توقعات بهدوء الأسعار في السوق العالمية بعد عزم كازاخستان تصدير 2.8 مليون طن من الحبوب

خبراء يطالبون الحكومة المصرية بالاستفادة من العرض

TT

توقع تجار للحبوب أن يسهم القرار المتوقع لحكومة كازاخستان بتصدير أكثر من مليوني طن من الحبوب في عام 2011 في تهدئة الأسعار بالسوق العالمية في ظل توقعات المجلس الدولي للحبوب بارتفاع الاستهلاك العالمي من الحبوب في الموسم الحالي بنسبة 1.6% إلى مليار و786 مليون طن فيما يتوقع أن يبلغ الإنتاج مليار و725 مليون طن.

وقال وزير زراعة كازاخستان أكيلبيك كوريشبايف أمس إنه أصبح بالإمكان تصدير مليونين و800 ألف طن، مضيفا أن احتياطي الحبوب في البلاد يبلغ 9.3 مليون طن، تم إيداع ما لا يقل عن 2.6 مليون طن منها في صندوق الاستقرار. وأشار إلى أن صافي محصول الحبوب في كازاخستان (تعد من أهم 6 مصدرين للحبوب في العالم) 12.2 مليون طن عام 2010، وتم تصدير 8.8 مليون طن منها، من بينها 4.2 مليون طن من المحصول الجديد، مشيرا إلى أن المساحات المزروعة في كازاخستان ازدادت من 12 مليون هكتار إلى 20 مليونا في غضون الأعوام الـ12 الماضية.

وقال علي شرف الدين رئيس غرفة صناعة الحبوب في مصر لــ«الشرق الأوسط» إن قرار كازاخستان من الممكن أن يسهم في خفض الأسعار عالميا في ظل النقص المتوقع من معروض الحبوب وارتفاع الأسعار أكثر من 20% للموسم الحالي مقارنة بالموسم السابق. ونبه شرف الدين إلى أن القرار الكازاخي يأتي متزامنا مع قرار روسي برفع الحظر عن تصدير الدقيق، وهو ما سيحدث تأثيرات إيجابية في سوق الحبوب عالميا، متوقعا أن يكون هذا القرار الخاص بالدقيق الروسي مقدمة لرفع الحظر عن القمح الروسي المفروض منذ 15 أغسطس (آب) الماضي.

وطالبت شركات الطحن الروسية برفع الحظر عن تصدير الدقيق للحفاظ على مكانتها في الأسواق الخارجية وتفادي الخسائر مؤكدة أن الدقيق سيكفي المستهلكين الروس حتى في حال السماح بالتصدير.

وأضاف رئيس غرفة صناعة الحبوب في مصر أن حبوب كازاخستان وخاصة القمح تمتاز بجودتها وتراجع أسعارها مقارنة بالقمح الأميركي والأوكراني، مطالبا الحكومة المصرية ووكلاء الشركات التي تستورد من كازاخستان الاستفادة من هذا العرض. وعرضت كازاخستان على مصر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أن تورد لها أي كميات من القمح ذي الجودة العالية‏، وذلك لوجود فائض لديها يبلغ نحو ‏3‏ ملايين طن قمح‏.

واتفق الدكتور عبد السلام جمعة المشرف على برنامج بحوث القمح في مركز البحوث الزراعية التابع للحكومة المصرية في أن «القرار الكازاخي» سيحدث تأثيرا إيجابيا في السوق العالمية، خاصة إذا كانت هذه الحبوب من النوع الجيد، مضيفا أن مصر وهي أكبر مستورد للقمح في العالم من الممكن أن تستفيد منه لأنها تفضل الحبوب الجيدة عند الاستيراد.

وقال مجلس الحبوب العالمي في تقريره الأخير إن أسعار الحبوب زادت خلال يوليو (تموز) الماضي بنسبة 50% فيما ارتدت في نوفمبر بعد عمليات بيع كبيرة في بورصة الحبوب الرئيسية.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة من أن أسعار الحبوب ستسجل مزيدا من الارتفاع خلال العام الجاري جراء سوء الأحوال الجوية في الكثير من دول العالم.