الرئيس التنفيذي في «الاتصالات» السعودية: مفهوم التشبع كالجبل الجليدي ونأمل بالدخول للسوق السورية

غسان حصباني: منطقة الشرق الأوسط مغرية والفرص الاستثمارية فيها أكبر من التحديات

غسان حصباني («الشرق الأوسط»)
TT

قد تكون كلمات «قيمة إضافية» هدف الجميع للحصول على تلك الميزة في مختلف شؤون الحياة، إلا أن غسان حصباني الرئيس التنفيذي للعمليات الدولية في مجموعة «الاتصالات» السعودية استند عليها في هذا الحوار كاختصار فيما يمكن أن تقدمه مجموعته في استثماراتها الدولية حول العالم.

حصباني تحدث لـ«الشرق الأوسط» كاشفا عن استراتيجية مجموعة «الاتصالات» السعودية على مستوى المنطقة في الفوائد التي يمكن أن تقدمها المجموعة في ضخ استثماراتها في البلدان التي تدخل بها، مستشهدا بتجارب الكويت والبحرين، إضافة إلى شركة «ماكسيس» الماليزية ودخولهم لتركيا وجنوب أفريقيا، مما وضع الخطوط العريضة لمستقبل مجموعة «الاتصالات» السعودية خلال الفترة المقبلة. الرئيس التنفيذي للعمليات الدولية في مجموعة «الاتصالات» السعودية أكد أن الفرص في منطقة الشرق الأوسط تتجاوز التحديات التي قد تواجه صناع السوق في قادم الأيام، كما كشف عن عدة أمور من خلال الحوار التالي.

* انتشار مجموعة «الاتصالات» السعودية الجغرافي من خلال التواجد مبني على عدة عوامل، ما الذي تسعون إليه من خلال هذا التوسع، وما هي العوامل التي ساهمت في تحقيق هذا التوسع؟

- التوسع الجغرافي والانتشار خارج السوق المحلية هو مكمل لما قامت به مجموعة «الاتصالات» السعودية في السوق المحلية، وفي الوقت الحالي وبشكل عام نرى في العالم أن الشركات التي كانت لها تواجد عالمي أو حجم عالمي، وخارج نطاق المنطقة، وفي بلدها الأصلي، كان لها عائد على استثمارات بشكل أكبر، وعائد على سعر السهم أفضل، وعائد أعلى للمستثمرين من تلك الشركات التي فضلت البقاء في السوق المحلية ولم تنتشر ولم تتوسع بشكل أكبر، وهنا سنتطرق للأسباب عن كيفية تحقيق العائدات الأكبر، ونظرا لتواجد وتوافر الفرص وللتهيئة في وجه المنافسة، من منافسة محلية إلى منافسة إقليمية ثم عالمية، وحاليا عالم الاتصال لم ينحصر في نطاق تقديم خدمة اتصال هاتفي وصوتي، بل تجاوز ذلك في نطاق تقديم خدمة الإعلام والمحتوى والإنترنت بشكل عالمي، ومن هنا لا بد أن يكون لدى الشركة انتشار عالمي وحجم أكبر. وحاليا العالمية ليست فقط التواجد العالمي في أسواق أخرى بل العالمية هي مجموعة من عوامل التكامل من ناحية التشغيل، والخدمات. وعندما يتواجد مشغل الاتصالات في أسواق أخرى نجد أن حجم الشركات التي تشغلها يؤدي إلى تخفيض التكلفة، فمن خلال معادلة بسيطة عندما يكون لديك حجم شراء أكبر طبعا تكون الأسعار أقل، وفي نفس الوقت تستطيع أن تستحوذ على شرائح جديدة من الأسواق، وتتمكن من الدخول على معلومات جديدة، وتحصل على خبرات من أسواق مختلفة، والتي تضيف إلى قيمة الشركة التي تتعامل معها وتتواجد فيها. إن لمجموعة «الاتصالات» نظرة أن النمو العالمي والدخول على مرحلة «العالمية» من التشغيل وتقديم الخدمات سيجعل الشركة منافسا قويا ومستمرا، ويجعل شركة «الاتصالات» السعودية شركة دائمة للمدى البعيد لقطاع الاتصالات بأسس صلبة ليس فقط في السوق المحلية التي هي سوق جيدة وممتازة ومهمة جدا، لكن بأسواق أخرى تكمل السوق المحلية من ناحية التشغيل ومن ناحية الخدمات والمعلومات والخبرات.

