رئيس شركة «أرامكو»: التعاون يضمن موثوقية إمدادات النفط

اعتبر أن كارثة اليابان تدل على ترابط العالم

TT

دعا المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، رئيس «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين، لإيجاد حلول عملية لتحديات الطاقة العالمية، داعيا الدول المصدرة والمستهلكة للنفط للعمل سويا لإيجاد سبل للمواءمة بين احتياجات المنتجين والمستهلكين للخروج بنتائج مقبولة لخدمة مصالح صناعة الطاقة والمجتمعات حول العالم.

وأشار الفالح إلى أن أحداث العالم والكوارث الطبيعية التي شهدها مثل الكوارث التي حدثت في اليابان تؤكد أن العالم يتغير باستمرار ويزداد ترابطا واعتمادا على بعضه البعض. ورغم المشهد الاقتصادي والعالمي المتغير، حذر من تبني الحلول القصيرة المدى لمواجهة التحديات طويلة الأمد، وحث صناعة الطاقة على الثبات على خططها طويلة المدى. وقال الفالح: «ينبغي أن ينظر إلى التقلبات التي تشهدها أسواق النفط يوما بعد يوم والأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام بمنظور حقيقي وإبقائها في سياقها الصحيح، ففي الوقت الذي لا بد أن نظهر فيه مرونة وسرعة في الحركة على المدى القريب، فإن علينا عدم الاكتفاء بردود الأفعال بل تكثيف الجهود لمواصلة الطريق من أجل مستقبل أمثل للطاقة».

وأضاف أنه بالنظر إلى ما حدث من تغيرات مجتمعية وزيادة التطلعات إلى الرخاء بشكل أكبر فإنه يتعين على شركات صناعة النفط أن تتحول من كونها شركات منتجة وموردة وشركات تكرير وتجارة وتسويق للنفط والغاز إلى مؤسسات مسؤولة عن تعزيز التقدم الاجتماعي والاقتصادي المستدام.

وقال: «لقد أصبح من الواضح بشكل متزايد أن النموذج الذي تعمل من خلاله شركات النفط الوطنية والعالمية لتحقيق أهدافها والتزامها يحتاج الآن إلى استخدام معايير مرجعية مختلفة من شأنها أن تعظم استثماراتها الرأسمالية والتقنية والبشرية».

وأوضح أنه لم تعد هناك حلول سهلة لشركات النفط الوطنية أو العالمية على السواء، معربا عن اعتقاده أن الاستدامة الحقيقية للطاقة يجب أن تعامل كمفهوم يشمل مجموعة واسعة من الأولويات المتعلقة بالطاقة والاقتصاد والمجتمع والتقنية والبنية الأساسية والبيئة.

وكان الفالح، يتحدث في منتدى شركات النفط الوطنية والعالمية الذي عقد في باريس والمنبثق عن منتدى الطاقة الدولي الثاني، بعنوان «التصدي لتحدي الاستدامة الحقيقية». وتطرق في كلمته إلى الاتجاهات الاقتصادية المستجدة والحاجة إلى إعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي لتحقيق الاستقرار وتعزيز النمو المستدام، موضحا أنه من الضروري أن تتسم هذه الرؤية بالشمولية بما يحقق أقصى قدر من الاستدامة في مجال الطاقة والأعمال، بما يشمل مستويات المعيشة والتقدم الاجتماعي وحماية البيئة فضلا عن الربحية التي تعتبر عاملا حاسما للوفاء بالالتزامات الأخرى.

وفي عرضه لنجاحات «أرامكو السعودية» في شراكاتها التعاونية مع شركات النفط العالمية ومقدمي الخدمات قال الفالح: «إن لدى أرامكو السعودية قناعة راسخة بإمكانية الاستفادة من هذه الفرص التعاونية ذات النفع المتبادل، ونحن فخورون بشراكاتنا مع كل من الشركات متعددة الجنسيات وشركات النفط الوطنية التي تعمل داخل المملكة وخارجها، والعمل في قطاعات تشمل الغاز الطبيعي والتكرير والتسويق والبيع بالتجزئة والبتروكيماويات».