التضخم في مصر يرتفع والتجار يستبعدون نشوب موجة غلاء جديدة

بلغ 10.3% وتوقعات بتثبيت أسعار الفائدة

TT

استبعد تجار مصريون في سوق السلع الغذائية حدوث موجة غلاء جديدة في الأسعار خلال الأشهر القليلة المقبلة، نتيجة لتدخل حكومي في سوق التجارة الداخلية، بينما شهدت معدلات التضخم ارتفاعا طفيفا بلغ 0.1 في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري أمس إن معدلات التضخم في مناطق الحضر المصرية زادت طفيفا إلى 10.3 في المائة، من 10.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما سجلت 10.4 في المائة بالريف.

وقال طارق توفيق، رئيس غرفة الصناعات الغذائية لـ«الشرق الأوسط»، إن معدلات التضخم التي تصدرها الهيئة العامة للتعبئة العامة والإحصاء المصرية لا تكون معبرة بشكل واضح عن حقيقة التضخم في مصر، موضحا أن مؤشر قياس التضخم الذي يصدره البنك المركزي المصري أكثر تعبيرا عن التضخم في مصر، لأنه يستبعد في قياسه السلع الغذائية الموسمية، التي تطرأ عليها تغيرات سريعة وتكون عرضة لتغيرات المناخ، مثل الطماطم التي قفزت بمؤشرات التضخم عند ارتفاع سعرها بأكثر من 600 في المائة.

وأضاف توفيق أن هناك بعض السلع طرأت عليها ارتفاعات ملحوظة خلال ديسمبر، وهي فترة إعداد مؤشر التضخم، مثل الزيت والقمح والسكر.. وهو ما يشير إلى الاختلاف مع تقديرات التضخم تلك.

وعن توقعاته بظهور موجة غلاء في مصر الفترة المقبلة، خاصة أن مصر تستورد 80 في المائة من السلع الغذائية، استبعد توفيق حدوث ذلك، نظرا للدعم الحكومي للسوق وتطورات التجارة الداخلية بتقليل تكلفة السلع وعرضها، وهو ما يحدث تأثيرا إيجابيا، إضافة إلى وفرة المعروض.

ورأى عمرو عصفور، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة تجارة القاهرة، أن حسابات الحكومة لمعدلات التضخم بمصر لا تشمل جميع السلع، مشيرا إلى أن أسعار «الفول» الذي يعد الغذاء الرئيسي لشريحة كبيرة من المصريين قفزت منذ نهاية شهر رمضان وحتى الآن بأكثر من 80 في المائة، إذ بلغ سعر الإردب (150 كيلوغراما) أكثر من 1050 جنيها (ما يعادل 180 دولارا)، مقابل 560 جنيها في السابق، كما زادت أسعار الزيت بنسبة 15 في المائة.

وأضاف عصفور في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هناك حالة استقرار حقيقية لسلع رئيسية، مثل الأرز والمعكرونة، مشيرا إلى أن معدلات التضخم بمصر تتخذ اتجاها متراجعا منذ عدة أشهر.

وأعلنت شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية، أمس، تقريرها الشهري، وتصدرت الزيوت والمسلي قائمة السلع الأكثر ارتفاعا، بنسبة تصل إلى 20 في المائة، كما زادت أسعار الألبان والعصائر بنسبة 10 في المائة، إضافة إلى «الفول» الذي قفزت أسعاره بشكل لافت.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في تقريرها الأحدث، إن أسعار الغذاء سجلت ارتفاعات قياسية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، متجاوزة مستويات 2008، حينما أثارت احتجاجات في دول في مناطق مختلفة من العالم من بينها مصر.