* تم التركيز في عملية التوسع على فلسفة معينة وهي من خلال الدخول في أسواق لها ارتباط وثيق بسوق المملكة العربية السعودية بلدكم الأصلي، هل نجحت هذه الخطة؟

- نحن في جميع استثماراتنا نعتمد على دراسات مستفيضة قبل الاستثمار، وأي خطة نسعى لتطبيقها ننظر إلى التواصل الاقتصادي، والتقارب الثقافي، وحركة الاتصالات والأسواق المعتزم الدخول إليها، فاليوم مثلا وصلنا إلى بلدان تشهد حركة اتصالات كبيرة وفي نفس الوقت يوجد تكامل ثقافي أو اقتصادي لهذه البلدان مع المملكة أو مع بعضها، ويتواجد عدد من مواطنيها في المملكة، وكان هناك دائما نظرة بعدم دخول الأسواق إلا عندما يكون بها تكامل وقدرة على إضافة القيمة للاستثمار الذي دخلنا فيه، فضلا عن الجدوى الاقتصادية للفرصة الاستثمارية، أما من ناحية التشغيل فيكون هناك تكامل بين الأسواق التي دخلنا فيها والأسواق التي نحن موجودون بها، وجزء من فلسفة الاستثمار أن ندخل منطقة معينة يكون فيها تكامل مع أسواق مجاورة، فمثلا في دول كماليزيا وإندونيسيا والهند فإن السوق الأساسية تكمن في ماليزيا، حيث توجد شركة قائمة لديها عائدات واضحة، وقدرة مالية ثابتة وتملك رؤية استمرارية، في الوقت الذي تتواجد فرص للنمو في أسواق قريبة منها مما يعطيك بعدا طويل المدى، ولكنها تتطلب استثمارات في الوقت الحالي، وهو ما يشكل توازنا بين الاستثمار قصير المدى وطويل المدى.

* هل تعتقدون أن هذه الاستراتيجية هي الفكر الناجح؟

- تلك الاستراتيجية هي الفكر الناجح عالميا، فعندما ننظر إلى الشركات يكون هذا أنجح طريقة إلى دخول الأسواق، وكان ذلك ناجحا جدا مع شركة «الاتصالات» السعودية، واليوم إذا نظرنا إلى القيمة التي استثمرت بتلك الشركات عندما بدأت «الاتصالات» السعودية الاستثمارات في 2007، ونرجع اليوم لننظر بقيمتها في الأسواق فإن القيمة السوقية اليوم لمجموع الشركات الخارجية زادت بشكل جيد جدا، على الرغم من مرورنا بمرحلة اقتصادية صعبة في عام 2009 عالميا، إلا أن هناك قيمة أضيفت على تلك الاستثمارات التي دخلت فيها الشركة عالميا.

