وكالة «موديز» تخفض مجددا تصنيف اليونان

خبراء «الترويكا» يعودون إلى أثينا الأسبوع المقبل

TT

أعلنت أمس وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني أنها خفضت 3 درجات التصنيف السيادي لليونان إلى بي1 مقابل بي إيه1 سابقا، محذرة من أنها قد تخفضه مجددا بسبب استمرار الصعوبات الاقتصادية ومخاطر عدم السداد بعد 2013، واعتبرت الوكالة أن عملية تصحيح الميزانية في اليونان تظل طموحا جدا.

ووفقا للمصادر، فإن المراقبين يرون أنه على الرغم من التقدم المحرز فإن الدولة اليونانية لا تزال تعاني صعوبات كبيرة في جمع العائدات، مما يبرر تخفيض التصنيف السيادي للبلاد؛ حيث تسند «موديز» تصنيف بي1 إلى اقتصادات تملك ضمانة ضعيفة للتسديد على الأمد البعيد.

وبذلك فإن هذه الوكالة، التي تعتبر إحدى وكالات التصنيف الائتماني الكبرى في العالم، تعتبر أن خطر إعادة جدولة الدين اليوناني لا يمكن استبعاده بالنسبة لليونان بعد 2013 بسبب الشروط الإضافية التي يمكن أن يقررها صندوق النقد الدولي والشركاء الأوروبيون لليونان لتجديد دعمهم لأثينا.

في غضون ذلك، يصل إلى العاصمة أثينا الأسبوع المقبل خبراء ومفتشو لجنة «الترويكا» الممثلة في صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي؛ حيث يصلون مجددا للتحقق من تنفيذ خطة التقشف، وبشكل خاص تنفيذ برنامج 2012 - 2015 متوسط الأمد إلى جانب برامج الخصخصة.

تأتي الزيارة في وقت يشهد تأجيلا ملحوظا في عائدات الدولة، الأمر الذي يشكل خطرا على ميزانية اليونان، ومن المتوقع أن يعلن وزير المالية اليوناني جورج باباقسطنتينو في أبريل (نيسان) المقبل عن إجراءات جديدة بقيمة نحو 1.7 مليار يورو من أجل تغطية العجز في ميزانية 2011. وتستمر زيارة خبراء «الترويكا» للعاصمة اليونانية نحو 3 أيام، ومن المقرر أن تعود مرة أخرى للتحقق النهائي الذي سوف يتم، بناء عليه، منح الضوء لإعطاء اليونان القسط الخامس من المساعدات بقيمة 12 مليار يورو خلال شهر مايو (أيار) المقبل وفقا للتوقعات، وذلك ضمن قروض مساعدات بقيمة 110 مليارات يورو لليونان على مدار 3 سنوات.

على صعيد آخر، ارتفع معدل البطالة في اليونان ليسجل 14.2% في الربع الرابع من العام الماضي 2010؛ حيث يتوقع الاقتصاديون أن تستمر أعداد العاطلين في الارتفاع بسبب الكساد، وإغلاق الكثير من المحلات والمتاجر أبوابها وتسريح آلاف العمال والموظفين. ووفقا لبيانات هيئة الإحصاء اليونانية، فإن ما يقرب من 100 ألف شخص فقدوا وظائفهم في الربع الأخير من عام 2010، مما زاد عدد العاطلين في اليونان إلى أكثر من 712 ألف عاطل، ويتوقع الاقتصاديون استمرار تدهور ظروف العمل في الشهور القليلة الأولى من العام الحالي مع الانتعاش في الربعين الثاني والثالث نتيجة لتحسن أحوال السياحة والصادرات. ويرى الخبراء عدم تراجع أعداد العاطلين على الأقل قبل الربع الأول من عام 2012، وتظل فئة الشباب هي الأكثر تأثرا بحالة الكساد العميقة التي تعانيها اليونان؛ حيث عانى 28% من هؤلاء الشباب ممن تتراوح أعمارهم من 15 إلى 29 عاما البطالة في الربع الرابع من العام الماضي، مقابل 20.4% خلال العام الذي سبقه.