«سياحة التسوق».. مفهوم تفتقده مصر وتسعى لإحيائه بحلول 2012

خبراء: مصر قادرة على المنافسة بقوة وينقصها استكمال البنية التحتية

تجاوز مطورو المراكز التجارية في مصر مرحلة استهداف تلبية مطالب المصريين مع تزايد الاستهلاك (رويترز)
TT

استبقت شركات تطوير المراكز التجارية رغبة الحكومة المصرية في إحياء سياحة التسوق ضمن برنامجها للعامين المقبلين، وبدأت في إنشاء العديد من المراكز التجارية لجذب المتاجر العالمية للسوق المصرية. وفيما يستعد مطورو العقارات للانتهاء من اللمسات الأخيرة بحلول نهاية العام المقبل تعاقد مطورو المراكز التجارية مع علامات تجارية عالمية كان آخرها «آيكيا»، و«ماركس أند سبنسر».

وتعمل وزارة السياحة المصرية على إدراج سياحة التسوق ضمن برامجها بحلول عام 2012، بعد أن غابت لسنوات، منذ إلغاء مهرجان السياحة والتسوق الذي كان يستهدف تنشيط التسوق في البلاد. ويرى مسؤولون أن مصر قد تكون منافسا قويا لدول بمنطقة الشرق الأوسط في هذا المجال، خاصة مع انخفاض تكاليف الإقامة والسفر مع توافر أنواع جاذبة أخرى من السياحة.

وهناك العديد من المراكز التجارية التي يطورها مصريون وأجانب، أكبرها مشروع كايرو فيستيفال سيتي الذي يضم مركزا تجاريا على مساحة 160 ألف متر مربع بشرق القاهرة، و«مول مصر» المقرر بدء العمل به بداية العام القادم بمحافظة السادس من أكتوبر، و«صن سيتي» الذي يقام على نحو 28 ألف متر مربع المقرر افتتاحه خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وتجاوز مطورو المراكز التجارية في مصر مرحلة استهداف تلبية مطالب المصريين مع تزايد استهلاكهم، في محاولة للاستفادة من توجه الدولة للترويج لسياحة التسوق وهو ما سيؤدي إلى جذب العديد من المتاجر العالمية، يقول فيليب إيفانز مدير عام تأجير الوحدات التجارية لمجموعة «الفطيم»، إن مصر تحمل فرصا للمتاجر العالمية للتوسع بها، مما أدى إلى جذب عدد كبير منها للسوق المصرية، وأضاف أن شركته التي تشيد واحدا من أكبر مراكز التسوق في مصر قد تمكنت من التوقيع مع عدد من أكبر متاجر التجزئة العالمية كان آخرها «آيكيا»، و«ماركس أند سبنسر».

وقال إن متجرا مثل «ماركس أند سبنسر» الذي تم افتتاح أول فرع له بمصر خلال الفترة الماضية ليكون من بين أول المحلات التجارية متعددة الأقسام لدخول السوق المصرية، سيجذب إليه شريحة من المصريين والعرب الذين اعتادوا زيارة فروعه بأوروبا والمملكة المتحدة على وجه الخصوص.

يقول هشام زعزوع مساعد أول وزير السياحة المصري إن بلده تستهدف إحياء سياحة التسوق، ولكن بعد الانتهاء من إنشاء العديد من المراكز التجارية التي تعطي انطباعا متميزا للسائحين وتوفر لهم أماكن مناسبة للتسوق، وأضاف في حديث مع «الشرق الأوسط»: «كان لدينا مهرجان القاهرة للسياحة والتسوق، وكان هدفه جعل مصر على خريطة الدول الجاذبة للسياح بهدف التسوق، إلا أننا فضلنا إلغاءه، بهدف تطويره».

وتابع: «لم يكن بمصر أماكن للتسوق جيدة تؤهلها لنجاح هذا النوع من السياحة، لذا قررنا تأجيله لحين الانتهاء من إنشاء العديد من المراكز التجارية».

وأكد زعزوع أن مصر قد تكون منافسا قويا خلال السنوات المقبلة لدول مثل الإمارات وتركيا التي يزروها الملايين سنويا بهدف التسوق، وقال: «هناك ميزة تنافسية في مصر ستجعلها تنافس البلاد التي تعتمد على التسوق فقط، فمصر تتنوع بها مجالات السياحة، فمنذ 25 سنة لم يكن لدينا سوى منتج سياحي واحد، أما الآن فيوجد العديد من المنتجات السياحية الأخرى مثل سياحة الشواطئ والسياحة العلاجية وسياحة المغامرات، وسياحة الغولف أيضا، ويوجد اهتمام بتوسيع هذه الأنواع، وبذلك سيفضل السائحون الراغبون في التسوق التوجه إلى مصر لتنوع الأنشطة السياحية بها».

وأضاف أن «بعض المحال العالمية قد تجد في مصر مناخا جيدا لتصنيع منتجاتها، خاصة مع توافر المواد الخام لصناعة الملابس القطنية والجلدية التي ترتفع أسعارها بشكل كبير بالخارج، مما قد يؤدي إلى توفير منتجات عالمية بأسعار تنافسية مقارنة بمنتجات الدول الأخرى».

وأشار زعزوع إلى أنه باكتمال إنشاء مشروعات المراكز التجارية المقرر افتتاحها تباعا بداية من العام القادم، ستجذب تلك المراكز العديد من المحال التجارية العالمية إليها، والتي كانت تسعى باستمرار لفتح فروع لها بمصر ولم تجد أماكن تناسبها، وهو ما نأمل أن يؤدي إلى جذب السائحين سواء العرب أو الأجانب للتسوق في مصر، مع انخفاض تكاليف الإقامة والسفر فيها مقارنة بدول أوروبية وعربية أخرى.

ويرى محمود مكاوي العضو المنتدب بشركة «الفطيم» العقارية التي تشيد مشروع كايرو فيستيفال سيتي، أن مصر ستصبح مركزا لسياحة التسوق بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة مع المناخ الجيد الذي تهيئة الحكومة، فالعديد من الشركات العالمية اتجهت لضخ استثمارات في البلاد.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هناك اتجاه كبير من قبل المتاجر العالمية لفتح فروع لها في مصر، وهو ما يهيئها لأن تكون جاذبة للسياح بهدف التسوق، الأمر الذي دفع مجموعتنا لزيادة استثماراتها في السوق المصرية».

وأضاف أن مجموعة «الفطي»م باعت حتى الآن نحو 60 في المائة من الوحدات التجارية بمشروع كايرو فيستيفال سيتي لشركات عالمية، ومنها شركات تفتح فروعا لها لأول مرة بمصر، مشيرا إلى أن مصر قد تصبح مثل تركيا التي يأتي إليها السياح بشكل أساسي بغرض التسوق.