«ستاندرد تشارترد» يمول مشروع «فيرمونت بالم جميرا» بقيمة 115 مليون دولار

مفاجأة للقطاع العقاري في دبي: أول عملية تمويل عقارية ضخمة منذ بداية الأزمة

TT

في أول تمويل من بنك أجنبي لشركة تطوير فنادق في دبي منذ بداية الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالقطاع المزدهر، أعلنت شركة «إيفا» للاستثمارات الفندقية التابعة لشركة «إيفا» للفنادق والمنتجعات عن حصولها على تمويل مصرفي بقيمة 115 مليون دولار لمشروعها الواقع على جزيرة النخلة جميرا، فندق «فيرمونت بالم جميرا».

وحصلت الشركة على هذا التمويل الذي يعتبر الأضخم من نوعه منذ بدء الحديث عن جفاف منابع التمويل العقاري مع تراجع الطلب الحاد وأزمة الائتمان العالمية، من بنك «ستاندرد تشارترد»، بعد توقف طويل لتمويل المشاريع العقارية الضخمة، فيما تشير هذه الصفقة على ما يبدو إلى بدء تدريجي لعودة الثقة إلى قطاع التمويل العقاري المتجمد بشكل أسرع مما كان متوقعا.

وقال طلال جاسم البحر، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة «إيفا» للفنادق والمنتجعات «هذا الاتفاق سيكون له أثر إيجابي على القطاع العقاري في الإمارات العربية المتحدة ككل، ومن شأن هذا الاتفاق أن يعيد الثقة في قطاع التطوير العقاري في إمارة دبي، وسيسمح لنا بالانتهاء من أعمال بناء فندق «فيرمونت بالم» خلال الربع الأول من عام 2012.

ويبدو أن عملية التمويل تأتي ضمن ظروف خاصة تتعلق بحجم الشركة المقترضة وجدارتها الائتمانية بالدرجة الأولى، إضافة إلى مستوى المشروع الذي يجري تمويله وهو فندق «فيرمونت» صاحب العلامة الشهيرة في المنطقة والإمارات.

وفي هذا الصدد يضيف طلال جاسم البحر «لعب سجل (إيفا) للفنادق والمنتجعات الحافل بإنجاز وتوفير مشاريع متعددة الاستخدامات في أكثر الوجهات رواجا ورغبة في العالم، دورا محوريا في حصولها على قرض لتمويل المشروع، في ظل شح التمويل الذي يجتاح العالم بسبب الأزمة المالية العالمية».. وهو ما يؤكده البنك الذي اعتبر على لسان بول جوري، الرئيس العالمي للاستثمارات البديلة في بنك «ستاندرد تشارترد»، أن «المصارف تتعامل بحكمة حيال تقديم القروض والتمويل المصرفي للشركات العقارية»، مشيرا إلى أنه سيدعم المشاريع والشركات التي تقدم كل الضمانات اللازمة والتي «نرى فائدة من دعمها كمشروع فندق (فيرمونت بالم جميرا)، الذي يجري العمل فيه على قدم وساق، والمطور من قبل شركة تتمتع بسجل حافل من الإنجازات العقارية سواء في المنطقة أو في أجزاء أخرى من العالم».

وهذا هو التمويل المصرفي الثاني الذي يقدمه البنك لشركة «إيفا» للفنادق، حيث كان القرض الأول لتمويل مشروع «ذا ريفر» بقيمة 165.9 مليون دولار والمطور من قبل شركة «ريمون لاند» التايلندية التي تمتلك «إيفا» للفنادق والمنتجعات حصة مؤثرة فيها.

ويرى البنك أن نهجه التمويلي أسهم في أن تدعيم عملائه عبر الأزمة وملء الفجوة التي تركتها البنوك الأخرى في السوق خلال الأزمة.

وقال جو سيتا، رئيس شركة «إيفا» للاستثمارات الفندقية، التابعة والمملوكة بالكامل لشركة «إيفا» للفنادق والمنتجعات والمعنية بإدارة أصولها «هذا هو أول تمويل مصرفي مقدم من بنك أجنبي لتطوير مشاريع فندقية منذ وقت طويل. وقد جاء هذا القرض ليعزز الثقة في المنطقة وفي القطاع العقاري بشكل عام، وفي مجموعة إيفا ومشاريعها على جزيرة النخلة بشكل خاص».

الجدير بالذكر أن جزيرة النخلة جميرا شكلت مؤخرا مسرحا لعدد من الأحداث بالنسبة للشركة، بالإطلاق الناجح لعدد 562 وحدة سكنية فاخرة بالقرب من فندق فيرمونت بالم جميرا. كذلك الإعلان عن توقيع اتفاقيات مع نخبة من أشهر متاجر التجزئة العالمية في مشروع «غولدن مايل» المرموق.

وأضاف سيتا «التزمت (إيفا) للفنادق، كأول مستثمر أجنبي على جزيرة النخلة جميرا، منذ أول استثمار لها على جزيرة النخلة عام 2003، بتنفيذ رؤية دبي للجزيرة كموقع بارز في الإمارة. ولمشاريع (إيفا) للفنادق حضور قوي على جذع جزيرة النخلة، هذا بالإضافة إلى أرض مساحتها 200.000 متر مربع يتم عليها حاليا إنشاء مشروع مملكة سبأ. وقد كانت (إيفا) للفنادق وما زالت جزءا لا يتجزأ من مشاريع التطوير على جزيرة النخلة، ونتطلع لمزيد من الفرص الاستثمارية على الجزيرة فور الانتهاء من إنجاز فندق (فيرمونت بالم جميرا)».

ويمثل فندق «فيرمونت بالم جميرا» المشروع الخامس الذي تنجزه «إيفا» للفنادق على جذع جزيرة النخلة جميرا بعد مشروع «بالم ريزيدنس» (النبات والحصير)، ونادي الشلال الشاطئي، و«غولدن مايل»، و«ذا ريزيدنس» (الشمالي والجنوبي). كما يجري العمل حاليا على إنجاز مشروع مملكة سبأ والواقع بجانب فندق «أتلانتس». وهي بصدد وضع اللمسات الأخيرة على مشروعها لاغونا تاورز المتعدد الاستخدامات، والذي يشمل فندق ومجمع «موفنبيك» السكني، وشققا فندقية، وناديا سكنيا خاصا، ووحدات سكنية من فئة اللوفت والدوبلكس.

يشار إلى أن نحو 90 في المائة من إيرادات وأرباح «ستاندرد تشارترد»، البنك الممول لمشروع «فيرمونت بالم جميرا»، تأتي من أسواق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.