شهادات إيداع الشركات المصرية تراجعت ببورصة لندن أمس

مصر: تخوف من تعاملات المستثمرين بالبورصة المصرية بعد مظاهرات حاشدة

TT

تخوف متداولون في البورصة المصرية، من تعاملات المستثمرين الأجانب اليوم الأربعاء، خاصة بعد المظاهرات التي اجتاحت عددا من المحافظات المصرية أمس الثلاثاء، للاحتجاج على الفقر والبطالة والقمع.

وتوقف العمل في البورصة المصرية أمس، بمناسبة عيد الشرطة، ولكن هذا لم يمنع التداول على شهادات إيداع الشركات المصرية المتداولة في بورصة لندن أمس، حيث تراجع أغلبها باستثناء شهادة إيداع «المصرية للاتصالات» التي ارتفعت بنسبة 0.45 في المائة لتغلق عند 15.59 دولار، فيما تراجعت شهادة إيداع «أوراسكوم للإنشاء» بنسبة 1.88 في المائة لتغلق عند 45.27 دولار، كما تراجعت شهادة إيداع البنك التجاري الدولي لتغلق عند 6.82 دولار بانخفاض بلغت نسبته 2.85 في المائة، وتراجعت شهادة إيداع «هيرمس» بنسبة 1 في المائة لتغلق عند 10.89 دولار، وانخفضت شهادة أوراسكوم تيليكوم بنسبة 0.74 في المائة لتغلق عند 3.64 دولار.

ويرى متعاملون أن تراجع شهادات الإيداع أمس في بورصة لندن، قد يكون بسبب المظاهرات التي اجتاحت عددا من محافظات الجمهورية أمس، وهو ما قد يكون مؤشرا لاستمرار نظرة الأجانب غير المستقرة للأوضاع في مصر، وهو ما قد يدفعهم للبيع خلال جلسات التداول القادمة.

واستمر اتجاه الأجانب نحو البيع خلال تداولات جلسة أول من أمس، ليسجلوا صافى بيع قدره 126.27 مليون جنيه.

وحذرت العديد من بنوك الاستثمار العالمية من انتقال عدوى الاضطرابات السياسية في تونس إلى مناطق في الشرق الأوسط، وكان لذلك أثر كبير في مبيعات كبيرة للأجانب في البورصة، كما خفض عدد من بنوك استثمار تقييمه للجنيه المصري أمام الدولار، وأوصى بالتعامل على أسهم الشركات المدرج أسهمها بالدولار، وتخفيض التعامل على الأسهم التي تتداول بالجنيه، وهذا كان أثر واضح في تراجعات شهدتها البورصة المصرية خلال تداولات الأسبوع الماضي، وجعلت مؤشرها الرئيسي يفقد أكثر من 6% من قيمته.

وقال عبد الرحمن لبيب رئيس قسم التحليل الفني بشركة «الأهرام» إن هناك تغيرا في سلوك المتعاملين بالبورصة المصرية، فمن خلال تداولات الأسبوعين الماضيين، شاهدنا تراجعا للمؤشرات مصحوب بأحجام تداول مرتفعة، وارتفاع بأحجام تداول منخفضة، وهو يدل على أن هناك تخوفا من الاضطرابات السياسية في تونس وانتقالها إلى مصر.

وقال إن المظاهرات أمس كانت أغلبها سلمية، تدل على أن الأوضاع في مصر ما زالت مستقر، فلم نر أي تخريب في المنشآت، أو اشتباكات عنيفة مع الشرطة، وهذا أمر أعتبره غير مقلق سواء للأجانب أو المصريين.

وقال وائل النحاس المحلل الاقتصادي، إن المظاهرات التي حدثت أمس رغم كبر أعداد المشاركين بها، فإن سلوك تلك الحشود يبعث على الاطمئنان، فلم تطالب بتغيير نظام الحكم، ولم تكن ثورة كما حدث في تونس، إنما كانت تحمل مطالب للحكومة للتعبير عن غضب الشعب، من الأوضاع التي يمرون بها.

ويرى محللون إن المستثمرين ما زالوا حذرين في تعاملاتهم بالبورصة المصرية، ولكن هذا لم يمنعهم من إعطاء نظرة تفاؤلية لأداء البورصة خلال الفترة المقبلة على الرغم من تلك المظاهرات.