رئيس شركة «توتال»: السعودية أوفت بالتزامها تجاه تعويض نقص النفط الليبي

وزير الصناعة الفرنسي أكد على هامش منتدى نفطي: مشكلة الأسواق المضاربة وليس نقص النفط المعروض

دو مارجوري رئيس شركة توتال التنفيذي (رويترز)
TT

«التحديات الجديدة لصناعة النفط والطاقة»: عنوان «منتدى الـ12» الذي عقد أمس في باريس بدعوة من المعهد الفرنسي للبترول ومجلة «بترو - استراتيجي» التي يديرها بيار ترزيان بحضور وزراء عرب ومسؤولين من شركات نفطية رئيسية وخبراء ودبلوماسيين ومحللين ماليين. وحضره من العالم العربي نائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني ووزير الطاقة الإماراتي محمد الحملي ومستشار وزير النفط السعودي إبراهيم المهنا وجاء منتدى باريس على خلفية الارتفاع الحاد لأسعار النفط في الأسواق العالمية وعلى وقع الهزات التي يشهدها العالم العربي في مشرقه ومغربه فضلا عن الكارثة النووية اليابانية التي أعادت إلى الواجهة أمن المنشآت النووية ومدى إمكانية الاعتماد على النووي مصدرا آمنا للطاقة. وفي كلمته الافتتاحية، اعتبر وزير الصناعة الفرنسي أريك بيسون أن مسؤولية إعادة الأسعار إلى مستويات مقبولة «مسؤولية الجميع»، داعيا البلدان المنتجة والمستهلكة والشركات النفطية إلى «العمل معا» من أجل المحافظة على عودة النمو الاقتصادي التي هي في مصلحة الجميع. وأشار الوزير الفرنسي إلى أن موضوع الطاقة سيكون أحد المحاور الرئيسية التي ستنصب عليها قمة مجموعة العشرين الاقتصادية التي ستنعقد في مدينة كان الساحلية الفرنسية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وتترأس فرنسا هذه المجموعة كما مجموعة الثمانية لعام 2011. ورأى بيسون أن «أساسيات» السوق النفطية ليس فيها ما يبرر الارتفاع الحاد لأسعار النفط حيث إنه لا عجز في الاستجابة للطلب على النفط ولا صعوبات تموينية في أي بلد صناعي رئيسي، التي تمتلك كلها احتياطيا يكفي الاستهلاك لمدة 145 يوما.

ونوه بيسون باستعداد السعودية لتعويض النقص المتأتي عن الصعوبات التي تواجهها ليبيا أو دول نفطية أخرى مرجعا التقلبات الحادة للسوق إلى المضاربات بالدرجة الأولى وميل الأسواق إلى استباق الحركة العامة وهو ما يتغذى من تهديد الاستقرار في عدد من البلدان النفطية أو في الجوار المباشر. ودعا بيسون إلى «الشفافية التامة» في توفير الأرقام الخاصة بالإنتاج والاحتياط والاستهلاك وإلى التعاون بين الأطراف المنتجة والمستهلكة والمسوقة للنفط. وما قاله الوزير الفرنسي لم يشذ عنه الوزراء الآخرون ولا مسؤولو الشركات. وقال الوزير الإماراتي إن الأسواق «حساسة جدا» إزاء الصعوبات الجيو - سياسية خصوصا في العالم العربي وإزاء الكوارث، طبيعية كانت أم غير طبيعية. وإذ شدد الحملي على «واجب» الدول النفطية في المحافظة على الانتعاش الاقتصادي «الهش»، إلا أنه أكد أن الدول المنتجة «غير قادرة على التحكم بالأسواق النفطية الدولية رغم التزامها توفير كميات النفط المطلوبة». ولا يختلف الكلام الرسمي عما تراه الشركات النفطية التي هي المستفيد الأول، إلى جانب البلدان المنتجة، من ارتفاع الأسعار. فقد طمأن كريستوف دو مارجوري، رئيس شركة «توتال» النفطية الفرنسية، الأسواق والمستهلكين بأن العالم لن يمر بأزمة نفطية بفعل العجز عن تلبية طلبات السوق رغم غياب النفط الليبي عنه بسبب المشكلات السياسية التي يعرفها هذا البلد. وقال دو مارجوري الذي كان يتحدث إلى الصحافة على هامش المؤتمر النفطي إنه «لا عجز نفطيا ولا غازيا في الوقت الحاضر» رغم الظروف الراهنة وبالتالي فـ«لا سبب للقلق».

وأضاف رئيس شركة «توتال» أن السعودية «أوفت بالتزامها» التعويض عن نقص النفط الليبي. وقال المسؤول النفطي الفرنسي لـ«الشرق الأوسط» إنه «ليست هناك حاجة لزيادة الإنتاج النفطي في الوقت الحاضر»، مضيفا أن الإعلان عن زيادة هنا أو هناك «ليس هو المهم بل المهم هو ما تقوم به السعودية التي التزمت بتعويض النقص في حال حصوله وهو ما تقوم به». وبحسب دو مارجوري، فإن المطلوب على المدى البعيد هو زيادة الاستثمارات في القطاع النفطي وفي مصادر الطاقة الأخرى ومنها الطاقة البديلة. وكشف دو مارجوري عن أن شركته ستستثمر 5 مليارات يورو حتى عام 2020 لتطوير مصادر طاقة بديلة.