوات، في الوقت الذي تمهد فيه تلك البيانات الساحة لفترة التسوق الواعدة خلال أعياد الميلاد.
وقال معهد «جي إف كيه» لأبحاث السوق، ومقره نورنبيرغ، إن مؤشره الاستطلاعي لثقة المستهلك ارتفع من قراءة معدلة بالارتفاع تبلغ 5.1 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أكثر من المتوقع 5.5 نقطة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وهذه هي أعلى قراءة منذ أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2007. وقال «جي إف كيه» لدى إصداره التقرير إنه «في ظل ارتفاع معنويات المستهلكين مع نهاية العام وتحسن الظروف مثل تراجع البطالة وتحسن الأسعار بشكل معتدل، وضعت الأسس بأن يكون عام 2011 أكثر من مبهر، من حيث ثقة المستهلكين».
وكان محللون يتوقعون أن يزيد المؤشر إلى 5.1 نقطة الشهر المقبل. وتعتمد الدراسة على استطلاع نحو ألفي أسرة في أكبر اقتصاد في أوروبا. ومما يعزز من ارتفاع ثقة المستهلكين، زيادة أخرى في التوقعات الاقتصادية. وقال المعهد إن كلا من مكوني توقعات الدخل والنزعة إلى الشراء على المؤشر، ارتفعا أيضا بشكل كبير. وأضاف أن «هذا الشعور المعلن من التفاؤل الاقتصادي جاء بصفة خاصة بفضل الأنباء الإيجابية جدا من سوق التوظيف». وتراجع عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا إلى أقل من ثلاثة ملايين شخص في أكتوبر ليصل إلى أدنى مستوياته فيما يقرب من عقدين من الزمن، حسبما ذكر مكتب العمل الاتحادي الشهر الماضي.
تأتي الزيادة في ثقة المستهلكين رغم أزمة الديون التي أطبقت على أجزاء من أوروبا. ومن المرجح أن تعزز أحدث دراسة لمعهد «جي إف كيه» الآمال بحدوث تحسن في الاقتصاد المحلي الألماني تعوض الانكماش الحاصل في التجارة العالمية. تزامن صدور دراسة ثقة المستهلكين مع تقرير جديد أظهر تحسنا أقوى من المتوقع للمعنويات الاقتصادية في ألمانيا، إذ قالت مجموعة «ماركيت إيكينوميكس» للأبحاث أمس (الثلاثاء) إن مؤشرها المجمع لمشتريات المديرين بالنسبة لألمانيا ارتفع بوتيرة أسرع من المتوقع، ليرتفع من 56 نقطة في أكتوبر إلى 58.8 نقطة هذا الشهر، دفع هذا مؤشر مشتريات المديرين في منطقة اليورو إلى الارتفاع من 53.8 إلى 55.4 نقطة ليخالف المؤشر الهبوط الحاصل في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر الماضيين. وعلى أي حال، من المتوقع أن يتراجع مؤشر «إيفو» الألماني لثقة الشركات الذي من المقرر أن يصدر اليوم (الأربعاء) وتتم متابعته عن كثب إلى 107.5 نقطة هذا الشهر بعد أن سجل أعلى مستوى له في 3 سنوات ونصف السنة.