السعودية: منتدى جدة الاقتصادي ينطلق على وقع الأنباء السارة التي أطلقها خادم الحرمين بمشاركة دولية ومحلية واسعة

وصفه أردوغان بملتقى يجمع الأفكار بالأعمال

الأمير خالد الفيصل أثناء إلقاء كلمته في افتتاح المؤتمر أمس (تصوير: خالد الزهراني)
TT

انطلق منتدى جدة الاقتصادي في السعودية مساء أمس في دورته الحادية عشرة تحت عنوان «متغيرات القرن الحادي والعشرين» برعاية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، وذلك بمشاركة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان.

وفيما خيمت الأنباء السارة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على فعاليات حفل الافتتاح رحب الأمير خالد الفيصل بالمشاركين من مختلف بقاع العالم، قبل أن يعطي شارة البدء لانطلاق الحدث العالمي الكبير، وقال مخاطبا الحاضرين «اهنأ يا وطن، فالملك يحب المواطن والمواطن يحب الملك، اهنأ يا وطن فالملك يفخر بالمواطن والمواطن يفخر بالملك، اهنأ يا وطن فالملك يثق بالمواطن والمواطن يثق بالملك».

ورحب الفيصل برئيس الوزراء التركي والحضور، مثمنا لكل من حضر وكل مشارك في هذا المنتدى، وقال: «أشد على يد كل من ساهم في الإعداد والتحضير لهذا المنتدى»، وبين أن منتدى جدة الاقتصادي «أصبح معلما للإنجاز على شاطئ جدة»، وقال مستدركا: «ولكن جدة ليست اقتصادا فقط، فجدة تاريخ، وجدة حضارة، وجدة مجتمع، وجدة حاضر، وجدة مستقبل، وجدة قادمة بعون الله ثم بإرادة القيادة وبعزيمة أهل جدة»، متمنيا أن تتلاقح الأفكار وتتجمع الرؤى لخدمة أهم القضايا الاقتصادية العالمية، وخصوصا قضايا منطقة الشرق الأوسط، ومشددا على أهمية الموضوعات المطروحة والمحاور التي سيجري مناقشتها خلال الجلسات العلمية ال12 التي تشهدها الأيام الثلاثة المقبلة.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تمنى أن يكون المنتدى وسيلة خير للمنطقة، مبينا أنه ملتقى يجمع الأفكار بالأعمال، وإيجاد أسواق مستقرة وفرص توظيف، وقال: «إن اختيار عنوان المنتدى (التحولات في القرن ال21) اختيار صحيح وصائب، وإن المنتدى سيحظى باعتبار عالمي وإنه سيسجل أعمالا تفيد في المستقبل».

وجاء حفل الافتتاح الذي انطلق عند التاسعة من مساء أمس مبهرا ومواكبا للفرحة الكبيرة التي ارتسمت على وجوه كل السعوديين في أعقاب القرارات التاريخية التي صدرت أول من أمس، ورسمت الألعاب النارية والليزر مع الأغاني الوطنية ملحمة في حب مملكة الإنسانية خلال العرض المرئي المبهر الذي ركز بشكل كبير على عروس البحر الأحمر واستعرض الشهرة العالمية التي حققها منتدى جدة الاقتصادي منذ انطلاقه قبل 11 عاما حتى بات أحد أهم المنتديات الموجودة في العالم.

كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد تحدث عن العلاقة الحميمة التي تربط المملكة العربية السعودية ببلاده. وأشار، خلال كلمته، إلى أهمية المشاركة في منتدى جدة الاقتصادي الذي يناقش أحد أهم الموضوعات التي تهم العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص في ظل التغييرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة.

وهنأ رئيس الوزراء التركي خادم الحرمين الشريفين على وصوله إلى بلاده سالما معافى بعد رحلته العلاجية، مشيرا إلى المكانة الكبيرة التي يشغلها الملك عبد الله في نفوس زعماء العالم بنظرته الثاقبة التي من ضمنها سعيه إلى تأصيل ثقافة الحوار بين مختلف أتباع الأديان إلى جانب دوره المتمثل في دعم مسيرة السلام.

وكان منتدى جدة الاقتصادي ولد قبل 11 عاما كفكرة في رأس عمرو الدباغ رجل الأعمال السعودي الذي يشغل منصب محافظ الهيئة العامة للاستثمار، وسرعان ما تحول إلى مشروع اقتصادي، ومن ثم تجمع يهدف إلى التسويق لمحافظة جدة إلى أن يكون واحدا من أهم التجمعات الاقتصادية العالمية.

وشهد المنتدى على مر تاريخ انعقاده شخصيات بارزة وذات تأثير قوي لجذب الإعلام، منهم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب، وخلفه الرئيس بيل كلينتون بالإضافة إلى رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الراحل.

ويبلغ عدد المتحدثين في منتدى جدة الاقتصادي أكثر من 40 شخصا من أبرزهم رئيس وزراء جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان، والنائب الأول لرئيس الحكومة الروسية فيكتور زوبكوف، والأمير أندرو دوق يورك، ورئيس مجلس إدارة بنك يو بي إس، وعبد الله زينل وزير التجارة والصناعة، وصالح كامل رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية رئيس غرفة جدة، إضافة إلى نيسون مشتوس نائب الرئيس للهندسة في شركة «غوغل» العالمية.

