بروكسل وبودابست تتفقان على أن 2011 سيكون تحديا صعبا للاتحاد الأوروبي

الرئاسة تعمل على تهدئة الأسواق.. والمفوضية تؤكد أهمية أمن وتنويع مصادر الطاقة

TT

قبل ساعات من اجتماع مشترك، مقرر اليوم (الجمعة)، بين الرئاسة المجرية الجديدة للاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية، اتفقت كل من بروكسل وبودابست على أن عام 2011 سيكون تحديا صعبا للاتحاد الأوروبي، وجاء ذلك من خلال تصريحات صدرت عن كل من مانويل باروسو رئيس المفوضية وفيكتور أوربان رئيس وزراء المجر.

وتزامنت التصريحات مع تسلم الرئاسة المجرية الجديدة للاتحاد الأوروبي الخميس، علم الرئاسة رسميا من بلجيكا التي كانت تتولى الرئاسة السابقة، وقالت المفوضية الأوروبية ببروكسل، إن طبيعة التحرك الأوروبي المستقبلي في المجالات المختلفة وخاصة القضايا الاقتصادية هي الأمور التي ستكون محور محادثات تجريها المفوضية اليوم (الجمعة) مع الرئاسة المجرية للاتحاد، وخلال الاجتماع الذي سيحضره رئيس الوزراء المجري وأعضاء حكومته من جهة، ورئيس المفوضية وأعضاء الهيئة التنفيذية للاتحاد من جهة أخرى، سيتم التركيز على تنسيق المواقف وأولويات العمل خلال الشهور الست المقبلة، وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بهذه المناسبة إن الجميع مهتم بأن تكون أوروبا قوية ومن هذا المنطلق سنعمل من أجل إنجاح استراتيجية أوروبا 2020. وأضاف في تصريحات لموقع المجلس الوزاري الأوروبي ببروكسل، أن عام 2011 يمثل تحديا كبيرا ويشكل واحدا من أصعب الأعوام منذ سقوط الشيوعية، ولكن الشعب المجري سبق له أن تعرض لاختبارات وتحديات كبيرة ونجح فيها ومن حسن الحظ أن المجر ستتولى الرئاسة في هذه الفترة لمواجهة التحديات. وأضاف «قمت بجولات وأجريت لقاءات مع زملائي قادة الدول الأعضاء في الاتحاد خلال فترة التحضير للرئاسة الجديدة، ولاحظت وجود توافق على أن أوروبا القوية هي مصدر دعم وتنمية الدول، ولهذا سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق النجاح». وقالت بودابست إن تركيزها خلال فترة رئاستها للاتحاد الأوروبي سيكون منصبا على القضايا الاقتصادية. وأوضحت «نعم الأمر متعلق بالكامل بالاقتصاد، ولكن الاقتصاد ليس متعلقا بالإحصاءات والبيانات الإحصائية فقط، وإنما يتعلق أيضا وربما بشكل رئيسي بالإنسان، ولذا فإن شعارنا الرئيسي هو (أوروبا بلمسة بشرية)». وأكدت أن أوروبا لا يمكنها تجنب مواجهة التحدي الديموغرافي الذي يواجهها، متسائلة «كيف يمكننا أن نصبح الإقليم الأكثر تنافسية في العالم بتعداد سكاني متراجع وبمعدلات شيخوخة عالية»، وأكدت المجر أن أهم أولوياتها خلال الأشهر الستة من فترة ولايتها ستركز على «تهدئة الأسواق» المالية لإعادة الاستقرار لمنطقة اليورو.

وقال وزير الخارجية المجري يانوس مارتوني «الأمر المهم الآن يكمن في تهدئة الأسواق والابتعاد عن الأزمة». وأوضح أن «الأولوية الرئيسية تكمن في الاقتصاد»، مبرزا أهمية «تسريع» إرسال الخطوط العريضة لميزانيات الحكومات الأوروبية للدورة المالية الحالية لبروكسل قبل التصديق عليها من قبل البرلمانات الوطنية. وشدد يانوس على أن الهدف سيكمن في تحقيق «تنسيق أفضل للسياسات الاقتصادية». وذكر أن القضايا الجوهرية الأخرى خلال الرئاسة المجرية تكمن في إصلاح معاهدة لشبونة لإقامة آلية دائمة لإنقاذ دول منطقة اليورو المتعثرة، والإجراءات الجديدة لإصلاح النظام المالي والاقتصادي.

ويأتي الاجتماع المشترك بين المفوضية والرئاسة الجديدة بعد ساعات من تصريحات حذر فيها رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو من أن عام 2011 سيكون عاما مليئا بالتحديات بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وقال باروسو في مؤتمر صحافي «دعوني أقل لكم إن 2011 لن يكون عاما سهلا وسيكون في الواقع عاما صعبا للغاية، وسيكون في بعض الأحيان مؤلما من الناحية الاقتصادية أيضا». وأشار باروسو إلى أن أوروبا تبني مستقبلا يتضمن بنية أقوى على المدى البعيد للاقتصاد. وذكر أن الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي ناقشت في اجتماعها الأول هذا العام اثنين من القطاعات ذات الأولوية لتعزيز النمو والطاقة والابتكار. وأوضح «دعوني أقل لكم بكل صراحة إنني غير راض عن التقدم الذي أحرز في مجال كفاءة الطاقة». وأضاف «بشأن الطاقة المتجددة فإننا نحرز الكثير من التقدم وليس هذا هو الحال بالنسبة لهدفنا في كفاءة الطاقة».

ولفت إلى أن المفوضية الأوروبية تريد تطوير العمل في المستقبل بشأن خمس أولويات تتعلق بإرساء سياسة قوية في مجال الطاقة، وإقامة سوق داخلية في مجال الطاقة، ووضع بنية تحتية للطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي، وإحراز تقدم حاسم في مجال كفاءة الطاقة، بجانب إرساء نهج فعال وموحد للطاقة في إطار السياسة الخارجية الأوروبية. وأعلن باروسو أنه سيسافر الأسبوع المقبل إلى أذربيجان وتركمانستان من أجل دفع مبادرة تتعلق بالطاقة.

وأضاف «أعتقد أن أمن وتنويع إمدادات الطاقة لدينا يمثلان واحدة من الأولويات الاستراتيجية في أوروبا».