بدأ المتسوقون عبر شبكة الإنترنت في شراء منتجات عيد الشكر، ولم يتسببوا في تراجع ما يسمى بـ«يوم الاثنين في الفضاء الإلكتروني» الذي خصصه تجار التجزئة لعمل المزيد من التخفيضات والعروض الترويجية.
ارتفعت المبيعات يوم الاثنين بحلول الساعة السادسة مساء بتوقيت الولايات المتحدة وكندا بنسبة 20 في المائة عنها خلال يوم الاثنين التالي لعيد الشكر من العام الماضي، طبقا لشركة «كورميتريكس» التابعة لشركة «أي بي إم» التي ترصد المبيعات التي تتم عن طريق الإنترنت.
وظهر «يوم الاثنين في الفضاء الإلكتروني» منذ خمس سنوات لتشجيع الناس على التسوق عبر شبكة الإنترنت من مكان عملهم، حيث يستطيعون استخدام وصلة إنترنت سريعة لا تتوفر لهم في المنزل. لكنه لم يكن أكثر أيام التسوق عبر الإنترنت ازدهارا، لكن بعد أن حلت خدمة الإنترنت عبر النطاق الواسع محل الاتصال بالإنترنت عبر التليفون في أغلب المنازل الأميركية، لم يعد ينتظر الكثير من الأميركيين الوصول إلى العمل حتى يستطيعوا التسوق عبر الإنترنت. تطور اليوم حتى بات وسيلة يحافظ بها تجار التجزئة على ازدهار المبيعات الذي يزداد في اليوم التالي لعيد الشكر.
وبحسب موقع «shop.org»، الذراع الإلكترونية للاتحاد القومي للبيع بالتجزئة، فإنه من المتوقع أن تنخفض نسبة الذين يتسوقون عبر الإنترنت من العمل يوم الاثنين بما يتعدى 1 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 12.1 في المائة.
يقول تشارلي غراهام، المؤسس والمدير التنفيذي للموقع الإلكتروني «ShopItToMe.com»، وهو موقع تسوق شخصي يتعامل مع أكثر من 200 تاجر تجزئة: «لقد رأينا الكثير من الشركات تبدأ مبكرا في عمل تخفيضات يوم الاثنين فقط. لكن لا يزال هناك تجار تجزئة يخالفون ذلك بعمل تخفيضات يوم الجمعة لا الاثنين، وهناك أيضا تجار آخرون يقومون بعمل تخفيضات تمتد من الخميس إلى الاثنين». ومع ذلك ما زال بعض المتسوقين عبر الإنترنت ينتظرون حتى يبدأ أسبوع العمل يوم الاثنين ليزوروا المواقع الإلكترونية للبيع بالتجزئة، مما يجعل هذا اليوم وسيلة لتسويق المنتجات. يعد المشهد في مركز خدمة توصيل الطلبات بالموقع الإلكتروني «Zappos.com» الخاص ببيع الأحذية خارج مدينة لويسفيل بولاية كنتاكي، دليلا ماديا يوضح توجهات التسوق عبر الإنترنت خلال عطلة العيد هذا العام. ولم تتوسع الشركة في مخزون السلع فحسب إلى حد امتداد السلع المعروضة إلى مبنى آخر، من أجل تلبية طلب العملاء، لكن يعتزم الموقع الإلكتروني «Zappos.com» تعيين 500 موظف خلال الأسبوع الحالي.
وقال كاريغ أدكينز، نائب رئيس عمليات خدمة توصيل الطلبات مساء يوم الاثنين: «إن هذا جنون»، حيث أوضح أن الطلبات كانت «أكبر بكثير مما توقعنا».
أما في الموقع الإلكتروني «تارجت» (Target.com)، فقد تم عمل تخفيضات على الكتب بنسبة 60 في المائة، وكان التخفيض على جهاز العرض الضوئي المحمول ماركة «جاستي»، حيث تم تخفيض سعره إلى 50 دولارا، أي أنه أصبح يباع بنصف ثمنه، متاحا طوال الأسبوع، على حد قول الشركة.
وبحسب شركة «كومسكور»، فقد ارتفعت مبيعات «إنداستيروايد» عبر الإنترنت في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) بنسبة 13 في المائة، لتصل إلى 11.6 مليار دولار. وازدادت المشتريات بنسبة 6 في المائة خلال عطلة عيد الشكر التي كانت مدتها أربعة أيام إلى متوسط 365 دولارا، طبقا لمسح أجراه الاتحاد القومي للبيع بالتجزئة وشمل 4300.
وحرص تجار التجزئة عبر شبكة الإنترنت على توضيح أن ازدهار المبيعات يومي الجمعة والاثنين قد يكون مؤشرا على مبيعات الموسم بكامله، لكنه قد لا يمثل سوى البداية فقط، حيث يعد منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) ذروة التسوق على الإنترنت، بالنسبة إلى الكثير من تجار التجزئة، مع قرب انتهاء عروض الشحن، حيث تقدم الكثير من الشركات عروضا مثل الشحن المجاني خلال الأعياد.
وتقول إحدى هذه الشركات، وهي «أمازون» (Amazon.com)، إن أكثر المبيعات تتحقق عند قرب انتهاء عروض الشحن المجاني التي تقدمها خلال أعياد الكريسماس. وصرحت، سالي فوتس، متحدثة باسم «أمازون» بأن العمل «يزدهر للغاية»، حيث تم شحن مئات الآلاف من الطرود بالفعل من مركز التوزيع في «فونيكس» الذي كانت تعمل به. وأضافت سالي أن جهاز «كيندل إي ريدر» (القارئ الإلكتروني) كان الأكثر مبيعا، كما هي الحال في أغلب الأحيان.
لكن «أمازون»، شأنها شأن تجار التجزئة الآخرين، بدأت عمل التخفيضات مبكرا على المنتجات الإلكترونية في أكتوبر (تشرين الأول) واتسعت دائرة التخفيضات يوم الجمعة وشملت عددا من العروض التي تسري لمدة محدودة.
وتقول سالي إن الأجهزة التلفزيونية «فيزيو» مقاس 47 بوصة لدى موقع «أمازون»، التي بيعت بأقل من سعرها الأصلي بـ600 أو 300 دولار، قد نفدت.
ويزداد استخدام المتسوقين للهواتف الجوالة في التسوق عبر الإنترنت سواء لشراء منتجات أو للبحث فقط، حيث يقول موقع «shop.org» إنه من المتوقع أن تصل نسبة الذين يستخدمون هواتفهم الجوالة في التسوق إلى 7 في المائة يوم الاثنين، مما يمثل ضعف النسبة التي تم تسجيلها العام الماضي.
كذلك هناك ظاهرة جديدة نسبيا، وهي استخدام تجار التجزئة عبر الإنترنت المواقع الاجتماعية مثل «فيس بوك» للإعلان عن التخفيضات التي يقدمونها، فقد أطلق «Land›s End» يوم الاثنين، على سبيل المثال، فاعلية «12 ساعة على تويتر» قام فيها بالإعلان عن تخفيضاته، ولم يتم الترويج لبعض هذه التخفيضات إلا على موقع «تويتر» فقط.
* خدمة «نيويورك تايمز»