سفراء دول التعاون يطالبون بريطانيا بإزالة معوقات التجارة والتأشيرة والاستثمار

في اجتماع ضم ممثلي وزارة الخارجية والتجارة البريطانية

جانب من اجتماع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي أمس في غرفة التجارة العربية البريطانية بلندن (تصوير: حاتم عويضة)
TT

أكدت الدكتورة أفنان الشعيبي، الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية البريطانية، أمس، على عمق الترابط التجاري بين المملكة المتحدة ودول الخليج والدور الذي تقوم به الغرفة في هذا الإطار. جاء ذلك في اجتماع سفراء دول مجلس التعاون وممثلي وزارة الخارجية والتجارة البريطانية في غرفة التجارة العربية البريطانية. وأكدت الدكتورة الشعيبي أن دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر من أهم الشركاء للمملكة المتحدة وأن الحكومة الحالية تدرك هذا الأمر وتجتهد في بلورة هذه الشراكة لما يخدم مصلحة الطرفين.

من جانبه دعا سفير دولة الكويت السيد خالد الدويسان إلى إزاحة العقبات التي يمكن أن تحد أو تقلص من وشائج علاقات الشراكة الاقتصادية والثقافية بين دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة. وأكد الدويسان ضرورة زيادة الحضور البريطاني في الحياة الاقتصادية لهذه المنطقة الحيوية من العالم، وقال إن «الحضور الاقتصادي الأميركي والياباني نشط جدا في المنطقة مقارنة بالحضور البريطاني». وقال «نحن ندعو الشركات البريطانية لبذل جهود أكبر ومنافسة المستثمرين الآخرين». ونوه على ضرورة قيام الهيئات الرسمية البريطانية بتذليل الصعوبات والإجراءات الروتينية المتعلقة بشؤون تأشيرة الدخول للمملكة المتحدة لمواطني مجلس التعاون إضافة إلى المعوقات الأخرى المتعلقة بالضرائب والرسوم والتي في حالة إزالتها أو تخفيفها ستعطي زخما للعلاقات التجارية والاستثمارية بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.

وأضاف الدويسان أن «أكثر من 150 ألف مواطن بريطاني يعيشون ويعملون في دول مجلس التعاون. وأن البريطانيين يعاملون كما لو أنهم في بلدهم هناك. بينما يأتي إلى زيارة بريطانيا أكثر من 250 ألف زائر من دول مجلس التعاون لا لغرض العمل والكسب بل للنزهة أو طلب العلم أو الاستثمار». وقال «من هنا تبرز أهمية إزالة العقبات أمام مواطني دول مجلس التعاون من حيث إجراءات تأشيرة الدخول أو مدة الإقامة المسموح بها على الأراضي البريطانية وغيرها من المسائل الروتينية والإجراءات التي يواجهها مواطنو دول الخليج في بريطانيا».

إلى ذلك، حث سفير دولة الإمارات عبد الرحمن غانم المطاوعي الجانب البريطاني على تفادي كثير من الإجراءات الروتينية التي من شأنها إعاقة حرية التبادل التجاري والثقافي بين الطرفين وأكد على الدور الكبير لغرفة التجارة العربية البريطانية ونوه على حاجة الطرفين لتذليل أي صعاب من شأنها إعاقة العمل المشترك بين دول المجلس والمملكة المتحدة.

ومن جانبه رحب سفير دولة قطر خالد بن راشد الحمودي المنصوري بعقد مثل هذه الاجتماعات وبشكل دوري، ذلك لأنها تساعد على تقريب وجهات النظر ومناقشة المشاكل المتعلقة بشؤون التجارة والاستثمار والعلاقات العامة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون. وأكد المنصوري ضرورة التخفيف من المعوقات «التكنيكية» التي تواجهها الشركات والمستثمرون والزوار العرب في المملكة المتحدة. وقال إن «بريطانيا هي من أهم أصدقائنا في دول مجلس التعاون ولنا مع بريطانيا علاقات تاريخية واستراتيجية. ولهذا فإن مثل هذه العلاقات يجب ألا تواجه عقبات يمليها الروتين مثل صعوبة الحصول على تأشيرة الدخول والتعقيدات الأخرى». كما أشار إلى ضرورة الاهتمام بالعلاقات الثقافية بين الجانبين.

من جانبه نوه القائم بأعمال السفارة السعودية في لندن عبد الرحمن السحيباني على الحاجة لمثل هذه اللقاءات ولترسيخ الدور الأكبر لدول المجلس. وأكد القائم بالأعمال العماني على ما تقدم به السفراء من ملاحظات وشدد على ضرورة معالجتها.

وتعقيبا على ما طرح من توصيات من قبل السفراء والدبلوماسيين الحاضرين أكد مسؤول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية على أهمية الشراكة المتبادلة بين بريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجي. وقال «إن بريطانيا تولي هذه الشراكة أهمية خاصة وتعتبرها مهمة جدا لا على الصعيد التجاري فحسب بل وعلى كثير من الأصعدة مثل الشراكة في مجال التعليم والتدريب والشراكة في مجال الصناعات وتبادل التكنولوجيا». وأضاف أن «بريطانيا تدرس قيام مشاريع شراكة مع دول مجلس التعاون في مجال الصحة والطب». وأنه شخصيا يقوم برعاية الكثير من هذه الأنشطة وبالتبادل مع دول مجلس التعاون. وأكد أن الخارجية البريطانية تدرك جيدا أهمية تذليل الصعوبات وإزالة العقبات التي يواجهها الزوار من الشركات والأفراد من دول مجلس التعاون لبريطانيا وأن الخارجية البريطانية تجري تعديلات كبيرة بهذا الخصوص بهدف إعطاء العلاقات التجارية والثقافية بين الجانين دفعا وتشجيعا.