نائب رئيس «الجذور العربية»: تحدي سوق المقاولات السعودية يكمن في «التنفيذ»

سمير الشبيلي لـ «الشرق الأوسط»: نعتزم زيادة رأس المال إلى 88 مليون دولار

سمير الشبيلي نائب رئيس شركة «الجذور العربية»
TT

قدر مسؤول رفيع في شركة «الجذور العربية»، حجم سوق قطاع الإنشاء في السعودية للعام الماضي 2010، بنحو 64.1 بليون ريال (17 بليون دولار)، في الوقت الذي بلغ فيه حجم سوق القطاع في منطقة الشرق الأوسط نحو 68 مليار دولار، مشيرا إلى أن قدرة السوق السعودية على تلبية احتياجات قطاع البناء والمقاولات بشكل عام كبيرة.

وقال المهندس سمير الشبيلي نائب رئيس شركة «الجذور العربية» لـ«الشرق الأوسط» أن سوق مواد البناء في السعودية شهدت نموا بمعدل 53 في المائة خلال عامين، من 86.2 مليار ريال (23 مليار دولار) عام 2008 إلى 132 مليار ريال، (35.2 مليار دولار) في العام 2010.

وكشف الشبيلي خلال حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» أن شركة «الجذور العربية» تعتزم قريبا زيادة رأس مالها من 220 مليون ريال (58.6 مليون دولار) إلى 330 مليون ريال (88 مليون دولار)، مبينا أن الشركة قامت بتسجيل أكثر من 175 ألف عملية بيع في عام 2010، في الوقت الذي بلغت مبيعاتها في العام ذاته 2.1 مليار ريال (560 مليون دولار) بربح صافٍ قدره 258 مليون ريال (68.8 مليون دولار).

وأوضح أن شركته تعتزم بناء وتوسيع قاعدة التصنيع لديها للمنتجات المتخصصة والمواد الاستهلاكية الصناعية من خلال المشاريع الجديدة، والشراكات الاستراتيجية، وعمليات الاستحواذ على شركات أخرى، إذ تحاول الشركة الحصول على قدر أكبر من السيطرة على المواد والمعدات التي توزعها بشكل كبير والتي أصبحت جزءا مهما من تجارتها، من خلال الاستحواذ على شركات أخرى.

* كم يبلغ حجم سوق قطاع البناء في السعودية؟ وفي منطقة الشرق الأوسط؟

- يبلغ حجم الناتج المحلي لقطاع البناء السعودي في العام 2010 نحو 64.1 بليون ريال (17 بليون دولار)، وبلغ حجمه في منطقة الشرق الأوسط نحو 68 مليار دولار، وقطاع الإنشاء في السعودية يصل إلى نصف حجم قطاع المقاولات عامة، من ماء وصرف صحي، وبتروكيماويات، وتكرير نفط، وإنتاج نفط غاز، وطاقة وبنية تحتية.

* هل ترى أن السوق في المنطقة تلبي الاحتياجات والطلب المتزايد على منتجات ومواد البناء والمقاولات خصوصا في الفترة الحالية في ظل التعافي الذي يشهده الاقتصاد في قطاع المقاولات بمنطقة الخليج والشرق الأوسط، وإلى أي مدى يغطي قطاع المقاولات؟

- نعم.. فقدرة السوق السعودية على تلبية احتياجات قطاع البناء والمقاولات بشكل عام كبيرة، حتى لو شهدنا قفزات أكبر في الطلب، والأمر ينطبق أيضا على أسواق المنطقة، في حين أن التحدي يكمن في قدرة قطاع المقاولات على تنفيذ المشاريع، فقدرة المقاول على تنمية هيكله التنظيمي وزيادة العمالة المتوفرة (ماهرة وغير ماهرة) محدودة بقدرة أنظمة العمل على التجاوب مع هذا الطلب الكبير للعمالة، خصوصا في ظل الرغبة في توطين الوظائف وما ينطوي على ذلك من تضييق على أصحاب الأعمال.

* كم تبلغ نسبة نمو سوق مواد البناء في المنطقة؟

- نمت سوق مواد البناء في السعودية 53 في المائة خلال عامين من 86.2 مليار ريال (23 مليار دولار) عام 2008 إلى 132 مليار ريال، (35.2 مليار دولار) في عام 2010، أما في المنطقة بشكل عام فقد بلغت في عام 2008 نحو 105 مليارات دولار.

* برأيك، ما أهم المعوقات والصعوبات التي تعتري سوق تجارة الجملة والتجزئة لمواد ومنتجات البناء؟

- عوامل عدة تدخل في الصعوبات، أولها التمويل ولكن أهمها الدراية الكافية والحرفية في اختيار المنسوب الأمثل للمخزون ونوعية المواد المطلوبة، فهذه تختلف كثيرا من سوق لآخر، إضافة إلى التعامل مع كل سوق حسب أوضاعه، فقد يكون الحذر هو الاستراتيجية المطلوبة في أحد الأسواق بينما يكون التوسع والنمو هو المطلوب في سوق مثل السعودية.