* بناء على هذه المعطيات التي ذكرتها كيف يتم اختيار البلد الذي تستثمر فيه شركة «الاتصالات» السعودية، وما هي القيمة التي تتوقعونها للبلد عندما تدخلونها؟

- طبعا استثمارات شركة «الاتصالات» السعودية ليست فقط في سبيل الاستثمار المالي مع أهميته، نحن ننظر إلى استثماراتنا كاستثمارات تشغيلية تشغيل الشبكات على مستوى بلدان فالقيمة التي تضيفها «الاتصالات» السعودية عند دخول أي بلد على عدة مستويات، ومنها أن دخول شركة بحجم «الاتصالات» السعودية إلى بلد معين فإنها تدخل معها خبرة الشركة التي تملكتها من العمل في كل البلدان الأخرى، وأن حجم شركة «الاتصالات» السعودية يمكنها من خفض التكلفة التشغيلية، وهو ما يضيف القيمة للمستهلكين في البلد من ناحية التسعير، ومن ناحية الإبداع بالخدمات الجديدة، كون الشركة تملك خبرة عالميا، وقدرة على إطلاق خدمات جديدة، مسخرين هذه الخدمة للمساهمة في تطوير الاقتصاد المحلي للبلدان التي ندخل فيها، وعندما نستثمر في البنية التحتية وتزيد الحركة والتواصل والأعمال فإن كل ذلك يضيف للعائد القومي بشكل مباشر وغير مباشر، بالإضافة لذلك فنحن نحرص ونعول بأن يكون التوظيف بغالبيته محليا، والوظائف التي يوفرها استثمارنا في تلك البلدان يكون مباشرا في شركتنا أو بالشركات التي تتعامل معها مثل شركات التوزيع، أو شركات بناء الأبراج والأخرى العاملة على الصيانة، كل ذلك حافز للاقتصاد وحافز لخلق فرص عمل، ومن ناحية الثقافة والمجتمع نحن لا نعمل بمنأى عن المجتمع المحلي، عندما تدخل شركة «الاتصالات» السعودية فإن تعاملها يكون كشركة محلية ويكون لها تعامل وتعاون وثيق مع الجهات المختصة المحلية لتنمية الثقافة والمجتمع والاستثمارات في الكوادر البشرية لهذا المجتمع، ومساهمة اجتماعية وثقافية. وكان لنا دور فعال في خدمة المجتمع بتغيير وتطوير الشركات المحيطة بقطاع الاتصالات، ونمو هذه الشركات.

* حققتم انتصارا في رخصتي الكويت والبحرين هل نجاحكم هذا كان له بعد محدد باعتبار أن هذه البلدان قريبة من المملكة البلد الأصلي؟ فهل البعد الجغرافي له تأثير بشكل كبير؟

- دائما كما قلنا إن البعد الجغرافي، والتواصل والتقارب بين الأسواق، والتكامل والتشغيل الذي يحصل من خلال الأسواق، فكان الدخول إلى الأسواق الخليجية، وتكثيف المنافسة فيها، وجلب قيمة جديدة للمستهلكين بهذه الأسواق إثباتا أن دخول المشغل الثالث بمهنية عالية وخاصة «الاتصالات» السعودية مع التقارب الجغرافي، والتقارب التشغيلي من خلال الشبكات التي تملكها الشركة، استطاع طرح قيمة جديدة في السوق، وأثر إيجابيا على الأسواق بشكل عام، وإيجابا على المنافسة، فلم تكن المنافسة عشوائيا بين الأسواق، فكانت مدروسة لتخدم المستهلك، وتخدم النظرة الاستراتيجية مع بعد نظر، مع العلم أننا استفدنا من التكامل الجغرافي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي لندخل بشكل كبير وقوي للسوق، ونعطي قيمة للمستهلك أكبر بكثير مما كان متوقعا.

* على الرغم من أنكم تضخون استثمارات عالية في البلد الذي تدخلون إليه فإن ذلك يقابله انخفاض في أسعار الخدمات، ما هي الخطة لموازنة تلك المعادلة؟

