المصريون العائدون من ليبيا أمام محنة تحويل الدينار إلى جنيه مصري

بعد أن دفع بعضهم رشاوى بلغت 500 دولار

TT

يعاني المصريون العائدون من ليبيا صعوبة تحويل أموالهم من الدينار الليبي إلى الجنيه المصري، مشيرين إلى أن شركات الصرافة تقبل الدينار بأقل من قيمته بنحو 37.5%. وقال محمد زايد، أحد العائدين من ليبيا، إن شركات الصرافة حددت سعر صرف الدينار الليبي عند ثلاثة جنيهات، في حين أن سعر صرفه الحقيقي يتجاوز أربعة جنيهات.

وقال محمد جابر العضو المنتدب بشركة «المصرية للصرافة» إن المعروض من الدينار في السوق المصري حاليا كبير جدا، وهو ما أدى إلى تراجع قيمته، خاصة مع الاضطرابات التي تجتاح البلاد. وأشار إلى أنه على الرغم من أن عددا قليلا فقط من المصريين الموجودين في ليبيا قدموا إلى مصر مقارنة بأعداد المصريين العالقين على الحدود، فإن ذلك أثر بشكل كبير على سعر صرف الدينار الذي وصل قبل الأزمة إلى 4.85 جنيه، فيما يتم بيعه لشركات الصرافة حاليا بنحو 3 جنيهات فقط.

وأضاف جابر أن المصريين العاملين في ليبيا عادة ما تكون تحويلاتهم ومدخراتهم بالدولار، ومع الاضطرابات الحالية في ليبيا وقدوم المصريين وبحوزتهم العملة الليبية (الدينار)، أدى ذلك إلى زيادة المعروض منها بشكل لم يعهده السوق من قبل.

وقال خبراء إن الاضطرابات في ليبيا ستزيد من معاناة الاقتصاد المصري، خاصة مع فقد مصر تحويلات آلاف العاملين المصريين العائدين من ليبيا، مما يعد مؤشرا على زيادة معدلات البطالة بشكل كبير.

والعمالة المصرية في الخارج تعتبر أحد الموارد الرئيسية للعملة الصعبة بجانب عائدات قناة السويس والسياحة وصادرات النفط والغاز، ففي العام المالي الماضي (2010/2011) بلغ إجمالي تحويلات المصريين في الخارج أكثر من 9.75 مليار دولار خلال العام المالي (2009-2010)، منها أكثر من ‏1.1 مليار دولار سنويا تحويلات المصريين العاملين في ليبيا.

وقال خبراء إن استمرار خروج العمالة المصرية من ليبيا قد يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد المصري، وعلى توافر العملة الصعبة في البلاد، وسيؤدي إلى زيادة أعداد البطالة وتراجع العملة المصرية أمام الدولار. فيما قلل محمد جابر من تأثير أعداد المصريين العائدين من ليبيا على الاقتصاد المصري، ولم تؤثر حتى الآن على تحويلات المصريين من هناك، فبحسب الإحصائيات فإن عدد المصريين العائدين من ليبيا حتى الآن يبلغ مائة ألف مواطن، من أصل مليون ونصف مليون عامل في ليبيا.

ويرى جابر أن الاضطرابات في ليبيا لم تؤثر بشكل ملحوظ على سعر صرف الجنيه أمام الدولار، مشيرا إلى أن سعر الدولار ارتفع بنهاية الأسبوع الجاري بشكل طفيف ليصل إلى 5.9 جنيه للشراء، و5.92 جنيه للبيع.