هبوط حاد في السوق المالية السعودية في ثاني أعنف تراجع لها خلال عام 2011

تحالف جماعي لكامل القطاعات.. وانخفاضات تلامس مستويات تاريخية

TT

سجلت السوق المالية السعودية ثاني أعنف تراجع لها منذ بداية العام الحالي (2011)، وذلك بعد أن شهدت السوق المالية خلال تعاملاتها أمس تراجعا بنسبة بلغت 5 في المائة، خاسرة 313 نقطة، وسط قيم تداول بلغت 4.9 مليار ريال (1.3 مليار دولار)، ليغلق في نهاية المطاف عند مستويات 5950 نقطة.

وعلى الرغم من الأحداث والاضطرابات التي يعيشها عدد من الدول العربية، وتباين أسعار النفط، فإن خبراء لم يجدوا مبررا لذلك الهبوط، الذي جعل المؤشر العام لسوق الأسهم يواصل هبوطه للجلسة العاشرة، خاسرا نحو 685 نقطة خلال هذه الجلسات.

ويعد تراجع السوق أمس ثاني أكبر انخفاض يشهده منذ بداية العام الحالي، إذ سبق أن خسر في 29 من يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 400 نقطة.

وقال خالد الشليل المستشار الاقتصادي لـ«الشرق الأوسط» إن الهبوط الذي شهدته السوق السعودية يعتبر غير مبرر على الإطلاق، رغم الأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة العربية والخليجية بشكل عام.

وبين المستشار الاقتصادي أن السوق وصلت إلى مستويات نقطية مهمة على المدى القريب، وأن مناطق 5950 التي أغلق عندها السوق تعتبر دعما جيدا للسوق، والمتزامنة مع تشبع في عمليات البيع.

وأشار الشليل إلى أن ارتفاع أسعار النفط في بدايتها ستمثل إيجابية بالنسبة للسعودية والدول المنتجة، ولكن ستنعكس سلبيا على اقتصاديات الدول المستوردة، وبالتالي سيضعف النمو الاقتصادي العالي.

ويرجع خبراء إلى أن دورة الأسواق المالية تتمثل في 5 سنوات، في الوقت الذي يصادف أول من أمس 5 سنوات في أزمة الهبوط في سوق الأسهم السعودية، التي كانت في 26 فبراير (شباط) من عام 2006، في الوقت الذي استبعد فيه الدكتور عبد الله الغامدي الخبير الاقتصادي، أن تكون للهبوط مبررات واضحة، في الوقت الذي يعيش فيه الاقتصاد السعودي انتعاشا واضحا.

وأضاف «هناك شركات تحقق أرباحا جيدة وتعيش قطاعاتها انتعاشا، كما أن توزيعاتها منتظمة، ومع ذلك تهبط مع هبوط السوق، مما يبرر الهبوط دون أسباب عملية».

إلى ذلك، شهدت القطاعات في المؤشر العام تحالفا جماعيا، حيث تراجع جميعها بلا استثناء، وكان أبرزها قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات الخاسر بنسبة 7.6 في المائة، متأثرا بانخفاض سهمي اتحاد الاتصالات «موبايلي» الذي شهد النسبة الدنيا، وكذلك سهم «زين السعودية» الخاسر بنسبة 10 في المائة، ليغلق عند أدني مستوى تاريخي له عند 6.30 ريال. بينما سجلت أكثر من 10 شركات عاملة مستويات متدنية متراخية، ومن أبرزها «مصرف الإنماء» و«اتحاد عذيب» و«مدينة المعرفة» و«إسمنت الجوف».

في حين أغلقت أسهم 144 شركة على تراجعات، وكانت أسهم شركات قطاع التأمين لها نصيب الأسد، حيث احتلت أغلبها المراتب الـ10 الأولى في قائمة الأكثر خسارة، بينما عاكس سهم «معدنية» مسار السوق ليغلق وحيدا على ارتفاع بنسبة 2.6 في المائة.