- إذا نظرنا إلى كل السلع الاستهلاكية والخدمات بشكل عام فإنه خلال 40 سنة مضت قد ارتفعت الأسعار مع مرور الوقت، جميع السلع الاستهلاكية والخدمات الأساسية ارتفعت ما عدا الاتصالات، فأسعارها دائما في انخفاض، ولكن باعتبار أن قطاع الاتصالات مستثمر في إبداع وتقديم خدمات جديدة فكلما دخلت خدمة جديدة ينخفض سعر الخدمة التي كانت قبلها، فمع الوقت ينخفض سعرها وهذا أمر طبيعي لكل الأمور، وباعتبار أن لدينا خدمات جديدة فإن الأسعار تتجه إلى انخفاض للخدمات التقليدية، والمستهلك دائما على استعداد لدفع القيمة المناسبة للخدمات الجديدة بحسب ما تضيف له من قيمة في حياته اليومية. وهو ما يجعلنا نوفق بين الاستثمارات في البنى التحتية والأسعار التي تتناسب مع السوق المحلية، والمنافسة مطلوبة، ولكن نحن لا ندخل في حرب أسعار عشوائية.

* هل هناك دول يتم التركيز عليها خلال الفترة الحالية ولماذا؟

- كما ذكرت سابقا، فإن الدول التي قمنا بالتركيز عليها، والفرص بشكل عام هي فرص وأسواق فيها تكامل تشغيلي، ونستعمل كلمة تكامل مع الأسواق المتواجدين فيها إما في المملكة أو في غيرها من الأسواق، فاستراتيجيتنا حددت أولوياتنا في الأسواق المجاورة التي نحن موجودون فيها سواء في قارة آسيا أم في منطقة الشرق الأوسط، ولكن نحن في تركيز خاص على منطقتنا - الشرق الأوسط - كونها تكتنز فرصا جيدة، وتتضمن أسواقا من الممكن أن تضيف أكثر قيمة تشغيلية لنا، ونستطيع نحن بشكل كبير أن نضيف قيمة لتلك الأسواق ولكن عندما لا نرى قيمة مضافة في تلك الأسواق لأي سبب فإننا لا ندخل فيها.

* في أسواق الكويت أو البحرين فإن تلك الأسواق وصلت إلى حد التشبع، ما هي فرص النمو التي يمكن أن تحققونها؟

- التشبع هو رقم نسبي في مجال الاتصالات، والتشبع هو نسبة المشتركين أو عدد شرائح الهاتف الجوال في السوق مقارنة بعدد السكان، التشبع اليوم موجود من ناحية الخدمات التقليدية كخدمات الاتصال الهاتفي الصوتي، ولكن ما زلنا في بداية النمو لخدمات جديدة مثل النطاق العريض أو الإنترنت، والإعلام عبر الاتصالات، والخدمات الأخرى كقطاع التعليم الإلكتروني، والتي تم إطلاقها أكثر من شبكة تابعة لـ«الاتصالات» السعودية وهذه لها علاقة بالتعليم عبر شبكات الاتصالات والموارد التعليمية، والمنهج الدراسي للطلاب، وهناك خدمات كثيرة لم تصل إلى حد التشبع ولم تبدأ بعد، وهي الآن في طور النمو ولا تزال هناك فرص كبرى جدا لنبلغها.

* هل تحققت الأهداف المبدئية لدخول السوق الكويتية والبحرينية؟

- حققنا أهدافنا المبدئية وما زلنا في بعض المجالات نحقق أكثر من أهدافنا التي كنا نتصورها، وذلك في عدة مجالات، ونأمل اليوم أن نتابع هذه الإنجازات التي تحققت، ونحن نعتبر كل نجاح هو تحد ليكون هناك نجاح كبير وأكبر في المستقبل.

* باتت المملكة ملهم التوسع للشركات الإقليمية، لماذا هذه النظرية وهي أن السعودية مركز الأمان لدى شركات الاتصالات التي تسعى لدخول السوق؟

- لا يوجد شك أن السوق السعودية هي أكبر سوق في منطقة الخليج وهي سوق أساسية لأي شركة عالمية أو في طور العولمة أو النمو إذا أرادت الدخول لمنطقة الشرق الأوسط بشكل جدي وكبير. دائما السوق السعودية هي السوق الأساسية والكبرى، واليوم دخول منطقة الشرق الأوسط تشغيليا لا بد لأي شركة كبرى أن تتطلع للسوق السعودية، وتنظر إليها كسوق أساسية.