ووصف صالح بن عبد الله كامل رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس غرفة جدة النسخة ال11 لمنتدى جدة الاقتصادي بالأهم في تاريخ الحدث الاقتصادي العالمي الذي شهدته العروس منذ 10 سنوات.

وقال إن صناع القرار الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم سيضعون خلاصة تجاربهم وأفكارهم خلال الجلسات العلمية بهدف تحقيق أكبر فائدة لمستقبل اقتصادي زاهر على الصعيد المحلي والعالمي.

وأضاف أن رعاية الأمير خالد الفيصل ومشاركته ضمن المتحدثين ستعطي زخما كبيرا للحدث الاقتصادي العالمي الذي اكتسب سمعة كبيرة على مدار السنوات الماضية، وبات ضمن الأجندة الدولية كأحد أهم المنتديات الاقتصادية الشهيرة في شتى أنحاء المعمورة.

وأكد أن غرفة جدة كرست ثقافة المنتديات الاقتصادية في المملكة وكان له قصب السبق في تسجيل الكثير من الأولويات والأطروحات التي واكبت قضايا الساحة العالمية، مشيرا إلى أن المنتدى ومن دورة لأخرى كان يضيف من خبراته التراكمية ليثري الساحة الاقتصادية وقد نجح في تحقيق الآمال والتطلعات التي انطلق من أجلها وأصبح بالفعل ورشة عمل عالمية تتلاقى فيها الأفكار من أجل الإنسانية جمعاء على اختلاف مشاربها وثقافاتها وأثار الكثير من المضامين التي يمكن الاستفادة منها محليا وعالميا.

من جانبه أوضح الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، رئيس المنتدى، أنه منذ انطلاق منتدى جدة الاقتصادي في عام 2000 بمبادرة من الغرفة التجارية الصناعية بجدة في دورته الأولى تحت شعار «نمو ثابت في اقتصاد عالمي» ساهم في وضع جدة على خريطة المنتديات العالمية وتعزيز مكانها كعاصمة تجارية للسعودية وإبرازها كمركز رئيسي للمال والتجارة والاقتصاد في الشرق الأوسط.

وقال: «إن الطموحات والعزيمة الصادقة للحفاظ على رسوخ هذا المنتدى تتواصل في إطلاق الدورة الـ11 منه عام 2011، والذي سنحرص على استمرار ظهوره المتميز شكلا ومضمونا بدعم ورعاية أمير منطقة مكة المكرمة وتطبيق المفهوم الذي يعمل على ترسيخه (إلى العالم الأول) وتحويل هذا المنتدى إلى مشروع يلفت أنظار العالم».

وأشار القصبي إلى أن الجلسات العلمية التي ستنطلق صباح اليوم الأحد بمشاركة 42 متحدثا ستنزل إلى أرض الواقع لمناقشة القضايا الوطنية الملحة التي تأخذ الاهتمام الأول لدى جميع الاقتصاديين والمهتمين بالشأن العام، حيث نسعى إلى استثمار طاقات الاقتصاد السعودي من خلال وضع نقاط ضوء مضيئة تساعد صناع القرار في السير في أفضل طرق التنمية الشاملة والمستدامة.

وأضاف: نناقش خلال العام الجاري موضوعا حيويا جدا عنوانه «المواطنة الناجحة.. بناء طبقة وسطى مستقرة وناجحة» وهي مسألة خطيرة ومهمة لأن كل المجتمعات تحقق استقرارها ونماءها على أساس تطور الطبقة الاجتماعية الوسطى لأنها تمثل عادة الشريحة الأكبر في المجتمع من الموظفين والمستهلكين على حد سواء، وهناك الكثير من الموضوعات التي ترتبط بالمجتمع وتهم العامة والمختصين على حد سواء.

واكتسب منتدى عروس البحر الأحمر جدة ثقلا دوليا لتوجهه منذ انطلاقته الأولى في يناير (كانون الثاني) عام 2000 نحو استقطاب رموز الاقتصاد والسياسة حول العالم وبدا جليا أن المنتدى سيكون المحرك الرئيسي للمبادرات والاستراتيجيات الاقتصادية في المملكة ونقطة جذب لكبار رجال المال والأعمال وللتكتلات الاقتصادية العالمية التي أدركت مبكرا مردود القفزات المتطورة والمتلاحقة التي شهدها الاقتصاد السعودي عبر طرحه الفكري والاقتصادي المغاير لأي طرح شهدته منتديات أو ندوات أخرى لم تحظ بهذا الزخم الكبير الذي صاحب المنتدى في دوراته المتعددة.

وشهد المنتدى من خلال رصد شامل لمراحله المختلفة منذ انطلاقه في عام 2000 تطورات كثيرة وفاصلة حيث أعطى البعد المحلي للاقتصاد السعودي مكانة أكبر في مداولاته ونجح في ربط المحلي والإقليمي بالدولي، مركزا على القضايا التي تهم اقتصاديات المنطقة من خلال طرح التجارب الإقليمية الناجحة بالإضافة إلى المحاور الدولية التي تناولت القضايا المتعلقة بتطوره في ظل المتغيرات المتسارعة التي طرأت على الاقتصاد العالمي والاهتمام الكبير الذي أعطاه لمشاركة المرأة استجابة للمطالبات المتزايدة طوال الدورات السابقة للمنتدى بإعطائها فرصة أكبر للتعبير عن مرئياتها ونقل صوتها إلى العالم وطرح المشكلات التي تعترضها على طاولة البحث.