«أبيكورب» البترولية تبيع حصتها في «أسود الكربون» المصرية لصالح مجموعة «إديتيا بيرلا»

تبلغ 12%.. والشركة تهدف إلى استحداث دورات استثمارية وقيم جديدة في قطاع النفط والغاز

TT

أعلنت الشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب) أمس عن توقيع اتفاقية لبيع حصتها البالغة نسبتها 12 في المائة في شركة الإسكندرية لأسود الكربون المصرية، وذلك لصالح مجموعة «إديتيا بيرلا» التي تمتلك غالبية أسهم الشركة.

وجاء بيع الحصة ضمن خطة «أبيكورب» التي تصنف كمصرف تنمية متعدد الأطراف تعود ملكيته للدول العشر الأعضاء في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، للتخارج من بعض استثماراتها بهدف إعادة الاستثمار في مشاريع جديدة، تمشيا مع استراتيجية وأهداف الشركة.

وقال أحمد النعيمي، الرئيس التنفيذي والمدير العام لـ«أبيكورب»: «تعد عملية البيع هذه جزءا من استراتيجية استثمارية اعتمدتها شركتنا بغية إعادة استثمار الأموال لدعم تنويع استثماراتنا في قطاعات نقل وتخزين المنتجات البترولية بشكل عام، وفي قطاع شحن وتكرير النفط بصفة خاصة».

وأوضح النعيمي «يستهدف كل من استثماراتنا دعم الشركات التي نستثمر فيها، إلى أن تبلغ مستوى من الاستقرار التجاري والنضوج التشغيلي تتيح لها القدرة على تسريع نموها بشكل مستدام، ومنذ أن استثمرنا في شركة الإسكندرية لأسود الكربون، منذ 17 عاما، تطورت تلك الشركة لتصبح أكبر شركة في العالم لإنتاج أسود الكربون، ونشعر الآن بأن الوقت قد حان لكي نتخارج من هذا الاستثمار، ونتمنى لتلك الشركة استمرار النجاح في سعيها الدؤوب لتسريع نموها الاستثنائي».

وشركة الإسكندرية لأسود الكربون المصرية تأسست في 1993 بمصر من خلال رأسمال مدفوع بلغ 99.5 مليون جنيه (18.4 مليون دولار)، حيث استحوذت «أبيكورب» على حصة نسبتها 12 في المائة بتلك الشركة، وعلى مقعد في مجلس إدارتها منذ تأسيسها، حيث تنتج الشركة أصنافا متنوعة من أسود الكربون، الذي يعتبر المادة الخام الأساسية المستخدمة في صناعة الإطارات وغيرها من المنتجات التي يدخل المطاط في تصنيعها، كالخراطيم والأحبار.

ومنذ تدشينها لأول خطوطها الإنتاجية الخاصة بإنتاج أسود الكربون أواخر عام 1994 بطاقة إنتاجية بلغت 25 ألف طن سنويا، عملت الشركة على السعي باستمرار لزيادة حجم صادراتها، وأدى النجاح الكبير لصادرات الشركة في أسواق أوروبا الغربية إلى قيامها بمضاعفة طاقتها الإنتاجية بمعدل عشرة أضعاف، وبلغت حقوق مساهميها 181.5 مليون دولار أميركي في نهاية عام 2009.

من جهته قال الدكتور سانتروبت بي. ميسرا، الرئيس التنفيذي مدير شؤون المجموعة لأسود الكربون والموارد البشرية في مجموعة «إديتيا بيرلا»: «لعبت (أبيكورب) دورا مهما في نمو شركة الإسكندرية لأسود الكربون منذ استثمارها فيها قبل 17 عاما مضت. ويحزننا انتهاء وجود (أبيكورب) في أسرة المستثمرين في الشركة. إلا أننا مسرورون من ناحية أخرى، لاستمرار شراكتنا مع (أبيكورب) من خلال استثمارها في شركة الإسكندرية للألياف، التي يمتلك كلانا حصصا فيها، كما نتطلع لاستكشاف مجالات جديدة تستمر من خلالها شراكتنا الاستثمارية مع (أبيكورب) في قطاع النفط والغاز».

وتسعى «أبيكورب» التي تمتلك استثمارات كبيرة في مصر، لمواصلة البحث بشكل حثيث عن فرص طويلة الأمد لتنمية جميع أعمالها في مصر. وتمتلك «أبيكورب» حاليا حصصا في خمس شركات تتخذ من مصر مقرا لها وهي الشركة الشرقية للبتروكيماويات، وشركة الإسكندرية للألياف، وشركة مصر لإنتاج الأسمدة، والشركة المصرية للميثانول (ميثانكس)، والشركة المصرية - البحرينية لمشتقات الغاز.

وبالعودة للنعيمي، أشار إلى أن شركة الإسكندرية لأسود الكربون تمكنت خلال السنوات القليلة الماضية من تعزيز مكانتها بصفتها أكبر منتج لأسود الكربون في العالم، وأضاف «نحن واثقون من أن الشركة باتت قادرة على تحقيق المزيد من النجاحات، أما بالنسبة لتخارجنا من استثمارنا في الشركة، فهو يأتي انسجاما مع جهودنا الهادفة إلى مواصلة استحداث دورات استثمارية وقيم جديدة في قطاع النفط والغاز».

وتابع «نحن نتطلع الآن إلى التخارج من بضعة استثمارات ناضجة أخرى على غرار استثمارنا في شركة الإسكندرية لأسود الكربون، لتوفير رأس المال اللازم لتعزيز تنويع محافظنا الاستثمارية».

وفي إطار خطتها الاستثمارية الخمسية للأعوام 2010 وحتى 2014، تسعى «أبيكورب» إلى توسيع نطاق استثماراتها في قطاع النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى أنشطة النقل والشحن والتخزين.

وذكرت أبحاث عملت على تنفيذها «أبيكورب» مؤخرا، أن قطاع النفط والغاز في المنطقة يوفر فرصا استثمارية تقدر بنحو 615 مليار دولار أميركي، والكثير من الفرص التي تتماشى مع أولويات «أبيكورب» الاستراتيجية.