* وماذا عن أهم العوامل التي تساعد على تطوير تجارة الجملة والتجزئة ومواد البناء في السعودية والمنطقة، ما هي؟

- حجم السوق السعودية كبيرة، لذا يجب الانتباه إلى مؤشرات الاقتصاد وأخبار الأعمال للتحضير، بالإضافة إلى قراءة حاجات المنطقة إلى التطوير، فمثلا السعودية تحتاج إلى زيادة أعداد المستشفيات والجامعات، فمن الضروري إذن الحصول على الخبرات في هذه المجالات للمنافسة.

* تشهد منطقة الشرق الأوسط طفرة هائلة في الإنشاءات مما يعطي أمانا لضخ المزيد من الاستثمارات لشركات مواد البناء، كيف أثر ذلك في دخول منافسين من خارج المنطقة؟ وكيف ترى تنافس شركات مواد البناء فيما بينها في المنطقة؟ وكم عدد أهم اللاعبين في السوق؟

- دخلت بعض الشركات الأجنبية، غير العربية، إلى أسواق الإمارات وغادرت بعد التباطؤ ولم يبق منها إلا القليل، كما دخلت شركات اختصاص مثل سكك الحديد وتحلية المياه وإنتاج الطاقة إلى السعودية في تحالفات كبيرة، كان ذلك ضروريا، لأن حجم العمل كبير جدا، والفترة الزمنية الممنوحة للإنجاز قصيرة، وفي مثل هذه الحالات فالخيار الأنسب هو القيام بمثل هذه التحالفات، والاستثمارات تضخ في هذا المجال دوما وأنجحها الاستثمار في الصناعات التحويلية. لكن الحرص والدراسة المستفيضة هما سيد الموقف هنا، فالصناعة تحتاج إلى خبرات، وكلما كانت الخبرات عربية كان ذلك أفضل وأدوم وأسهل في التوطين، مواد البناء الأساسية (خشب وحديد وإسمنت) يعد فيها اللاعبون الكبار على يد واحد، أما باقي المواد فهناك العديد من التجار، وأنجحهم من يلتزم بوعوده ولا يعد بما لا يقدر عليه، فالسوق لا ترحم ولا تعطي فرصة ثانية.

* أعلنت مجموعة «الجذور العربية» خلال العام الماضي، أنها استحوذت على شركة «المتحدون السعودية لأعمال العزل»، إلى ماذا تهدف الشركة من ذلك؟ وهل هنالك نية لدى الشركة لإقامة صفقات استحواذ أخرى؟

- نحاول الحصول على قدر أكبر من السيطرة على المواد والمعدات التي نوزعها بشكل كبير والتي أصبحت جزءا مهما من تجارتنا، فإذا تمكنا من الاستحواذ أو الدخول في شراكات مسيطرة مع مصانع إنتاجها كان ذلك الأفضل، وإذا لم نتمكن فنحاول بدء الصناعة بأنفسنا وإن كان ذلك يأخذ وقتا أطول، النية موجودة لصفقات أخرى مثل مصنع للأنابيب ومصنع لمولدات الكهرباء.

* على ماذا تعتمد الشركة في استراتيجيتها لتحقيق الانتشار في المنطقة؟ وإلى ماذا تسعى؟

- ملخص استراتيجية النمو لدى المجموعة، هي أن إدارتها تعتزم استثمار خبرتها ونجاحها في مجال أعمال البناء في السعودية من أجل تطوير أنظمة عمل مشابهة في بلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعتقد الإدارة أن هناك فرصة لتوسيع الامتداد الجغرافي للمجموعة بحيث تصبح موردا كبيرا وموثوقا لكافة شركات الإنشاء التي تسجل نموا قويا في أعمالها، إضافة لذلك، فإن المجموعة تعتزم بناء وتوسيع قاعدة التصنيع لديها للمنتجات المتخصصة والمواد الاستهلاكية الصناعية من خلال المشاريع الجديدة، والشراكات الاستراتيجية، وعمليات الاستحواذ على شركات أخرى، وذلك من أجل ضمان تأمين حصة أكبر من السوق وفي الوقت نفسه إدراج المنتجات المصنعة داخليا في قنوات التوزيع الواسعة لديها. * كم يبلغ حجم استثمارات الشركة؟ وكم بلغ إجمالي مبيعاتها وأرباحها للعام 2010؟

- رأسمال المجموعة يبلغ 220 مليون ريال (58.6 مليون دولار)، وستتم زيادته قريبا جدا إلى 330 مليون ريال (88 مليون دولار)، وبلغت المبيعات في عام 2010، إلى 2.1 مليار ريال (560 مليون دولار) بربح صافٍ قدره 258 مليون ريال (68.8 مليون دولار)، وبلغت الأصول نحو 1.9 مليار ريال (506.6 مليون دولار) في عام 2010.

* كم عدد الدول التي غطتها الشركة بخدماتها؟ وما هي الدول التي من الممكن أن تدخل الشركة لأسواقها خلال الفترة المقبلة؟

- تزاول مجموعة «الجذور» أعمالها بشكل أساسي في السعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، وسورية، ولبنان، والصين، وماليزيا، ولكي يتسنى لها تقديم منتجاتها وخدماتها تعتمد المجموعة على ما يلي: أكثر من 10 مستودعات، الرئيسية منها في السعودية في جدة والرياض والدمام والمدينة المنورة، والباقي في دبي، أبوظبي، القاهرة، بيروت، دمشق، وكوالالمبور، وأربعة مرافق إنتاجية جميعها في السعودية.