طمأن وزير البترول السعودي علي النعيمي أمس أسواق الطاقة المضطربة وسط هجمة من المضاربين وقال في جنيف ان أسواق النفط متوازنة نسبيا، وان الطاقة الفائضة كافية وان زيادات الاسعار الاخيرة لا علاقة لها بالعرض والطلب. وأضاف النعيمي في مؤتمر في جنيف ان ارتفاع الاسعار الذي رفع سعر العقود الاجلة لمزيج برنت إلى نحو 100 دولار للبرميل يرجع بدرجة أكبر إلى قيمة الدولار ومسلك المتعاملين في اسواق النفط. وتابع أن السعودية تدرك أن لها دورا مهما في تعزيز الاستقرار في أسواق النفط وقال ان الحفاظ على طاقة انتاجية فائضة أداة قوية في تحقيق التوازن في الاسواق. وقال ان الطاقة الفائضة لدى السعودية تبلغ أربعة ملايين برميل يوميا وان السياسة السعودية تقضي بالحفاظ عليها بين 1.5 مليون ومليوني برميل يوميا على الاقل. ويذكر أن أسعار العقود الاجلة لمزيج برنت خام القياس الاوروبي قفزت أمس فوق 100 دولارا للبرميل للمرة الاولى منذ اكتوبر (تشرين الاول) 2008 بفعل مخاوف من أن الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مصر قد تؤدي لزعزعة الاستقرار في أنحاء الشرق الأوسط وقد تعطل مرور شحنات النفط في قناة السويس.
وفي بورصة البترول الدولية بلندن ارتفعت عقود خام برنت للتسليم في مارس (اذار) إلى 100.25 دولار للبرميل الساعة 16.35 بتوقيت غرينتش بزيادة 83 سنتا خلال يوم الاثنين. وهذا المستوى هو الاعلى منذ أن سجلت عقود مزيج برنت لاقرب استحقاق 100.31 دولار للبرميل في اول اكتوبر (تشرين الاول) 2008.
من جانبه قال الامين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» أمس، ان المنظمة لا ترغب في أن تتكرر الزيادة الحادة في أسعار الخام التي حدثت في 2008 وستعمل على تحقيق التوازن لكنه اضاف ان المنظمة لن تزيد الانتاج على اساس صعود الاسعار وحده. وأبلغ عبد الله البدري الصحافيين «لا نرغب في تكرار ما حدث في 2008... اوبك مستعدة دائما للتدخل عندما تفتقر السوق إلى التوازن»، مضيفا أنه لم يناقش بعد الاضطرابات في مصر مع وزراء ومندوبي الدول الاعضاء. وقال البدري «لن تتحرك اوبك الا اذا حدث تعطل في الامدادات»، مضيفا أنه يتوقع ان يكون انتاج «اوبك» أعلى قليلا هذا العام بسبب زيادة صغيرة في الانتاج العراقي.
وادت الاضطرابات في مصر إلى ارتفاع اسعار النفط أمس في التعاملات الالكترونية في آسيا حيث تخشى الاسواق حصول خلل في عمليات نقل النفط عبر قناة السويس كما رأى محللون. وفي التعاملات الصباحية ارتفع سعر برميل النفط الخفيف تسليم مارس (آذار) 37 سنتا ليصل إلى 89.71 دولار، فيما ارتفع سعر برميل نفط برنت مرجعية بحر الشمال 18 سنتا ليصل إلى 99.60 دولار. وقال بن ويستمور الخبير الاقتصادي لدى البنك الاسترالي «ان ايه بي» في ملبورن ان «ارتفاع الاسعار هذا يعكس التوتر في مصر واحتمال حصول مصاعب (على مستوى العرض) بسبب قناة السويس». ويقول توم بنتز من «بي ان بي باريبا» ان حوالى مليون برميل نفط تمر يوميا عبر قناة السويس. وقال «هناك توتر بخصوص العرض وذلك يمكن ان يؤثر على اوروبا اكثر منه الولايات المتحدة».