شركة مصرية تستثمر مليار دولار بشراكة أوغندية لإقامة محطات طاقة صغيرة ومتوسطة

اقتصاديون: الاهتمام بالسوق الأفريقية جاء بعد المنافسة في أسواق الدول المتقدمة

هناك اهتمام جاد من رجال الأعمال المصريين للاستثمار في قطاع الكهرباء بأوغندا لحاجتها الماسة للكهرباء اللازمة للتنمية
TT

وقعت شركة «طاقة عربية» المصرية اتفاقية تأسيس شراكة في أوغندا مع تشيو انفستمنتس (chui Investments Ltd) الأوغندية لاستثمار مليار دولار في إقامة محطات طاقة صغيرة ومتوسطة الحجم بأوغندا في ظل اهتمام مصري مكثف بالسوق الأفريقية الفترة الأخيرة.

وقال مجدي صالح، رئيس شركة «طاقة عربية» التابعة لمجموعة «القلعة للاستشارات المالية» لصحيفة «نيو فيجين الأوغندية» إن هيكل ملكية الشركة يتوزع بواقع 70 في المائة لشركة «طاقة» والباقي للشركة الأوغندية، مضيفا أنه يتم الآن التنسيق مع الشريك الأوغندي لتحديد مواقع إقامة المشاريع التي سيتم البدء فيها العام المقبل.

وجاء هذا التوقيع على هامش زيارة لوفد مصري ضم 19 شركة مصرية متخصصة في الطاقة واختتمت أعمالها أمس، وبحثت فرص الاستثمار في قطاع الكهرباء الأوغندي.

وقال وزير الكهرباء المصري الدكتور حسن يونس الذي ترأس الوفد إن هناك اهتماما جادا من رجال الأعمال المصريين للاستثمار في قطاع الكهرباء بأوغندا لحاجتها الماسة للكهرباء اللازمة للتنمية، حيث يبلغ عدد السكان الذين يتمتعون بالكهرباء نحو 11 في المائة من السكان. وقال وزير الكهرباء المصري عقب عودته للقاهرة إن شركة مصرية أخرى تأهلت في المناقصة العالمية لإنشاء محطة كهرباء بقدرة 700 ميغاوات في أوغندا وأبدت رغبتها في الاستثمار في الطاقة الحرارية وطاقة الرياح، كما اتفقت شركة أخرى على تنفيذ مشروع خفض الفقد الكهربائي هناك خلال الفترة المقبلة، والذي كان قد وصل إلى 29 في المائة.

ونبه يونس إلى أن شركات قطاع الأعمال المصرية الحكومية ستقوم بإنارة إحدى القرى الأوغندية كهدية من مصر للشعب الأوغندي.

وقال إن أوغندا استفادت من المنحة المقدمة من الحكومة المصرية في تدريب 55 من كوادرها في مجال الكهرباء، مؤكدا على أن الحكومة الأوغندية ستعمل على إزالة أي عوائق تواجه عمل الشركات المصرية على أراضيها وتعهدت بتقديم كافة التسهيلات لهذه الشركات.

وقال اقتصاديون مصريون إن الاهتمام المصري بالسوق الأفريقية اقتصاديا بدا لافتا الفترة الأخيرة، وذلك إما بالدخول في شراكة استثمارية ضخمة عبر القطاع الخاص وإما بتنفيذ مشاريع عملاقة، مشيرين إلى أن مصر تسعى لإعادة توطيد العلاقات الاقتصادية بشكل خاص مع دول حوض النيل التي تعد أوغندا واحدة منها.

وتسعى مصر إلى إنشاء مفوضية عليا للاستثمار في دول ‏الحوض، خاصة في مجالات تبادل الطاقة الكهربائية، والنقل والسياحة. وشهدت العلاقات بين مصر وبعض دول الحوض النيل توترا بعد مطالبة بعض دول «الحوض» بإعادة تقسيم مياه النيل. وأوضحت الدكتور ماجدة قنديل، مديرة المركز المصري للدراسات الاقتصادية لـ«الشرق الأوسط» أن الاهتمام المصري بالسوق الأفريقية جاء متأخرا. ورأت أن هذا الاهتمام سببه البحث عن أسواق جديدة للصادرات بعد المنافسة القوية في أسواق الدول المتقدمة. مضيفة أن السوق الأفريقية تتمتع حاليا بميزات جاذبة مستندة إلى توقعات دولية إيجابية بشأن الاقتصاد الأفريقي السنوات المقبلة.