أعلنت أبوظبي يوم أمس أنها ستقوم بالاستثمار في الصناديق الاستثمارية في روسيا بقيمة 100 مليون دولار، بينما تمثل هذه الخطوة أول استثمارات لشركة «مبادلة» الحكومية، الذراع الاستثمارية لأبوظبي في السوق الروسية، واعتبرت الشركة أن السوق الروسية تعتبر أكبر وأكثر الأسواق نموا في الوقت الحالي على مستوى العالم، وأنها لن تقصر استثمارها في هذا القطاع على روسيا، بل سيمتد إلى رابطة الدول المستقلة.
وقال خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة «مبادلة» «إن الأداء الاقتصادي لروسيا في الفترة الأخيرة، والإمكانات المستقبلية للمنطقة عموما يجعلها سوقا جديدة واعدة بالنسبة لـ(مبادلة)».
وتقوم «مبادلة» بالاستثمار في روسيا في هذه الصفقة، من خلال الاستعانة بشركة «فيرنو كابيتال» (فيرنو)، المتخصصة بإدارة الصناديق الاستثمارية في الأسواق المالية في روسيا ورابطة الدول المستقلة.
ويشير خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة «مبادلة» إلى أنه، وبعد إجراء دراسة للفرص المتاحة في روسيا، تبين أن «النهج الأكثر فعالية لأولى استثماراتنا في المنطقة يتمثل في التعاون مع شريك محلي يمتلك إمكانات وقدرات كبيرة، فكانت شراكتنا مع (فيرنو) التي يمتلك فريقها الإداري سجلا حافلا بالإنجازات. وكلنا ثقة بأننا سنتمكن معا من ترسيخ علاقة استراتيجية من شأنها خلق فرص استثمارية جديدة لكل من (مبادلة) و(فيرنو)».
ووفقا لمصدر في «مبادلة»، فإن روسيا تعتبر من أكثر وأكبر اقتصادات العالم نموا إيجابيا ومنتظما في الوقت الحالي، ويتابع المصدر الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» أن «روسيا تشهد نموا إيجابيا، وهذا الأمر ينطبق على المناطق المحيطة بها والمتمثلة في رابطة الدول المستقلة». وتعتبر شركة «فيرنو كابيتال» من أكثر المجموعات الاستثمارية خبرة ونجاحا في روسيا وتستقطب صناديق استثمارية جديدة إلى أسواق المال في روسيا ومنطقة رابطة الدول المستقلة، وتستهدف المستثمرين من الأسواق الناشئة في الشرق الأوسط وآسيا، بالإضافة إلى الأسواق التقليدية في الولايات المتحدة وأوروبا.
ووفقا للبيان الصادر عن «مبادلة» سيحظى المستثمرون الذين يتطلعون إلى الاستفادة من إمكانات أسواق روسيا ورابطة الدول المستقلة، من خلال الصناديق الاستثمارية التي تديرها «فيرنو»، بدعم المكاتب التابعة للشركة في روسيا، وسويسرا، والولايات المتحدة الأميركية.
ويتضمن اتحاد الدول المستقلة بعض دول الاتحاد السوفياتي السابق مثل: روسيا، وبيلاروسيا، وأوكرانيا، وأوكرانيا، ومولدافيا، وجورجيا، وأرمينيا، وأذربيجان. والرابطة ليست مجرد تنظيم رمزي بحت، وإنما منظمة تتحد بتعاون متميز وتشمل مجالات التجارة والتمويل والقوانين، والأمن.
ويلفت المتحدث في «مبادلة» إلى أن «خطة الشركة لا تقتصر على الاستثمار في روسيا التي يعتبر اقتصادها ذا نمو إيجابي، وإنما نخطط للاستثمار في رابطة الدول المستقلة أيضا».
بدوره، قال ديمتري كريوكوف، مؤسس شركة «فيرنو كابيتال»: «تعد (مبادلة) مستثمرا عالمي المستوى، وستوفر شراكتنا لكلا الطرفين فرصا واسعة للاستفادة من الإمكانات الحيوية التي تتمتع بها أسواق روسيا ورابطة الدول المستقلة. وفي الوقت نفسه، تأتي (مبادلة) في طليعة المستثمرين الجدد في روسيا. ونعتقد أن هذه الثقة الممنوحة لنا ستمثل عامل تحفيز لأبرز المستثمرين في الأسواق الناشئة حول العالم».
وتعد شركة «مبادلة» من الشركات الحكومية الرئيسية المساهمة في عملية بناء وتنويع الاقتصاد في إمارة أبوظبي، وتسعى الشركة إلى خلق الشراكات والقيام باستثمارات طويلة الأجل تتطلب رؤوس أموال كبيرة من شأنها تحقيق عوائد مالية مجزية وفوائد اجتماعية ملموسة لإمارة أبوظبي على المدى البعيد.
وتمتلك «مبادلة» وتدير محفظة استثمارية كبيرة تتضمن استثمارات محلية وإقليمية ودولية، كما تقوم «مبادلة» بخلق شراكات مع نخبة من الشركات العالمية الرائدة لتنفيذ مشاريع استثمارية وتنموية في مجالات متعددة تشمل صناعات الطيران، والطاقة، والرعاية الصحية، والمعادن، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبنى التحتية، والتطوير العقاري والضيافة.