«العمودي» يستثمر 2.5 مليار دولار في مشروع زراعي بإثيوبيا لإنتاج 1.5 مليون طن أرز

60% من الإنتاج سيصدر إلى السوق السعودية

مساحات زراعية واسعة تنتظر الاستثمار في إثيوبيا
TT

قالت شركة «النجمة السعودية» للتنمية الزراعية التي يملكها الملياردير السعودي محمد العمودي إنها تخطط لاستثمار 2.5 مليار دولار لإنشاء مشروع زراعي ضخم لزراعة الأرز في إثيوبيا. ونسبت وكالة «بلومبيرغ» الأميركية إلى الشركة، التي يوجد مقرها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أنها أجّرت 10 آلاف هكتار في غرب إثيوبيا لمدة 60 عاما لإنشاء مشروع الأرز. ويستهدف المشروع إنتاج 1.5 مليون طن متري من الأرز سنويا، وستذهب معظم صادراته إلى السوق السعودية.

ونسبت وكالة «بلومبيرغ» إلى الرئيس التنفيذي للشركة هايل أسيغال قوله بأن الشركة تخطط لإيجار 290 ألف هكتار أخرى من الحكومة الإثيوبية لتوسيع المشروع الزراعي. وبلغت تكلفة إيجار الهكتار، حسب الوكالة 158 برا (نحو 9.42 دولار). ويشكل المشروع جزءا من خطة لدول القرن الأفريقي لتأجير 3 ملايين هكتار لمستثمرين غير حكوميين خلال العامين ونصف العام المقبلة للاستثمار في مشاريع زراعية تساهم في تخفيف حدة المجاعات والنقص الكبير في المواد الغذائية في منطقة القرن الأفريقي. وفي رده على الانتقادات التي وجهها البعض، خاصة مجموعات دولية للمشروع، بقولهم إن تأجير الأراضي سيجبر المواطنين القاطنين في غرب إثيوبيا على الهجرة، قال هايل إن هناك مساحات ضخمة في إثيوبيا، خاصة في المناطق المنخفضة وإذا ما تم استغلال هذه المساحات لكفاية إثيوبيا من الغذاء، فلن تكون هناك مشكلة. ويذكر أن إحدى شركات العمودي قد نفذت مشروعا في إثيوبيا من قبل استدعى ترحيل بعض المواطنين وعوضتهم تعويضا جيدا.

والملياردير السعودي محمد العمودي، ليس وحده الذي يخطط لتأجير الأراضي الإثيوبية للاستثمار في الزراعة، فهناك شركة «كيه إيه آر جي» الهندية للأغذية التي تخطط لتأجير أراض في إثيوبيا لإنتاج زيت الخروع والسكر والأرز. وتقول تقارير إن الشركة الهندية بصدد تأجير 312 ألف هكتار من الحكومة الإثيوبية لهذه المشاريع، ولكن التقارير لم تؤكد ما إذا كانت الشركة قد أجرت محادثات بهذا الصدد أو أنها ناقشت سعر إيجار الهكتار. ويذكر أن الملياردير العمودي من كبار المستثمرين في إثيوبيا ويملك عدة شركات في صناعة التعدين والفندقة والتجارة. ويعد من كبار الموظفين للعمالة الإثيوبية. وحسب إحصائيات إثيوبية صدرت قبل عام، فإن عدد الموظفين الذين يعملون في شركات ومصانع التعدين التي يملكها العمودي يفوق العمالة التي تشغلها الحكومة. ويتخوف بعض المنتقدين لخطط تأجير الأراضي الإثيوبية من عمليات التهجير للمواطنين المحليين. ولكن هال يقول إن شركة «ميد روك إثيوبيا»، الشركة الأم لشركة «النجمة السعودية» للتنمية الزراعية، حينما قامت في الماضي بتهجير بعض المجموعات القبلية لإنشاء أحد مشاريعها، قامت بتعويضهم جيدا، حيث أعادت تسكينهم في مساكن حديثة مجهزة بكامل الخدمات التعليمية والصحية ومنحتهم قروضا. وحسب وكالة «بلومبيرغ»، فإن شركة «النجمة السعودية» استثمرت حتى الآن 140 مليون دولار في عمليات شراء المعدات الزراعية. وحسب الرئيس التنفيذي للشركة، فإن ثلثي إنتاج المشروع ستصدره الشركة للخارج، فيما ستترك الباقي للاستهلاك المحلي. ومن المتوقع أن تكون السعودية السوق الرئيسية لصادرات الأرز التي تخطط لها شركة «النجمة السعودية». ولكن وزير الخارجية الإثيوبي قال في تصريحات مؤخرا إن الاتفاق مع شركة «النجمة السعودية» يتضمن بندا ينص على أن تبيع الشركة 40 في المائة من إنتاجها محليا على أن تصدر الباقي، ولكن هايل يعارض ذلك ويقول لا توجد سياسة حكومية بهذا الخصوص، حسب علمي. ومن المتوقع أن تنتج شركة «النجمة السعودية» من المشروع 1.5 مليون طن متري من الأرز سنويا، وتتمكن من توظيف 250 ألف مواطن إثيوبي عند اكتمال المشروع. وتخطط الشركة إلى خفض استخدام التقنية الآلية في سبيل استغلال الأيدي العاملة المحلية المتوفرة بكثافة. وحسب وكالة الأنباء الإثيوبية، فإن إثيوبيا استثمرت في إثيوبيا أكثر من أي دولة أخرى خلال السنوات الأخيرة. ويذكر أن العمودي الذي تقدر ثروته بنحو 12.3 مليار دولار، حسب مجلة «فوربس» الأميركية يعتبر أكبر مستثمر في إثيوبيا.