كشف تقرير جديد أصدرته باركليز ويلث بأن عدد الأفراد الذين يملكون أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني قد ارتفع بنسبة 19% ليصل إلى 86 ألف شخص خلال العامين الماضيين. وفي الوقت الذي بدأ فيه الأثرياء مرحلة التعافي من الركود، فإن عدد الأفراد من أصحاب الثروات العالية آخذة أيضا في الارتفاع، حيث يوجد نحو 619 ألفا من أصحاب الثروات يعيشون في المملكة المتحدة اليوم، مقارنة مع 528 ألفا في 2008.
ويقدم التقرير، الذي يحمل عنوان «خارطة باركليز ويلث لأثرياء المملكة المتحدة 2011،Barclays Wealth 2011 UK Wealth Map» والذي تم تطويره بالتعاون مع مركز Ledbury ليدبري للأبحاث، لقطة عن مشهد الثروات في المملكة المتحدة، ويظهر للمرة الأولى تركيز الثروات في كل منطقة من المملكة المتحدة. كما يوفر التقرير توقعات حول نمو أعداد الأثرياء من الآن ولغاية 2020، وينظر أيضا في العوامل الاجتماعية وأساليب الحياة، مثل أسعار العقارات والتسوق والتعليم والأعمال الخيرية.
نمو متوقع لعدد أصحاب الثروات أشار التقرير إلى أن عدد أصحاب الثروات كان قد انخفض بنسبة 15% مع نهاية عام 2008 إلى 528 ألفا بفعل آثار الركود الاقتصادي الذي اجتاح المملكة المتحدة. ولكن تؤكد نتائج التقرير توقعات بالنمو أيضا، حيث إن عودة الثقة وما نتج عنها حاليا من انتعاش بنسبة 17% يعكس تواجد 619 ألفا من أصحاب الثروات الذين يقيمون في المملكة المتحدة.
ويبدو أن هذه النظرة الإيجابية ستستمر، حيث يتوقع تقرير «خارطة باركليز ويلث لأثرياء المملكة المتحدة 2011» نمو أعداد أصحاب الثروات في المملكة المتحدة بمقدار الثلث بحلول عام 2020، ليصل إلى 826 ألفا.
وفي محض تعليقه على نتائج التقرير، قال ديفيد سيمايا، رئيس الخدمات المصرفية الخاصة في المملكة المتحدة وآيرلندا لدى باركليز ويلث: «رغم مرور المملكة المتحدة بإحدى أسوأ حالات الركود الاقتصادي على الإطلاق، تشير هذه النتائج إلى أن تكوين الثروات قد بدأ في التعافي ومن المتوقع أن يستمر بخطى ثابتة. كما نأمل في أن يسهم ذلك في نمو الاقتصاد على النطاق الأوسع وأن يساهم بتعزيز التوسع الإقليمي في الأعوام المقبلة».
وأضاف: «رغم استمرار عدم اليقين في هذا المشهد الاقتصادي الجديد، إلا أن هنالك دلائل تعكس عودة الثقة في كافة المناطق وأن تحسن ظروف الاستثمار سيكون أحد العوامل التي ستشجع رواد الأعمال على النظر في كيفية تنمية أعمالهم أو إعادة هيكلتها. ويكمن التحدي أمامنا الآن في مساعدتهم على المناورة عبر هذه البيئة المتغيرة».
الثروات عبر المناطق يتناول التقرير أيضا توزيع الثروات بين المناطق في المملكة المتحدة. ومن غير المستغرب، فإن غالبية أصحاب الملايين في المملكة المتحدة (46%) يقيمون في لندن والجنوب الشرقي. وتحتل منطقة ميدلاندز Midlands المركز الثاني في عدد الأثرياء، حيث يقطنها 92 ألفا من أصحاب الثروات، بينما يأتي الشمال الغربي بالمركز الثالث مع 64 ألفا من أصحاب الثروات الذين يعيشون في هذه المنطقة.
ومع أن جميع المناطق في المملكة المتحدة قد شهدت معدلات متماثلة من النمو في عدد أصحاب الثروات على مدار العامين الماضيين (بين 15 و19%)، يشير التقرير إلى أن بعض المناطق ستشهد الآن المزيد من الارتفاع في عدد أصحاب الثروات فيها. ومن المتوقع أن يستمر نمو العدد الإجمالي في جميع المناطق ما بين الآن وعام 2020، وستشهد منطقة شمال شرقي المملكة أعلى نسبة نمو. حيث سيرتفع العدد الإجمالي لأصحاب الثروات في هذه المنطقة بنسبة 45% ليصل إلى 20 ألفا بحلول عام 2020. وبالمثل، من المتوقع أن تشهد اسكوتلندا زيادة بنسبة 38% ليبلغ العدد 55 ألفا من أصحاب الثروات.