خفض الفائدة الأميريكية لم يبدد مخاوف الأسواق وسط ترقب لعمليات عسكرية وشيكة

تأكيد سياسة بلير الأوروبية تهبط بالاسترليني واليورو يرتفع أمام الين والدولار في أوروبا

TT

لا يبدو ان قرار خفض الفائدة للاحتياطي الفيدرالي قد ساعد على تقليل المخاوف في الاسواق، إذ بالقدر الذي تبدد فيه الحماس من المستثمرين بعد صدور قرار المركزي الاميركي بخفض الفائدة للمرة التاسعة هذا العام ووصوله الى ادنى مستوى منذ اربعين عاما، فان المخاوف من العمليات العسكرية المرتقبة من جانب الولايات المتحدة والنتائج الضعيفة التي أعلنتها بعض الشركات دفعت الاسهم للهبوط. وقال متعاملون ان مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم البريطانية الممتازة انخفض صباح أمس مع تبدد حماس المستثمرين بشأن خفض أسعار الفائدة الاميركية أمس وترقب نتائج شركة الخطوط الجوية البريطانية والتي صدرت في وقت لاحق.

وكان المراقبون يأملون ان يؤدي خفض الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، والذي كان متوقعا على نطاق واسع، الى تهدئة المخاوف من كساد عالمي ورفع السوق.

وفي الصباح هبط مؤشر فاينانشال تايمز المكون من اسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى 9.52 نقطة اي بنسبة 4.4779 نقطة. وكان قطاعا الادوية والاتصالات مسؤولين عن هذه الخسائر تقريبا.

وانخفض سهم جلاكسو سميثكلاين 7.1 في المائة وسهم فودافون 8.1 في المائة.

وقال توم هوجارد المتعامل في فاينانشال سبريدز «يبدو انه ليس هناك اي قدر من الاقتناع بأن خفض أسعار الفائدة سيؤدي الى انتعاش في الاقتصاد الاميركي أو الاقتصاد العالمي». وأضاف «ذخيرة مجلس الاحتياطي الاتحادي في مكافحة الكساد بدأت تنفد». وترقب المستثمرون ان تعلن شركة الخطوط الجوية البريطانية نتائجها لمعرفة أثر الازمة التي اصابت صناعة الطيران بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) في الولايات المتحدة على أداء الشركة.

وتوقفت اسهم طوكيو عن موجة صعود استمرت اربعة ايام واغلقت على انخفاض امس بعد ان تجاهل المستثمرون خفض اسعار الفائدة الاميركية وتهافتوا على البيع لجني ارباح.

وساعد في ذلك ان المستثمرين يستبعدون حدوث تقدم سريع على جبهة السياسة الاقتصادية في اليابان.

وهبط مؤشر نيكاي القياسي المؤلف من 225 سهما 33.212 نقطة توازي 09.2 في المائة ليقفل على 23.9924 نقطة في حين نزل مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 28.17 نقطة توازي 62.1 في المائة لينهي اليوم على 35.1050 نقطة.

وتسارع المسار النزولي للبورصة امس بفعل مجموعة تحذيرات من انخفاض الارباح اعلنتها شركات «الاقتصاد القديم» مثل كوماتسو ليمتد عقب تحذيرات مماثلة من شركات تكنولوجيا المعلومات في الاسابيع الماضية.

وانخفض سهم كوماتسو لمعدات البناء 24.11 في المائة الى 395 ينا في حين هبط سهم تويوتا موتور كورب 73.4 في المائة الى 3220 ينا.

وفي اسواق العملات انخفض الجنيه الاسترليني مقابل اليورو الاوروبي امس بعد ان أكد توني بلير رئيس الوزراء البريطاني من جديد سياسته بشأن اليورو الاوروبي، مما اثار تكهنات بان الاسترليني سينخفض قبل انضمام بريطانيا للعملة الموحدة.

وأكد بلير في خطابه أمام المؤتمر السنوي لحزب العمال اول من أمس انه سيدعو الى اجراء استفتاء عام على اليورو خلال فترة ولاية البرلمان الحالي اذا اجتازت بريطانيا المعايير الاقتصادية الرئيسية، مما بدد تكهنات بأن الانضمام لليورو لم يعد على جدول أعمال الحكومة بعد الهجمات التي وقعت على الولايات المتحدة الشهر الماضي.

لكن العملة البريطانية عاودت الصعود أمام الدولار الاميركي بعد ان منيت قبل يومين بأكبر انخفاض في يوم واحد منذ يونيو (حزيران) الماضي.

وجاءت بيانات قطاع الخدمات في بريطانيا أسوأ من المتوقع مما زاد من التوقعات بان بنك انجلترا سيحذو حذو مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) ويخفض الفائدة اليوم.

وقبيل الظهر انخفض سعر صرف الاسترليني ربع نقطة مئوية أمام اليورو الاوروبي الى 60.62 بنس اي ما يعادل نحو 1250.3 مارك ألماني بعد ان انخفض بنسبة واحد في المائة في الجلسة السابقة.

وانتعش الجنيه الاسترليني أمام العملة الاميركية الى 4700.1 دولار بعد ان انخفض اول من امس الى 4615.1 دولار. وارتفع اليورو ربع نقطة مئوية مقابل الدولار ونصف نقطة مئوية مقابل الين امس، فيما جدد المستثمرون اليابانيون اهتمامهم بالاصول الاوروبية في بداية النصف الثاني من السنة المالية.

وقال محللون ان خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) اسعار الفائدة نصف نقطة مئوية امس زاد من اتساع الهوة مع اسعار الفائدة في منطقة اليورو مما زاد من اغراء العملة الاوروبية الموحدة.

وكانت النتجية ارتفاع اليورو لاعلى مستوى له في خمسة اشهر مقابل الين واعلى مستوى له مقابل الدولار في اسبوع.

وقال تاجر «يتردد كلام كثير عن شراء مستثمرين يابانيين اليورو وبيع الين. اذا كنت تدرس تحويل اموالك للولايات المتحدة او اوروبا فان اليورو يبدو اكثر اغراء». وتوقع متعاملون ان يشتري مستثمرون اجانب الدولار من آن لاخر لتغطية مراكز مكشوفة فيما دعم تدخل بنك اليابان في السوق في الاونة الاخيرة ومخاوف من تدخله مرة اخرى، الدولار.

وقال محللو العملة ان من المتوقع ان يأتي تأثير الخفض على الدولار من خلال بورصة الاسهم.

وقال ايان ستانارد من بي.ان بي. باريبا في لندن «ما تعنيه هذه الخطوة للدولار يعتمد على الاسهم. الجميع يعلم ان بيانات الثقة ستكون سيئة لفترة ويريد مجلس الاحتياطي ان تستقر الاسهم. قد يظل الدولار يحظى بدعم طيب اذا استقر سوق الاسهم».