* كما ذكرت التقارير الأخيرة أنكم تسجلون أرقاما قياسية في عملية بناء الشبكات، كيف يتم بناء الشبكات في الدول التي دخلت إليها «الاتصالات» السعودية؟

- يتم البناء بطرق سريعة كما ذكرت، وليس هناك طريقة واحدة معينة، لكننا دائما نستعمل كل الطرق المتاحة لنا لبناء الشبكات. أولا، نحن دائما نعمل بانفتاح وتعاون مع المشغلين القائمين بالأسواق الأخرى، لا ندخل فقط من ناحية التنافس لبناء القيمة لنا فقط، بل ندخل بالتنافس من ناحية إدخال القيمة لنا ولغيرنا فانفتاحنا بالتعاون يساعدنا لبناء شبكات بسرعة، فنتعاون مع الشركات القائمة من ناحية المشاركة، ونتعاون مع السلطات المحلية بشكل منفتح وإيجابي لإنشاء المواقع الجديدة بشكل لا يؤثر سلبا على المجتمعات المحلية والبيئة، فكل هذه العوامل والخبرة التي اكتسبناها من عدة دول ساعدتنا لنبني شبكات بشكل عام، ونبني قدرات تسويقية، بالإضافة إلى الشبكات، وسياستنا، وتوجهاتنا دائما الاستعانة بالقدرات المحلية بشكل كبير، من ناحية المبيعات والتسويق، ومن ناحية بناء الشبكات، ومن ناحية البنية التحتية، والجوانب التشغيلية.

* تحققون تسارعا في الاستحواذ على حصة جيدة في السوق البحرينية التي على الرغم من وجود شركتين قبلكم فإنكم استطعتم الاستحواذ على حصة، ما هي الأسباب التي ساهمت في حصولكم على تلك الحصة، وكم تبلغ؟

- أداء شركة «الاتصالات» السعودية عبر شركتها «فيفا الكويت» و«البحرين فيفا» كان وما زال إيجابيا، ولكن ما ساعدنا على تحقيق الانتشار والنجاح الواسع نسبة للمعايير العالمية قدرتنا على فهم السوق بشكل سريع، وقدرتنا على استقطاب الخبرات من الأسواق الأخرى وتطبيقها محليا بشكل فعال، واستفادتنا من التكامل الجغرافي، والاقتصادي، والثقافي للبحرين والكويت والسعودية، وهو ما ساعدنا أيضا على انتشار خبراتنا بشكل سريع، ولكن ما يهم هنا قدرتنا على التواصل مع المواطن والمقيم، وفهمنا لاحتياجاتهم وتلبية رغباتهم.

* أين يكمن عنصر التكامل بين شركات مجموعة «الاتصالات» السعودية في الدول التي تعمل بها؟

- هناك تكامل مباشر وواضح، وهناك تكامل غير ملموس وغير مباشر لكن قيمته كبيرة، المباشر والواضح مثل ما قلنا سابقا هو التكامل في القدرة الشرائية للمجموعة التي تساعدنا على تخفيض التكلفة والأسعار، وهناك ناحية أخرى للتكامل، وهو التكامل من ناحية الخدمات، وطرح الخدمات بعدة أسواق بشكل مماثل أو وجود خدمة ناجحة بسوق معينة وطرحها في الأسواق الأخرى، هذا أيضا شكل آخر من التكامل، وهناك أيضا تكامل من ناحية المشتركين كوننا موجودين في أسواق لها تعامل اقتصادي أو ثقافي أو حتى ديني مع السعودية، مثل الخدمات التي نقدمها للحجاج الذين يأتون من عدة بلدان ومعتمرين كل عام فهذا عامل تشغيلي كبير للتكامل الموجود في إندونيسيا، وتركيا، والهند وغيرها، وهناك أيضا الأيدي العاملة المهاجرة والموجودون داخل السعودية، والتي نعمل بشبكات تشغيلية في بلدانهم. فعندنا هذا على المستوى المنظور، أما على المستوى غير المنظور فعندنا تبادل خبرات كثيرة من ناحية التكنولوجيا والتنسيق بطرح التكنولوجيا بوقت متكامل ليتيح لنا قدرة على التعامل مع الموردين بشكل منسق في الخبرة من ناحية، والعامل البشري والموارد البشرية وإدارتها بشكل ومستوى عالميين من جهة أخرى.

