تنامي خوف البنوك من ارتفاع الاقتراض الطارئ للمركزي الأوروبي

مستوى الديون المعدومة بإسبانيا في ديسمبر الأعلى في 15 عاما

TT

ظل الاقتراض الطارئ لليلة واحدة من البنك المركزي الأوروبي مرتفعا بشكل استثنائي لليوم الثاني على التوالي يوم الجمعة، الأمر الذي يعزز المخاوف من أن بنكا في منطقة اليورو ربما يواجه مشكلات خطيرة في التمويل.

وأظهرت بيانات المركزي الأوروبي أن البنوك اقترضت أكثر من 16 مليار يورو في عمليات اقتراض طارئ مرتفعة التكاليف لليلة واحدة. وهو أعلى مستوى منذ يونيو (حزيران) 2009. ويقارن المبلغ بنحو 1.2 مليار يورو كان يتم إقراضها قبل أن تقفز الأرقام إلى أكثر من 15 مليارا أول من أمس الخميس.

ولم يقدم البنك تفاصيل الأرقام المقترضة ورفض التعليق عند سؤاله عن سبب الارتفاع المفاجئ. وبحسب «رويترز» قال أحد المتعاملين «يمكن للمرء أن يفترض أن السبب بنك أو مجموعة بنوك لا يمكنها الحصول على أموال بسهولة من السوق المفتوحة بسعر جيد». ولا يزال عدد من البنوك خاصة من الدول المثقلة بالديون في منطقة اليورو وكذلك بعض البنوك التي تواجه مشكلات في دول أخرى بالمنطقة محرومة من دخول أسواق المال المفتوحة وتعتمد بالكامل تقريبا على البنك المركزي الأوروبي في الحصول على تمويل. من جهة أخرى أظهرت بيانات للبنك المركزي الإسباني أمس الجمعة ارتفاع معدل القروض المعدومة في البلاد إلى أعلى مستوى في 15 عاما في ديسمبر (كانون الأول) مع تفاقم مشكلات بنوك الادخار. وارتفع مستوى القروض المعدومة كنسبة من إجمالي قروض القطاع المالي الإسباني - ويشمل البنوك والتعاونيات المالية وبطاقات الائتمان الشخصية - إلى 5.81 في المائة في ديسمبر في أعلى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 1995.

وذكر البنك المركزي أن الديون المعدومة ارتفعت 2.491 مليار يورو لتصل إلى 107.173 مليار في ديسمبر. ويرتفع مستوى الديون المعدومة باضطراد في إسبانيا منذ الأزمة المالية العالمية التي تسببت في انفجار فقاعة العقارات التي استمرت عشر سنوات. وعلى صعيد العملات تراجع اليورو أمس مع استمرار التكهنات بأن المسؤولين الأوروبيين سيواجهون صعوبات في حل مشكلات ديون منطقة اليورو، فيما توقفت خسائر الدولار مع التقاط المستثمرين أنفاسهم من عمليات البيع قبل عطلة في الأسواق الأميركية. ولا يزال المستثمرون يتابعون عن كثب التوترات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إذ تتواصل الاحتجاجات المناهضة للحكومات في البحرين وليبيا واليمن وإيران والتي يقول بعض المحللين إنها ساعدت في دعم سعر الفرنك السويسري وهو عملة ملاذ آمن تقليدية. ويعاني الدولار وسط توقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيبقي أسعار الفائدة منخفضة على الرغم من ارتفاع أسعار المستهلكين. وفي التعاملات الأوروبية المبكرة انخفض اليورو 0.1 في المائة خلال أمس ليسجل 1.3580 دولار قرب أقل مستوى خلال الجلسة والذي بلغ نحو 1.3575 دولار.

وتتعرض العملة الموحدة لضغوط بعد أن أظهرت بيانات أن اقتراض الطوارئ لليلة واحدة من البنك المركزي الأوروبي لا يزال مرتفعا بشكل استثنائي وهو ما يبرز المخاوف حيال سلامة أوضاع البنوك في منطقة اليورو. وصعد مؤشر الدولار الذي يقيس أداءه أمام سلة عملات 0.1 في المائة إلى 78.078. وتراجع الفرنك السويسري قليلا خلال أمس أمام الدولار واليورو لكنه حوم قرب أعلى مستوياته أمام اليورو في نحو أسبوعين الذي سجله أول من أمس الخميس.