في كل مناسبة نجدد البيعة

سعود الأحمد

TT

حديثي اليوم ليس بعنوان اقتصادي بحت، لكنه عن موضوع له علاقة بالولاء.. لأن الولاء لولي الأمر يؤكد على متانة الاستقرار السياسي. والاستقرار السياسي (بلا أدنى شك) يؤثر إيجابا في المشاريع الاقتصادية.. ويدعم خطط التنمية للدولة ويحفز المستثمرين على رسم خططهم للمشاريع طويلة الأجل.. وكل ذلك مما يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني.

فبمناسبة سفر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (يحفظه الله) والأخبار المبهجة عن إجراء العملية له التي تكللت بالنجاح (بحمد الله)، وبمناسبة عودة ولي العهد صاحب السمو الأمير سلطان بن عبد العزيز (يحفظه الله)، وفي معيته صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير العاصمة الرياض (يحفظه الله).. بدأت ردود فعل عامة الشعب وتعليقاتهم على هذه الأحداث والمشاهد لأنها حديث المجالس، أو كما يقال حديث الساعة، ولأن التوقيت كان في وقت إجازة عيد الأضحى المبارك والناس تلتقي لتبارك لبعضها بالمناسبة وتتواصل مع بعضها.. ولأن من واجب حملة الأقلام أن يعكسوا مشاعر رجل الشارع بخيرها وشرها، لأن المفترض أن صاحب القرار يتعطش دائما لمعرفة ردود الأفعال ومشاعر العامة. صحيح أننا كـ«كتاب» نداوم على نقد الجهات الحكومية، لكننا ندرك أن رئيس الحكومة التي ننتقدها هو الملك، ولو لم يرغب في نقدنا ما استطعنا أن نواصل النقد.. ونتقاضى عنه المكافآت! وعليه.. فهذه شهادة يسألني الله عنها يوم القيامة.. أنني ما سمعت من تعليق لكبير ولا صغير، نساء ورجالا، إلا مشاعر حب وولاء لخادم الحرمين الشريفين ودعوات من الجميع بأن يشفيه عاجلا ويعيده ويبقيه سالما.. وأن يمتع ولي عهده بالصحة والعافية الذي طالت غيبة طلته الصبوحة، ويلبس على سلمان (أمير الرياض) ثياب العافية.

والواقع أن الشعب السعودي يجدد البيعة لولي الأمر وسمو ولي عهده في كل يوم وفي كل مناسبة.. لأننا كلما عدنا لأنفسنا شعرنا كمجتمع، بكل أطياف مجتمعنا السعودي، بأن العقل والمنطق يدعواننا ويحثاننا على ذلك.. حتى نعرف معنى وثمن الاستقرار السياسي.. وإن اعتقد البعض أن مبعث مثل هذه المشاعر مجرد عواطف بسطاء أو أحاسيس العامة من الناس، لكنها الحقيقة التي يدركها القاصي والداني من المواطنين السعوديين.

ولعلي أبتعد عن التوقيت والمناسبة لأتحدث بشيء من هذه المشاعر.. فقد كنت أحد المبتعثين للدراسة في أميركا عام 1989، وكانت التيارات الفكرية والمؤثرات الإعلامية تلوح بالبعض، وبالأخص بالمراكز الإسلامية.. لكنني أذكر وقتها عندما زار الأمير سلمان بن عبد العزيز أميركا، كيف تأثر أحد الطلبة حبا وولاء لهذا الرجل حتى ذرفت عيناه بالدموع. وقد لا يتصور البعض حقيقة ومبعث مثل هذه المشاعر، لكنها المحبة التي ولدنا وشببنا وشبنا في الرياض عليها، حيث كنا نسمع اسم سلمان على كل لسان. فكل من له شكوى أو مطالبة حتى من جاره أو من موظف حكومة، يقال له: «اشتكه إلى سلمان» أو «رح لسلمان» أو «ادخل على سلمان».. وبالمناسبة أهل الرياض وسكانها يعرفون عن سلمان حضوره بالإمارة قبل دوام الموظفين الرسمي، وبابه مفتوح للشكاوى لا يمنع أحدا من الناس من دخوله، فمن له شكوى أو مظلمة أو طلب أو عليه طلب (وما فيه إلا قرارات وقضاء حاجات) إلا ويلجأ إليه. إلى درجة أن أهل الرياض يذكرون اسم سلمان حتى في مشكلاتهم الأسرية.

* كاتب ومحلل مالي mailto:[email protected]