الطيران الخاص.. قطاع يقلع مرة أخرى من الشرق الأوسط لدعم نموه

الشركات الأوروبية تسعى للوجود في المنطقة لقدرة العميل الشرائية والبيئة الاستثمارية

طائرة من طراز ايرباص أيه 318 تابعة لأسطول «كوملوكس» التي تتخذ من البحرين مركزا لها («الشرق الأوسط»)
TT

جذب الزخم الاقتصادي في منطقة الخليج خدمات جديدة وجدت في العالم الغربي منذ سنوات، ولكن بتطورات جديدة تتناسب مع المستخدم العربي والخليجي بانطباعات فريدة.

وبرزت تلك الخدمات من خلال معرض أفيكس للطيران في مدينة شرم الشيخ الساحلية في مصر، والذي أخذ انطباعا على غير العادة بوجود شركات الطيران الخاص التي بدأت تثبت وجودها في المنطقة، إضافة إلى وجود الخدمة ذاتها بشدة في المنطقة للإقبال الموجود من المستخدمين والمقدرة المادية على استخدام تلك الخدمة من الطائرات، التي تخدم احتياجات رجال الأعمال، والعائلات في المنطقة.

ولكن التحول الكبير الذي طرأ على تلك الشركات يكمن في شكل الخدمة التي اعتادها النظر في طائرة صغيرة إلى حد ما، تحولت الآن إلى طائرة ركاب تتسع لأكثر من 180 راكبا إذا عملت ضمن أسطول شركة طيران تقليدية، تخدم 12 إلى 15 راكبا على الأكثر.

كانت إحدى تلك الشركات هي شركة «كوملوكس الشرق الأوسط» التي وجدت بقوة في معرض أفيكس لتعرف نفسها بالمنطقة، فهي ربما تستخدم خدمة وجدت في المنطقة منذ سنوات، ولكن مع إضافات لتأسيسها في سويسرا منذ سنوات وتسجيلها كشركة أوروبية، مما يمكنها من الطيران لأكثر من واجهة في دول الاتحاد الأوروبي دون الرجوع إلى بلد منشأ الرحلة.

وتعمل الشركة التي اتخذت من مملكة البحرين كمركز لفرعها في الشرق الأوسط على تقديم مستوى جودة متميز يكمن في التصميم الداخلي للمقصورة، وجودة المواد المستخدمة في التصميم، إضافة إلى سمعتها المرموقة والمشهود لها بأقصى مستويات الأمن والسلامة وجودة خدماتها المصنعة في سويسرا.

وأشارت جولي كولينز رئيسة شركة وسطاء للحجز على الطائرات الخاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأمر لم يعد كما يتوقعه البعض، فالتكاليف لم تعد باهظة.

وأضافت كولينز، ربما يقتني أحد المشاهير أو الفنانين أو لاعبي الكرة طائراتهم الخاصة التي قد تكون أكثر تكلفة من أن يستقل طائرة خاصة مستأجرة من إحدى الشركات التي تخدم منطقته، فتكاليف الصيانة مرتفعة على شخص بذاته، بالإضافة إلى المدى الذي تطيره الطائرة الآن قد يصل إلى نحو 10 ساعات من الطيران المتواصل مما يخدم العديد من رجال الأعمال، ويوفر في الوقت والجهد.

وتقدم «كوملوكس الشرق الأوسط» خدمات طيران عالمية موصى بها إلى عملائها في المنطقة، حيث تمتلك «كوملوكس الشرق الأوسط» أسطولا مكون من طائرة إيرباص A318 مجهزة بكافة التجهيزات الرفيعة المستوى والتي تحتوي على قاعة انتظار كبيرة وغرفة طعام، بالإضافة إلى المكان المخصص لرفيعي المستوى بالخلف.

أما طائرة إيرباص ACJ المزودة بغرفة نوم خاصة في المقدمة وحمام خاص، وقاعة انتظار رحبة تشمل طاولة طعام دائرية لستة أشخاص، وفسحة بالخلف تتسع لمقاعد درجة أولى لاثني عشر شخصا.

ويمكن لكلتا الطائرتين استيعاب تسعة عشر راكبا من كبار الشخصيات، وهي مزودة بأعلى مستويات الراحة والرفاهية، وما يميزها كذلك المساحة الكبيرة التي توفرها الطائرة لأمتعة المسافرين في قسم الشحن.

ومع بداية عام 2011 سوف تنضم إلى أسطول الشركة طائرة جديدة من طراز A320 الفخمة، مقدمة بذلك حلا آخر رفيع المستوى لعملاء «كوملوكس» من منطقة الخليج العربي، وسوف تقدم الطائرة الجديدة أسلوبا عصريا حديثا للطاقم مع أحدث البرامج والتقنيات المتطورة كإمكانية استخدم هواتف جي إس إم GSM على متن الطائرة.

وأشار ريتشارد جاونا رئيس مجلس إدارة المجموعة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المنطقة تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لصناعة الطيران الخاص، وقررنا الوجود في مملكة البحرين لخدمة العديد من الوجهات في المنطقة، خاصة لنكون قريبين من المملكة العربية السعودية، لخدمة العملاء هناك.

وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط تمثل فرصة كبيرة لأعمال الطيران وفعالياتها، حيث تتميز مملكة البحرين بموقعها الاستراتيجي وتقديمها للتسهيلات لخدمة سوق أعمال الطيران من كافة أنحاء الشرق الأوسط؛ وهي بذلك تتمتع ببيئة أعمال فعالة، مضيفا أن البنية التحتية الحديثة للطيران في البحرين تؤهلها للتطور أكثر في المستقبل.

وأشار إلى موقع مطار البحرين الاستراتيجي الذي يخدم الطيران وخريطة هذه الصناعة ويتيح لنموها خلال السنوات القادمة.

وأكد ريتشارد: «إنني على يقين بأن سمعة كوملوكس وجودتها وحرفيتها سوف تسمح لها بإرساء مستويات جديدة في مجال أعمال الطيران في المنطقة، كما تقدم أفضل المنتجات الموازية والخدمات الملاحية إلى عملائها المميزين».

وألمحت كولينز إلى أن هناك بعض التحديات التي تواجه هذا القطاع تتمثل في حسبان التكاليف. فبعض الطائرات يتجاوز سعر الديكورات والخامات المستخدمة داخلها سعر الطائرة نفسها للحفاظ على ألوان رحبة وآمنة في الوقت نفسه.

وقبل سنوات، كانت أسعار الطائرات الخاصة تصل إلى 25 مليون دولار وأحيانا 70 مليون دولار للطائرة الواحدة، ولم تكن الطائرات التجارية التي تستخدم بشكل يومي مثل طائرات أيرباص المتوسطة الحجم مثل أيه 318 وأيه 319 من الطائرات المستخدمة في قطاع الطيران الخاص، مما صعب شراءها.

وأضاف جاونا أن الطائرات الجديدة التي ستتسلمها الشركة بداية العام المقبل ستتمركز في البحرين لخدمة عملاء المنطقة، وقال: «مع أسطولنا الرئيسي في البحرين سوف نقدم أفضل الخدمات الملاحية إلى زبائننا، وذلك من خلال الرد السريع والمرونة في الخدمة على الطلب لطائرات النقل، كما سيتمكن العميل المحلي من استخدام طائرات بخدمة فائقة، ومدى طويل يسمح بتغطية بقاع كبيرة من العالم تمتد من منطقة الخليج إلى غرب أوروبا دون توقف».