تجمع دولي في السعودية يبحث حلولا لمتغيرات القرن الحادي والعشرين

أردوغان ونائب رئيس الحكومة الروسية وأمير مكة المكرمة أبرز المتحدثين في منتدى جدة الاقتصادي

جانب من منتدى جدة الاقتصادي في عام 2007 («الشرق الأوسط»)
TT

يبحث تجمع دولي اقتصادي في محافظة جدة (غرب السعودية) حلولا للمتغيرات الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين، وذلك من خلال فعاليات منتدى جدة الاقتصادي في نسخته الحادية عشرة التي تنطلق اليوم.

ويشارك في المنتدى الذي يعقد برعاية الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة، على مدار 4 أيام، أكثر من 40 شخصية عالمية ومحلية، بمشاركة واسعة يبرز منها رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، ونائب رئيس الحكومة الروسية، إضافة إلى مسؤولين سعوديين ورجال أعمال من خلال مشاركتهم في جلسات العمل، في الوقت الذي يتوقع فيه أن يحضر حفل الافتتاح أكثر من 3000 شخص مشارك ومهتم في المنتدى.

ويتناول الدكتور ماجد عبد الله القصبي رئيس اللجنة المنظمة أبرز المستجدات التي ستطرح في الدورة الحادية والعشرين، قبل أن يتولى أمير منطقة مكة المكرمة تكريم الرعاة والمنظمين والشركاء.

وتشهد الدورة الحالية مشاركة محلية واسعة بين المتحدثين حيث تضم القائمة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير سعود بن عبد المحسن، أمير منطقة حائل، والأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية، والأمير خالد بن سلطان، مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية، والأمير فيصل بن خالد، أمير منطقة عسير، وعبد الله زينل وزير التجارة والصناعة.

كما تضم القائمة الدكتور محمد الجاسر، محافظ مؤسسة النقد السعودي، وعمرو الدباغ، محافظ الهيئة العامة للاستثمار، وصالح كامل، رئيس مجلس الغرف السعودية، وناصر السعيدي رئيس الشؤون الاقتصادية بمركز دبي المالي.

ووصف صالح كامل رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة النسخة الحادية عشرة لمنتدى جدة الاقتصادي، بالأهم في تاريخ الحدث الاقتصادي العالمي الذي شهدته العروس منذ 10 سنوات. وقال: «إن صناع القرار الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم سيضعون خلاصة تجاربهم وأفكارهم خلال الجلسات العلمية بهدف تحقيق أكبر فائدة لمستقبل اقتصادي زاهر على الصعيد المحلي والعالمي».

وأضاف أن رعاية الأمير خالد الفيصل ومشاركته ضمن المتحدثين ستعطي زخما كبيرا للحدث الاقتصادي العالمي الذي اكتسب سمعة كبيرة على مدار السنوات الماضية، وبات ضمن الأجندة الدولية كأحد أهم المنتديات الاقتصادية الشهيرة في شتى أنحاء المعمورة.

وأعرب كامل عن أمله في أن يخرج المنتدى بمجموعة كبيرة من المخرجات تلامس مستقبل الاقتصاد السعودي وتعود بالنفع على العالم بأسره، لا سيما أن الحدث يحظى بمشاركة شخصيات بارزة من صناع القرار الاقتصادي في أنحاء العالم ومفكرين وأكاديميين ويهدف من خلال اختياره عنوان «متغيرات القرن الـ21» للحديث عن كل التطورات الاقتصادية التي يشهدها العالم، وتؤثر بشكل أو بآخر على صناعة القرار، وأبرز التجارب التي يمكن الاستفادة منها من أجل صناعة مستقبل أفضل. وأشار إلى أن المنتدى لن يتخلى عن صبغته العالمية، حيث سيناقش أبرز القوى التي ستشكل العقد المقبل، التحديات التي ستواجهها الدول والشركات في العقد الجاري من القوى الاقتصادية العالمية، إضافة إلى التحول الكبير في الاقتصاديات العالمية، والتعرف على مستقبل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لكنه أيضا سيأخذ بعدا محليا مهما من خلال مناقشة «المواطنة الناجحة.. بناء طبقة وسطى مستقرة وناجحة»، الذي يمثل أحد أهم الموضوعات المطروحة، خصوصا أن الطبقة المتوسطة تمثل الصحة المستقبلية لأي اقتصاد وتعد الشريحة الأكبر في المجتمع من الموظفين والمستهلكين على حد سواء.

وأشار رئيس غرفة جدة إلى أن قرار تخصيص جزء من إيرادات المنتدى لمتضرري الأمطار والسيول التي هطلت على جدة مؤخرا وتسببت في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، يأتي تأكيدا على المسؤولية الاجتماعية التي ينبغي أن يتحلى بها الجميع تجاه وطنهم ودليلا على أن هذه الأحداث - حتى لو أخذت بعدا عالميا - فإنها لا تنفصل عن الشأن المحلي وتؤثر وتتأثر بما يحدث في المجتمع.

من جانبه أوضح الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، رئيس المنتدى، أنه منذ انطلاقة منتدى جدة الاقتصادي في عام 2000، بمبادرة من الغرفة التجارية الصناعية بجدة في دورته الأولى تحت شعار «نمو ثابت في اقتصاد عالمي» ساهم في وضع جدة على خارطة المنتديات العالمية وتعزيز مكانها كعاصمة تجارية للسعودية وإبرازها كمركز رئيسي للمال والتجارة والاقتصاد في الشرق الأوسط.

وقال: «إن الطموحات والعزيمة الصادقة للحفاظ على رسوخ هذا المنتدى تتواصل في إطلاق الدورة الحادية عشرة منه عام 2011م، والذي سنحرص على استمرار ظهوره المتميز شكلا ومضمونا بدعم ورعاية أمير منطقة مكة المكرمة وتطبيق المفهوم الذي يعمل على ترسيخه (إلى العالم الأول) وتحويل هذا المنتدى إلى مشروع يلفت أنظار العالم».

وأشار القصبي إلى أن الجلسات العلمية ستنزل إلى أرض الواقع لمناقشة القضايا الوطنية الملحة التي تأخذ الاهتمام الأول لدى جميع الاقتصاديين والمهتمين بالشأن العام، حيث نسعى إلى استثمار طاقات الاقتصاد السعودي من خلال وضع نقاط ضوء تساعد صناع القرار في السير في أفضل طرق التنمية الشاملة والمستدامة.

وأضاف: «نناقش خلال العام الجاري موضوعا حيويا جدا عنوانه (المواطنة الناجحة بناء طبقة وسطى مستقرة وناجحة) وهي مسألة خطيرة ومهمة لأن كل المجتمعات تحقق استقرارها ونماءها على أساس تطور الطبقة الاجتماعية الوسطى لأنها تمثل عادة الشريحة الأكبر في المجتمع من الموظفين والمستهلكين على حد سواء، وهناك الكثير من الموضوعات التي ترتبط بالمجتمع وتهم العامة والمختصين على حد سواء».