«رينو» الفرنسية تقرر تزويد الأسواق الأفريقية والآسيوية عبر مجمعها الصناعي في طنجة

الإنتاج ينطلق بداية العام المقبل بوتيرة إنتاج 30 سيارة في الساعة

جانب من حفل افتتاح «مركز طنجة للتكوين في مهن صناعة السيارات» («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت شركة «رينو» أنها ملتزمة بإنتاج 170 ألف سيارة سنويا عبر المجمع الصناعي الذي شيدته في طنجة، ويحمل اسم «رينو طنجة المتوسط». وقال باتريك بلاطا، الرئيس التنفيذي للمجموعة الفرنسية «رينو»، إن الإنتاج سيبدأ في مطلع العام المقبل، بوتيرة 30 سيارة في الساعة، في حين ستبلغ الطاقة القصوى للمجمع الصناعي، الذي سيستفيد من إعفاءات جمركية وضرائبية، معدل 400 ألف سيارة سنويا. وأشار بلاطا إلى أن هذه الإنتاجية تخول له أن يصبح الموقع الأكثر تنافسية بالنسبة لباقي فروع المجموعة، ويجعله واحدا من بين أهم مجمعات صناعة السيارات في حوض البحر الأبيض المتوسط. وقال بلاطا في حفل افتتاح «مركز طنجة للتكوين في مهن صناعة السيارات» إن «افتتاح المعهد يعتبر ضمانة حقيقية لنجاح مشروع «رينو طنجة المتوسط» الذي من المنتظر أن يستوعب ستة آلاف وظيفة مباشرة و30 ألف وظيفة غير مباشرة، مشيرا إلى أنه تم توظيف نحو 700 شخص من العمالة المحلية، أغلبهم من المهندسين والأطر العليا، التي ستشرف على انطلاقة العمل بالمصنع وتطوير أنشطته المستقبلية.

وأعلن بلاطا خلال لقاء صحافي، أن أشغال بناء هذا المجمع الصناعي، الذي كلف 600 مليون يورو دخلت الحيز النهائي، وسيشرع قريبا في وضع تجهيزات الإنتاج الصناعي.

وتأمل شركة «رينو» من خلال هذا المجمع الصناعي تزويد الأسواق الأوروبية والأفريقية والآسيوية بنحو 85 في المائة من إنتاجه الإجمالي. وفي سياق متصل قال جمال أغماني، وزير العمل والتكوين المهني المغربي، إن افتتاح مركز التكوين في طنجة، الذي أنجز بتمويل من الدولة المغربية ودعم من الوكالة الفرنسية للتنمية باستثمار قيمته 86 مليون درهم (نحو عشرة ملايين دولار) يشكل الركيزة الأولى للمركب الصناعي «رينو طنجة المتوسط»، وسيعمل على توفير موارد بشرية لها مستوى تكوين احترافي، من أجل الرفع من التنافسية في قطاع صناعة السيارات، الذي اختاره المغرب من بين ستة قطاعات أخرى يراهن عليها على المستوى الدولي. وقال أغماني لـ«الشرق الأوسط»، إن «ميثاق (إيميرجونس) للإقلاع الاقتصادي، الذي وضعته الحكومة المغربية، يتكلف تكوين أكثر من 70 ألف شخص لشغل الوظائف المتوقعة خلال فترة أربع سنوات، في قطاع صناعة السيارات، وأشار إلى أنه تم إنشاء أربعة مراكز للتكوين، من بينها مركز طنجة الذي يضم 22 مدرسة وثماني ورشات في مجال التكوين الموازي والصيانة والإدارة، ومن المنتظر أن يستقبل 250 متدربا ابتداء من الشهر المقبل، بالإضافة إلى ثلاث مؤسسات أخرى تقع بين محور طنجة القنيطرة الدار البيضاء، الذي من المنتظر أن يستقبل الأفواج الأولى من المتدربين خلال هذه السنة، وسيعهد بتدريبها إلى المهنيين في القطاع».

من جهة أخرى، أوضح أحمد رضا الشامي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، أن مصنع «رينو طنجة المتوسط»، الذي سيضم أوراش صناعة الهياكل والتركيب والتلحيم والصباغة، يمثل نجاحا في مجال تشجيع الاستثمارات الصناعية الخاصة بالسيارات، وسيسهم، على المدى القريب والمتوسط، في إنتاج وتصدير السيارات على المستوى العالمي».

وقال الشامي إن قطاع صناعة السيارات بالمغرب عرف خلال السنوات الأخيرة نموا مطردا، إذ سجل إنتاج الوحدات الصناعية وصادراتها نموا سنويا تتراوح نسبته بين 10 و20 في المائة، مبرزا أن المغرب يحوي المصنع الوحيد المتخصص في تركيب السيارات على مستوى المغرب العربي.