«أرامكو» السعودية و«سينوبك» الصينية توقعان اتفاقا للشراكة في مصفاة البحر الأحمر للتكرير

تقام في ينبع وتبلغ حصة «أرامكو» فيها 62.5% وحصة «سينوبك» 37.5%

جانب لإحدى المصافي التابعة لـ«أرامكو» (رويترز)
TT

أعلنت شركة «أرامكو» السعودية أمس أنها وقعت مع شركة «تشاينا بتروكيميكل كوربوريشن» (سينوبك) الصينية مذكرة تفاهم بشأن التطوير الجاري لشركة البحر الأحمر للتكرير، وهي مصفاة تحويلية بالكامل من طراز عالمي يجرى إنشاؤها في ينبع على الساحل الغربي للسعودية.

واتفقت الشركتان على أن تبلغ حصة «أرامكو» السعودية في المصفاة 62.5 في المائة، وحصة «سينوبك» 37.5 في المائة عند الدخول في الشراكة بصورة رسمية. وقال بيان صدر أمس إن الشركتين ستضيفان ما تملكانه من معارف وخبرات فنية إلى المشروع المشترك، كما تؤسسان شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز تجارة وقود النقل بين أحد أهم منتجي الطاقة ممثلا في السعودية، وأحد أهم مستهلكيها في العالم ممثلا في الصين. وتتميز مشاريع المصافي في المملكة، كما هي الحال مع مشروع شركة البحر الأحمر للتكرير في ينبع، بتميز موقعها مما يمكنها من توفير الإمدادات للأسواق العالمية والمحلية بكفاءة وفعالية، ويعد هذا المشروع استمرارا لاستراتيجية «أرامكو» السعودية طويلة الأمد، والمتعلقة بتنفيذ استثمارات عالمية في مجال التكرير والتسويق، بعد تنفيذها لبرنامج ضخم في مجال التنقيب والإنتاج أدى إلى زيادة طاقتها الإنتاجية من الزيت الخام إلى 12 مليون برميل في اليوم.

ووقع المذكرة كل من خالد بن عبد العزيز الفالح، رئيس «أرامكو» السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، وسو شولين، رئيس شركة «سينوبك» الصينية.

وتعد شركة البحر الأحمر للتكرير واحدة من مشاريع التكرير والتسويق التي تبرهن «أرامكو» السعودية من خلالها على التزامها بتلبية الطلب العالمي المستقبلي على الطاقة، كما يعد هذا المشروع المشترك استمرارا لنهج الشراكة بين «أرامكو» السعودية و«سينوبك» الصينية عبر مجموعة الأعمال الهيدروكربونية في المملكة والصين. و«سينوبك» هي شريك «أرامكو» السعودية مع «إكسون موبيل» في «فوجيان ريفايننق آند بتروكيميكل كومباني ليمتد» في مقاطعة فوجيان الصينية، وكذلك في «ساينو» السعودية للغاز المحدودة، إحدى شركات التنقيب عن الغاز في المملكة، إضافة إلى أن «سينوبك» هي من أكبر مستوردي الزيت الخام من «أرامكو» السعودية.

وذكر خالد بن عبد العزيز الفالح، رئيس «أرامكو» السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين أن «هذه الاتفاقية من شأنها أن تعزز شراكتنا المتبادلة والمثمرة مع (سينوبك)، كما تبرهن على التزام (أرامكو) وقدرتها على تعزيز القيمة المضافة إلى أعمالنا المتنامية في مجال التكرير والتسويق عبر شريك عالمي يتمتع بشبكة تسويق وتوزيع ضخمة نحتاج إليها لمساندة شركة البحر الأحمر للتكرير».

من جانبه قال سو شولين، رئيس «سينوبك» إن «(سينوبك) و(أرامكو) السعودية استطاعتا تطوير شراكة قوية وطويلة، كما أرستا أواصر متينة للتعاون في مجال التكرير والتجارة البترولية والخدمات الهندسية». مضيفا أن «شركة البحر الأحمر للتكرير ستكون بمثابة فصل جديد تدعم (سينوبك) من خلاله شراكتها التكاملية والاستراتيجية مع (أرامكو) السعودية من خلال الاستثمار في مجال التكرير والتسويق داخل السعودية».

وأضاف «يعد المشروع خطوة أخرى من جانب (سينوبك) للتوسع في أعمالها الدولية في مجال التكرير والبتروكيماويات وتعزيز قدراتها التنافسية، إضافة إلى أن المشروع من شأنه أن يساعد (سينوبك) في الحصول على المزيد من مصادر الطاقة وضمان الإمدادات الصينية من هذه الطاقة». ويوفر المشروع فرصة متميزة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية من أجل تنمية الاقتصاد الوطني السعودي، إضافة إلى كونه مرتكزا لزيادة التنمية الصناعية من أجل تطوير الاقتصاد المحلي وتوفير المزيد من الفرص الوظيفية للمواطنين السعوديين، وكذلك إتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية أمام رجال الأعمال المحليين في مجال الصناعات التحويلية.

ويقدر عدد الفرص الوظيفية التي ستوفرها المصفاة بنحو 1200 وظيفة مباشرة داخل المملكة، كما يتوقع أن توفر المصفاة نحو خمسة آلاف وظيفة غير مباشرة عبر قطاعات التنمية الصناعية، وسيعمل المقاولون المكلفون بتنفيذ أعمال التصميم وتوريد المواد والإنشاء على توظيف الكثير من المهندسين والفنيين السعوديين وتدريبهم في الكثير من المجالات الفنية والإدارية خلال مرحلة تنفيذ المشروع. وسيتم صرف نحو 70 في المائة من إجمالي قيمة المشروع داخل المملكة من خلال الأعمال الهندسية التفصيلية التي ستنفذها مكاتب التصميم المحلية، وتوريد المواد من مصنعين وموردين محليين، وتشغيل مقاولي الإنشاء في المملكة، وستستخدم المصفاة الجديدة مرافق «أرامكو» السعودية الحالية لاستقبال الزيت الخام وتصدير المنتجات المكررة، كما ستضم وحدات للمعالجة ومنافع وشبكة خطوط أنابيب ومرافق لتخزين المنتجات المكررة، إلى جانب المرافق الخارجية اللازمة لمساندة أعمال المصفاة وضمان تنفيذ هذه الأعمال بصورة مأمونة وفعالة.

والمشروع عبارة عن مصفاة «جديدة» بالكامل سيتم إنشاؤها في ينبع على مساحة 5.2 مليون متر مربع تقريبا، ومن المقرر أن يبدأ تشغيلها عام 2014، حيث ستقوم المصفاة بمعالجة 400 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الثقيل وتحويلها إلى منتجات مكررة عالية الجودة وفق أعلى المواصفات في الأسواق المحلية والعالمية. وتشمل هذه المنتجات 90 ألف برميل في اليوم من البنزين، و263 ألف برميل في اليوم من الديزل ذي المحتوى المنخفض جدا من الكبريت، و6300 طن متري في اليوم من الفحم البترولي، وكذلك 1200 طن متري من الكبريت.