بروكسل ترحب باتفاق بين «شل» و«كاسون» يمثل أكبر شراكة في مجال الوقود الحيوي

قالت إنه لن يؤثر على المنافسة في المنطقة الاقتصادية الأوروبية

TT

رحبت المفوضية الأوروبية في بروكسل بمشروع الاتفاق بين مجموعة «شل» العالمية، وشركة «كاسون» البرازيلية، بعد أن تبين أن الصفقة لن يكون لها أي تأثير على المنافسة في المنطقة الاقتصادية الأوروبية أو أي جزء منها.

وقال بيان صدر عن المفوضية ونُشر الثلاثاء ببروكسل: «إن الجهاز التنفيذي الأوروبي درس الاتفاق الذي تلقى تفاصيله في 18 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بين شركة (شل)، وهي مجموعة عالمية تتخذ من بريطانيا مقرا لها، وشركة (كاسون) البرازيلية لإنتاج وتوزيع وبيع الإيثانول والسكر، وإنه بعد دراسة للعملية بأكملها، تبين أن الصفقة لن تعرقل بشكل كبير المنافسة في المنطقة الاقتصادية الأوروبية أو أي جزء كبير منها».

وأشار البيان إلى أن «شل» هي مجموعة عالمية من شركات الطاقة والبتروكيماويات، وشركة «كاسون» البرازيلية تنشط في البرازيل في المقام الأول في صناعة السكر والإيثانول، وتوليد الطاقة من قصب السكر، وتوزيع الوقود، وإنتاج وتوزيع مواد التشحيم في البرازيل، ولمح البيان إلى أن أنشطة المشروع المشترك تشمل من بين أمور أخرى إنتاج وبيع وتداول السكر والإيثانول في البرازيل والعالم، وتطوير وترخيص تكنولوجيا الإيثانول، وتوريد وتوزيع منتجات وقود النقل في البرازيل، وإنتاج وبيع الطاقة والتوليد المشترك في مرافق السكر والإيثانول من مشروع مشترك في البرازيل.

وقالت المفوضية: إن المشروع المقترح سيكون بمثابة مورد للإيثانول الحيوي إلى الأسواق، ونظرا لوجود عدد كبير من الموردين الآخرين، وأسهم السوق المعتدلة، لن تثير الصفقة مخاوف المنافسة.

وفي أواخر فبراير (شباط) من العام الماضي، أعلنت شركة «شل» عن أكبر صفقة استثمارية خارجية لها في صناعة الإيثانول البرازيلي مع شركة «كاسون»، ومن المخطط لهذه الشراكة التي تقدر بمليارات الدولارات أن تعمل في إنتاج وبيع الإيثانول المستخلص من قصب السكر. وتستثمر «شل» بموجب هذه الصفقة نحو 1.63 مليار دولار لمدة عامين. وقال محللون: إن هذه الصفقة تعتبر فتحا كبيرا لشركة «شل»، متوقعين أن تكون أكبر شركة في مجال الوقود الحيوي، وأكبر خطوة تقدم عليها شركة غربية للطاقة لإنتاج وتوزيع الإيثانول. وذكر روبنز سيلفيرا، مدير «كاسون»، أن «من شأن هذه الشراكة أن تساعد في تعزيز أن يصبح الإيثانول سلعة عالمية، كما أنها تتيح الفرصة لـ(شل) للوصول إلى واحدة من كبريات أسواق الوقود الحيوي في العالم؛ حيث إن كل السيارات التي تم بيعها في البرازيل مزودة بمحركات تعمل بخليط من الإيثانول والجازولين». وبعدد محطات الوقود التي ستبلغ 4500 محطة، ستفصح هذه الشراكة عن أكبر موزع للوقود في البرازيل. ويعتبر هذا المشروع هو الأخير ضمن موجة من الاستثمارات الأجنبية في قطاع الإيثانول البرازيلي، ونتيجة لرغبة الحكومة البرازيلية في حماية البلاد من صدمات النفط الأجنبية، أصبح هذا القطاع محسودا من قبل الكثير من منتجي الطاقة في السنوات الأخيرة؛ حيث أرغم ارتفاع أسعار النفط الحكومات والمستهلكين على البحث عن الطاقة البديلة. ومن تعزيزات هذه الصناعة الحيازات التي حصل عليها منتجو السكر المحليون، بالإضافة لشركة كاسون التي تعتبر من أكبر المعززين، وحديثا مجموعة مختارة من شركات إنتاج الأغذية العالمية. ووافقت شركة «بونغ» الأميركية الزراعية في ديسمبر (كانون الأول) قبل الماضي على شراء شركة «يوزنيا مويما» لإنتاج الإيثانول، في الوقت الذي حصلت فيه فرانسيس لويس على إحدى شركات التكرير الكبيرة. وقال أدريانو بيرس، المدير لدى مركز البنى التحتية، وهو مؤسسة استشارية في ريو دي جانيرو: «هذه مسرحية أبطالها الكثير من منتجي النفط الكبار، لكن تحتاج هذه الصناعة للمزيد من التعزيزات قبل أن تصبح الأهداف الرئيسية واضحة». ومن شأن هذه الشراكة مع «شل» أن تمكن «كاسون» من ولوج شبكة التوزيع العالمية، ومن خيار بيع الإيثانول الذي تنتجه في الخارج، على الرغم من حظر المنتجين البرازيليين من البيع في أميركا وأوروبا، ذلك الحظر الذي ترغب «شل» في رفعه قريبا. وينظر لهذه الشراكة التي جمعت «شل» و«كاسون»، كواحدة من بين رهانات كثيرة لشركات النفط العالمية الكبيرة في الجيل الجديد من وقود المواصلات، وتستثمر «إكسون موبيل» نحو 600 مليون دولار في صناعة الوقود المستخلص من الطحالب. وتشترك «بي بي» مع أحد منتجي سيليولوز الإيثانول الذي يستخرج من الألياف النباتية، كما دخلت شركة «شيفرون» في شراكة مع إحدى الشركات الصغيرة لإنتاج وقود الكتلة الحيوية. ومما يدفع هذه الشركات الكبيرة للوقود في هذا القطاع، سياسات الحد من الانبعاثات الكربونية التي وضعتها الدول المتقدمة، التي ربما تقضي في يوم من الأيام على تجارة الوقود الأحفوري لهذه الشركات. وفي الولايات المتحدة مثلا، يقضي معيار الوقود المتجدد بمعدل النمو في المبيعات السنوية للوقود الحيوي خلال عام 2022. وتركز شركات «شل» في القطاع، حتى الآن، على الجيل الثالث من الوقود الحيوي الذي لا يعتمد على المحاصيل الغذائية. وتقوم الشركة بتمويل أبحاث في مؤسسة «كوديكسيز» البحثية بغرض تطوير الإنزيمات التي تعمل على تحويل النباتات غير الغذائية إلى إيثانول وديزل. وكما تعمل أيضا مع شركة «لوجين» الكندية لإنتاج الوقود من قصب القمح. ومن الأسباب التي دعت لدخول البرازيل في هذه الشراكة، تمكن «شل» من استخدام التقنيات التي يعود السبق فيها لشركتي «لوجين» و«كودكسيز» في مشروع «كاسون». ومن المشكلات التي تجابه صناعة إيثانول السيليولوز هي جمع الكميات الضخمة من المواد النباتية من مواقع مختلفة لإحضارها للمصنع. ومن الممكن أن تستخدم «شل» في البرازيل المخلفات التي تنتج عن طحن قصب السكر في عملية إنتاج الإيثانول كمادة لإنتاج إيثانول السيليولوز.