وزير البترول السعودي يكشف عن زيادة استثمارات بلاده في الطاقة عبر البحث العلمي

ملتقى في الظهران يناقش مستقبل الصناعة البترولية

د. خالد السلطان مدير جامعة البترول والمعادن ومستشار وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون الشركات والتقنية والاستثمار، في المعرض المصاحب للملتقى (تصوير: «الشرق الأوسط»)
TT

كشف وزير البترول السعودي عن جهود بحثية تبذلها بلاده من أجل زيادة استثمارات السعودية في الطاقة، وذلك بما يتعدى مجالات التنقيب والإنتاج والتكرير، عبر مجموعة من المراكز البحثية التي أنشأت في الجامعات السعودية في مجال الطاقة.

وقال المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، إن تلك الجهود تأتي من أجل تحفيز القدرات التحليلية للشباب السعودي والمعرفة بالسوق البترولية، مما يمكن المملكة من تقييم قطاعات الطاقة المحلية والعالمية وتطوير وجهات نظر ومعرفة تثري الحوار الدولي حول الطاقة، وهي أدوار وصفها النعيمي بأنها لم تلق العناية المطلوبة حتى الآن.

ولفت النعيمي في كلمة ألقاها نيابة عنه عبد الرحمن العبد الكريم، مستشار الوزارة لشؤون الشركات التقنية والاستثمار، إلى أن من بين هذه المراكز جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ومركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية ووادي الظهران للتقنية و«أرامكو» - السعودية، التي تشكل بيئة متنامية من مراكز البحوث.

وشهدت مدينة الظهران (شرق السعودية) أمس، انطلاق أعمال الملتقى السعودي الثاني لتقنيات استكشاف وإنتاج النفط والغاز، حيث أكد المجتمعون أهمية البحث العلمي والشراكة مع المؤسسات الأكاديمية في تطوير صناعة النفط في المنطقة.

ويأتي الملتقى الذي تستضيفه وتنظمه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تحت شعار «الجامعات والصناعة البترولية: تضافر نحو غد أفضل».

ويبحث خبراء دوليون في قطاع الطاقة وأكاديميون متخصصون، سبل تعزيز الشراكة بين الصناعة النفطية والجامعات والمراكز البحثية من أجل مواجهة التحديات التي يفرضها الطلب المتنامي على الطاقة حول العالم وتطوير تقنيات جديدة في الاستكشاف والإنتاج.

وعد المهندس علي النعيمي تطوير التقنيات أساس نمو الاحتياطات النفطية المعروفة واستكشاف احتياطات جديدة، ورفع وتحسين كفاءة الإنتاج، وخفض تكلفة الاستخراج، من أجل تلبية الطلب المتنامي على البترول والغاز، إضافة إلى مساهمتها في المحافظة على الموارد البيئية.

وقال النعيمي إن الملتقى يركز على قضايا تقنية خاصة بالكشف عن البترول والغاز الطبيعي وإنتاجه وتبادل الخبرات في هذا المجال وفتح مجالات التعاون مع الشركات المستثمرة في هذه الصناعة الحيوية داخل المملكة وخارجها.

ويتضمن الملتقى الذي يستمر لثلاثة أيام معرضا مصاحبا لكبريات الشركات النفطية مثل «أرامكو» - السعودية و«شلمبرجير» و«شيفرون» و«هالبيرتون»، إضافة إلى 23 جلسة علمية بمشاركة 15 متحدثا مختصا و3 حلقات نقاش ومسابقة للطلبة. كما يستعرض المشاركون في الملتقى آخر التقنيات التي توصلت إليها صناعة النفط في عمليات الاستكشاف والتنقيب.

من جهته، أكد أندرو قولد، الرئيس التنفيذي لشركة «شلمبرجير» الرائدة في التنقيب عن النفط، أهمية استغلال الخبرات وزيادة الاستثمار في البحوث العلمية المتعلقة بالصناعة النفطية، لمواجهة الطلب المتزايد على النفط والغاز والتحديات المتعلقة باستكشاف احتياطيات جديدة والوصول إلى مكامن النفط، مشيرا إلى أن ذلك يتم ببناء مراكز بحثية مختصة بالصناعة البترولية في أهم المراكز التعليمية والجامعات والحرص على استقطاب المواهب والعقول. وأضاف قولد أن «شلمبرجير» قامت ببناء عدد من المراكز البحثية من ضمنها مركز «شلمبرجير» البحثي في وادي الظهران للتقنية الذي تمكن منذ إنشائه في عام 2006 بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن من تسجيل 50 براءات اختراع في مجال الطاقة.

من جانبه، أوضح المهندس خالد البريك، نائب الرئيس في شركة «أرامكو» - السعودية، أن الصناعة البترولية اليوم تحتم وجود تعاون وتظافر بين عناصر الصناعة والتقنية والخبرات الأكاديمية، وذلك لتطوير أفضل الحلول التقنية للاستفادة من احتياطات النفط التي لم تستغل بعد ومواجهة الطلب المتزايد. وأكد البريك أن الحاجة إلى الطاقة ستزداد بنسبة 50 في المائة خلال العقود الأربعة المقبلة، في حين سيظل النفط هو المصدر الأساسي للطاقة في العالم حتى بحلول عام 2050. وأشار البريك إلى وجود 14 تريليون برميل من النفط في باطن الأرض تم إنتاج تريليون واحد فقط منها بينما يعد 1.2 تريليون كاحتياطي، مضيفا أن كل هذه الكمية من النفط لا يمكن الوصول إليها واستخراجها، وأن الحاجة إلى مواجهة الطلب على الطاقة في ظل الانفجار السكاني تفرض تطوير آليات جديدة للتنقيب والاستكشاف بتوظيف أفضل لتقنيات البحث العلمي. وأشار البريك إلى شراكة «أرامكو» - السعودية مع الكثير من الجامعات حول العالم، إضافة إلى اعتمادها على تطوير تقنياتها النفطية داخل مراكز البحث والتطوير الخاصة بها.