انهيار مجموعة «سويس إير» متأثرة بالاعتداءات في أميركا وديونها الكبيرة

هاني يماني ومستثمرون خليجيون يسجلون شركة جديدة للطيران في جنيف بعد أشهر

TT

اعلن مسؤولو مجموعة «سويس اير» الكبرى أول من امس في زوريخ موت شركة الخطوط الجوية السويسرية، لتحل محلها شركة طموحاتها محدودة وبدون مساهمة في فروع خارجية، متأثرة بالاعتداءات المدمرة التي ضربت الولايات المتحدة وديونها الكثيرة.

واعلنت المجموعة أمس انها تؤمن في الوقت الراهن كل الرحلات بشكل طبيعي. وقال ناطق باسمها انه «ليس هناك من سبب يدعو الى وقف الرحلات في الوقت الراهن لكننا نتابع الوضع عن كثب».

وقال ماريو كورتي رئيس المجموعة ومديرها العام خلال مؤتمر صحافي في زوريخ أول من امس ان «اعتداءات 11 سبتمبر(ايلول) شكلت صدمة لمجموعتنا التي لم يعد بوسعها احترام تعهداتها السابقة».

ومجموعة «سويس اير» تضم حاليا عدة شركات وتوظف 72 الف شخص وستتولى عملياتها الان شركة «كروس اير»، احد فروعها السابقة.

اما بقية الشركات في المجموعة مثل «غايت غورميه» لخدمة المطاعم و«فلايتليس» لتأجير الطائرات والمساهمات في شركات اجنبية مثل 5،49 في المائة في «سابينا» البلجيكية او20 في المائة في الخطوط الجوية الجنوب افريقية ستوضع تحت مذكرة تصالحية (مع الدائنين) وهي المرحلة التي تسبق اعلان الافلاس لكنها تسمح بموجب القانون السويسري بايجاد من يشتريها.

وعمليا فان سهم شركة الخطوط الجوية السويسرية سيسحب من البورصة السويسرية.

وقد تدخلت المصارف السويسرية لتمويل خطة انقاذ انشطة الشركة وستضخ حوالي 3،1 مليار فرنك سويسري (866 مليون يورو) على شكل سيولة ومساهمة في زيادة رأس المال.

وتوصل اكبر مصرفين سويسريين «يو بي اس» و»كريدي سويس» الى اعلان كونسورسيوم بمساهمة 51% للاول و49% للثاني.

وسيشتري الكونسورسيوم الـ70% من اسهم كروس اير التي تملكها سويس اير وبالتالي سيصبح المصرفان اول مساهمين في كروس اير.

وستقوم مجموعة سويس اير بتصريف الاعمال الجارية بانتظار الانتهاء من اجراءات تصفيتها قبل نهاية الشهر الحالي بتولي شركة «كروس اير» ثلثي انشطتها الجوية وفقا لمصدر قريب من المجموعة. بحلول نهاية اكتوبر(تشرين الاول). اما الثلث الباقي فسيتم الغاؤه بالاضافة الى صرف 30% من موظفي المجموعة السويسرية اي الغاء 2560 وظيفة بينها 1750 في سويسرا.

والسبب الثاني لهذا التفكك هو عجز المجموعة عن احترام التزاماتها المالية حيال قطبها الفرنسي السابق (اي او ام اير ليبرتيه، اير ليتورال) والشركة البلجيكية سابينا التي تملك 5،49% منها.

وقال متحدث باسم سويس اير ان «هدفنا هو الابقاء على سير الانشطة لتسهيل العثور على مشترين».

ووفقا للخطة التي اعلنت مساء الاثنين فان سويس اير لديها حاليا نحو 510 ملايين فرنك سويسري (340 مليون يورو) لتصريف شؤونها من بينها 250 مليون فرنك قروض من البنوك السويسرية وال260 مليون الباقية من بيع حصتها في كروس اير والتي كانت تمثل70%.

وتسعى سويس اير الى بيع ست شركات هي «غايت غورميه» لخدمة المطاعم ومتاجر «نويانس» للاسواق الحرة وشركة «اس.ار تكنيكس» للصيانة و«سويس بورت» لتسجيل الركاب والحقائب على الارض و«اتراكسيس» للمعلوماتية و«كارغو» للشحن.

كما وضعت الشركة القابضة «اس اير غروب» التي تشرف على جميع الانشطة وشركة «اس ايرلاينز» و«فلايتليز» لتأجير الطائرات تحت مذكرة تصالحية (مع الدائنين) وهي المرحلة التي تسبق اعلان الافلاس لكنها تسمح بموجب القانون السويسري بايجاد مشتر.

وقال احد اساتذة القانون ردا على اسئلة للتلفزيون السويسري مساء الاثنين ان حاملي اسهم سويس اير فقدوا بلا شك كل شيء بعد وقف تداول اسهم سويس اير في البورصة اول امس وعدم السماح بجمعها.

وقد انهارت سويس اير بسبب ديونها المتراكمة (15 مليار فرنك سويسري، اي عشرة مليارات يورو) واعتداءات سبتمبر التي شكلت الضربة القاضية للمجموعة التي كانت اصلا في وضع هش.