أبرمت شركة التعدين العربية السعودية «معادن» أمس، عقودا تمويلية مع 16 بنكا محليا ودوليا لتمويل جزء من المرحلة الأولى من مشروع الألمونيوم بقيمة 7.1 مليار سعودي (1.9 مليار دولار). وجاء توقيع العقد عبر شركة «معادن للألمنيوم» وشركة «معادن للدرفلة» المملوكتين لشركة التعدين العربية السعودية «معادن» بنسبة 74.9 في المائة، وشركة «ألكوا» الأميركية بنسبة 25.1 في المائة. وسيتم توقيع عقود تمويل الجزء المتبقي من تمويل المرحلة الأولى والمقدر بنحو 2.6 مليار دولار لاحقا من قبل صندوق الاستثمارات العامة وصندوق التنمية الصناعي السعودي، ليصبح المبلغ الإجمالي للقروض في المرحلة الأولى للمشروع 4.5 مليار دولار. ومن المقرر أن تبدأ الشركتان قريبا عملية تمويل المنجم والمصفاة، والتي تشكل المرحلة الثانية من المشروع المشترك بين «معادن» و«ألكوا».
ويعتبر هذان المشروعان جزءا من المشاريع المشتركة والمتكاملة من المنجم إلى المنتج النهائي لإنتاج الألمونيوم السعودي بمواصفات عالمية في رأس الزور على الساحل الشرقي من السعودية. كما أن هذه العقود هي جزء من عقود تمويل المشروعين، حيث إنها خطوة مهمة لدعم بناء مصهر متكامل للألمنيوم وقيام أكبر مشروع للدرفلة في منطقة الشرق الأوسط وتطوير الصناعة التعدينية في المملكة العربية السعودية. وأوضح المهندس عبد الله بن سالم بصفر رئيس شركتي مصهر الألمنيوم والدرفلة بالنيابة ونائب رئيس شركة «معادن» لوحدة أعمال الألمنيوم، أن عملية التمويل شهدت اهتماما كبيرا من البنوك والمؤسسات المالية المحلية والعالمية والتي شاركت في عملية طلبات التغطية المالية. وأضاف المهندس بصفر أن عملية التوقيع تمثل أحدث علامة في سلسلة المراحل التي اجتازها المشروع بنجاح لمواجهة تحديات الموعد النهائي للمشروع. وقال: «وقعنا اتفاقية المشروع المشترك في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وافتتحنا المشروع في يونيو من هذا العام. ثم استوفينا التزامات تمويل المشروع في الشهر نفسه، ووضعنا حجر الأساس في الرابع والعشرين من أكتوبر بعد عشرة أشهر فقط من التوقيع على المشروع المشترك، نحن حقا نسير على الطريق الصحيح». من جانبه قال كن وزنوسكي نائب رئيس شركة «ألكوا» لوحدة إنتاج الألمونيوم العالمية والتنمية والطاقة والبوكسايت والشؤون الأفريقية، إنهم سعداء بأن تمويل المصهر ومصنع الدرفلة قد تحقق سريعا وبشروط جذابة للغاية رغم التحديات التي تواجهها الأسواق المالية العالمية، مبينا أن الفائض الكبير من التمويل يعكس الدعم القوي من المؤسسات المالية لهذا المشروع، كما يعكس ثقتنا بأن لدى هذا المشروع إمكانية لأن يصبح أبرز مجمع لصناعة الألمنيوم في الشرق الأوسط. إلى ذلك، أعلنت «معادن» عن موافقة صندوق التنمية الصناعي السعودي، إقراض مشروع الصودا الكاوية وثنائي كلوريد الإيثيلين بمبلغ 900 مليون ريال (240 مليون دولار)، وهو خطوة مهمة في مسيرة المشروع. والمعروف أن مشروع الصودا الكاوية وثنائي كلوريد الإيثيلين، مشروع مشترك بنسبة 50 في المائة لكل من «معادن» وشركة الصحراء للبتروكيماويات وذلك باستخدام تقنية أودي الألمانية، وسوف يتم الانتهاء من بناء المشروع في مدينة الجبيل الصناعية في نهاية العام 2012. كما أن الطاقة الإنتاجية للمشروع تبلغ 250 ألف طن سنويا من الصودا الكاوية المركزة و300 ألف طن من ثنائي كلوريد الإيثيلين، ويوفر المشروع ما يقارب من 200 فرصة وظيفية بحسب التوسع التدريجي في مشروعات الشركة.