خبيرة مصرفية: أسعار النفط تتجه لتجاوز 90 دولارا للبرميل قبل نهاية العام

لأسباب متعلقة بأسس العرض والطلب

توقع الخبراء أن يتجاوز برميل النفط حاجز 90 دولارا (أ.ب)
TT

توقعت خبيرة الطاقة بمصرف «بنك أوف أميركا - ميريل لينش» سابين سيشل، أن ترتفع أسعار النفط فوق 90 دولارا قبل نهاية العام الحالي. وقالت سيشل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: إن أسعار النفط سترتفع لأسباب متعلقة بأسس العرض والطلب، وإنها لم تدخل في حساباتها عوامل الطقس. وأضافت في تعليقاتها أنها تعتقد أن منظمة البلدان المصدرة للنفط ليست في عجلة لرفع سقف الإنتاج الحالي، في وقت يرتفع فيه الطلب على الخام. وحول ما إذا كان العراق الذي يعمل على زيادة إنتاجه سيؤثر على المعروض من الخام في الأسواق، قالت سيشل إنها لا تعتقد أن العراق سيتمكن من زيادة الإنتاج النفطي بشكل مؤثر قبل عامين أو ثلاثة أعوام. ويذكر أن مصرف «ميريل لينش» قد قال في تقرير صدر مؤخرا إن الطلب على النفط سيرتفع بمعدل قياسي خلال عام 2011.

وسجل النفط أمس أعلى مستوى له في أسبوعين، متجاوزا 85 دولارا، بعدما وافق الاتحاد الأوروبي على خطة لإنقاذ آيرلندا، وأعلن الخطوط العامة لنظام دائم لحل أزمات ديون منطقة اليورو، مما أعطى بعض الثقة في استمرار نمو الطلب على الطاقة العام المقبل. وارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف تسليم يناير (كانون الثاني) 1.5 في المائة أو 1.27 دولار إلى 85.03 دولار للبرميل في الساعة 7:51 بتوقيت غرينتش، وهو أعلى مستوى له منذ 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، وسجلت الأسعار أعلى مستوى في عامين عند 88.63 دولار في الحادي عشر من نوفمبر. وارتفع سعر مزيج برنت تسليم يناير 1.08 دولار إلى 86.66 دولار ليواصل مكاسبه، بعدما فقد الدولار 0.3 في المائة مقابل سلة من العملات. ومما ساعد النفط على الارتفاع عوامل كثيرة، أهمها إكمال خطة إنقاذ آيرلندا وعودة الثقة في قدرة أوروبا على تجاوز الأزمات، وذلك إضافة إلى عوامل الطقس والشعور العميق بأن «أوبك» لن تقوم برفع سقف الإنتاج خلال الأشهر المقبلة.

يذكر أن وزراء مالية الدول الست عشرة الأعضاء بمنطقة اليورو أقروا حزمة إقراض طارئ بقيمة 85 مليار يورو (115 مليار دولار) لمساعدة دبلن على تغطية ديون مصرفية رديئة، وسد عجز ضخم في الميزانية، وذلك ضمن جهود للحيلولة دون انتقال الأزمة إلى البرتغال وإسبانيا.

وفي لندن أظهر مسح أجرته «رويترز» أمس أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خفضت قليلا إمداداتها من النفط في نوفمبر، إذ عطلت أضرارا لحقت بخط أنابيب الصادرات النيجيرية، بينما خفض عدد من المنتجين الآخرين إمداداتهم. وأفاد المسح الذي شمل شركات نفط ومحللين ومسؤولين في «أوبك» بأن إمدادات الأحد عشر عضوا الملتزمين بحصص إنتاج في «أوبك» - جميع الأعضاء عدا العراق - بلغت 26.70 مليون برميل يوميا في المتوسط هذا الشهر انخفاضا من 26.79 مليون برميل يوميا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويذكر أن «أوبك» قلصت إنتاجها على مدى العامين السابقين في محاولة لتحقيق استقرار الأسعار. وتركت «أوبك» سقف الإنتاج المستهدف دون تغيير في 14 أكتوبر، مبقية على ما تم الاتفاق عليه في ديسمبر (كانون الأول) 2008، حينما أقرت خفضا قياسيا في الإمدادات بلغ 4.2 مليون برميل يوميا. وجرى تداول النفط في أغلب الأحوال بين 70 و80 دولارا للبرميل، على مدى العام الماضي، وهو مستوى تراه معظم دول «أوبك» مريحا. وقال كريستوف باريت، محلل النفط لدى «كريدي أجريكول»: «إنتاج (أوبك) مستقر مع التزام أفضل قليلا بحصص الإنتاج».