* مع المتغيرات السريعة التي تتزايد في صناعة الهواتف الجوالة وعمليات الاتصالات، ما هي الدراسات التي تضعها «الاتصالات» السعودية خلال الفترة المقبلة؟

- نحن دائما نواكب التطورات، وفي بعض الأحيان لا نواكب فقط بل نصنع التغيير في قطاع الاتصالات، وشركة «الاتصالات» السعودية من الشركات التي تلعب اليوم دورا على المستوى العالمي، وليس فقط على المستوى المحلي، حتى أن لها دورا كبيرا في صناعة الاتصالات، واليوم لدينا وضع أفضل بكثير من ناحية النطاق العريض (برود باند) بالشبكات الثابتة أو المتنقلة، وتلعب الشركة دورا قياديا سواء كان بالسوق المحلية أم بالأسواق العالمية المتواجدة فيها، والدور الذي تقدمه دائما في مقدمة التكنولوجيا والشبكات كلها، حيث تعمل على اتباع أفضل الممارسات المتطورة في قطاع الاتصالات حول العالم التي ترحب بطريقة الأسواق الجديدة، ومن ناحية الأفكار الإدارية والشركات وتأسيس الشركات، ونوعية الخدمات التي تطرح، نسعى أن نكون سباقين، فمثلا شركة «المحتوى» التي أسستها شركة «الاتصالات» السعودية في منطقة الشرق الأوسط هي من أوائل الشركات عالميا المتخصصة في تجميع وتوليف وإعادة تركيب المحتوى من الإعلام المرئي المسموع أو المطبوع التي تتناسب مع شبكات الاتصالات، فكانت من أوائل الأفكار التي عملت فيها الشركة وأسست مع المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وشركة «استرو» الماليزية، والتي تعتبر من أكبر مشغلي الأقمار الصناعية والتلفزيون في آسيا، وتمت الشراكة، واستطعنا أن نقدم من الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع المحلي والإقليمي والعالمي فكرة تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة.

* كيف تنظرون إلى السوق السورية بالتحديد؟

- ننظر إلى السوق السورية بإيجابية، ونحن من الشركات التي تأهلت للمنافسة على الرخصة الثالثة للهاتف الجوال، وتعتبر سوقا واعدة، وتحمل فرصا كبيرة، ونحن نملك فرصة لإضافة القيمة في السوق السورية بالتعاون مع المشغلين الموجودين اليوم في البنى التحتية، وتدخل ضمن منافسة عادلة مما يخدم المستهلك السوري، وتتناسب مع استراتيجية القطاع، كشركة اتصالات هدفنا الأول أن نطرح الخدمات والتكنولوجيا التي تتناسب مع متطلبات السوق، وتتناسب مع المرحلة التي ندخل إليها في السوق من ناحية المنافسة، ونحن اليوم نقوم بدراسة تفصيلية لهذه الفرصة تحضيرا للمرحلة المقبلة.

* كيف تدخل الاستثمارات للشركة الأم؟

- نحن لا ندخل بالأعمال إلا عندما يكون لها قيمة مضافة للمستثمر، ودائما ننظر لإضافة القيمة للمستثمر، وطبعا العائد الذي يأتي لنا على عدة نطاقات كزيادة في القيمة السوقية للشركات التابعة، وتسجيل العائدات المتزايدة للشركات بالإضافة إلى الأرباح التشغيلية أو الناتجة عن بيع الأصول. علما أن الاستثمارات التشغيلية كان فيها استثمار للمدى البعيد، وشركة «الاتصالات» السعودية تعمل على ضمانة استمرارية بعيدة المدى كشركة عالمية مع الحفاظ على التوازن بين الربحية القصيرة المدى والنمو البعيد المدى.

* قطاع الاتصالات يعتبر قطاعا سريع المتغيرات، كيف يمكن للتغير في خارطة الاقتصاد ودخول الصين والهند كاقتصاديات قوية أن توثر على قطاع الاتصالات؟

- قطاع الاتصالات وجد منذ 150 عاما ودائما كان دوره يختلف حتى يومنا هذا، ليس بمبدأ الاتصال والتواصل، ولكن مبدأ الوسيلة والطريقة، حيث كان الناس يتواصلون بالتلغراف ومن ثم بالتلفون والآن يتواصلون بالإنترنت والهاتف الجوال. ونرى الانتشار الأكبر من ناحية وصول الشبكات للمستهلكين، وزيادة السرعات في التواصل مع الشبكات، بمعنى أنه إذا كان التلغراف وسيلة تواصل سريعة في السابق فاليوم نرى سرعات بسرعة الضوء، بمعنى أن سرعة كسرعة الضوء تفتح لك مجالات في قطاع الأعمال والإعلام، ودورنا تنمية هذا التواصل بسعر أو تكلفة مقبولة تتناسب مع قيمة التعاملات أو التداولات التي تجرى على شبكتنا وفي نفس الوقت توصل هذه الشبكات إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وتصبح متاحة لهم بأبسط وسائل، فصناعة الاتصالات هي صناعة الانتشار، وصناعة السرعة وهي تتطور بشكل كبير جدا. وتأتي الاختراعات اليوم أكثر فأكثر من الشرق مع نمو الاقتصاديات الآسيوية، مما يجعل تكلفة التكنولوجيا أقل، ومتاحة لعدد أكبر من الناس. فاليوم نرى العالم مر بمرحلة اقتصادية صعبة في السنتين الماضيتين، وأثبتت أن صناعة الاتصالات حافظت على نجاحها، وبرهنت أنها ركن أساسي للنهوض الاقتصادي، ورأينا تدخلا مباشرا من حكومات عالمية مثل الولايات المتحدة أو بريطانيا أو ماليزيا وغيرها تدخل بشكل مباشر في قطاع الاتصال، وحماية القطاع وتنميته لأهمية دوره، كونهم لمسوا أن هذا القطاع أساسي لإعادة النهوض الاقتصادي، وكان هناك دور لافت وضروري لتنظيم هذا القطاع مما لا يسمح بالمنافسة العشوائية، ويكون التنظيم واضحا لخلق جو تنافسي جيد.

* أين تكمن عمليات النمو لديكم؟

- أود التأكيد أن لدينا نموا كبيرا في قطاعات الاتصالات، خاصة في المرحلة الجديدة التي دخل فيها قطاع النطاق العريض للخدمات الجديدة، وأعتقد بوجود تحديات كثيرة وكبيرة، ولكن الفرص أكبر بكثير من التحديات، ومن الضروري أن نغتنم تلك الفرص حتى نستطيع أن نخلق القيمة لمنطقتنا، وخاصة منطقة الشرق الأوسط بالعالم العربي الذي لديه فرص كثيرة، ومن الممكن الاستفادة منه في تطور البنية التحتية بشكل سريع، والتي نحن في شركة «الاتصالات» السعودية نستطيع أن نلعب دورا ذا أهمية كبيرة، ونستطيع أن نلعب هذا الدور ونحن على قدر توقعات مشتركينا في الدول التي نعمل بها، والدول التي سندخل فيها في المستقبل القريب.