نائب وزير المالية البوسني: الاستثمارات السعودية في البوسنة عززت العلاقات بين البلدين

فؤاد قاسيموفيتش لـ «الشرق الأوسط»: أتاحت الفرصة للعمال والشركات المحلية

TT

أعرب نائب وزير المالية البوسني فؤاد قاسيموفيتش (61 سنة) عن ترحيبه بالحضور الاستثماري السعودي والخليجي والإسلامي عموما في البوسنة، وسواء عبر منتدى سراييفو الاقتصادي، أو غيره من الآليات. وقال قاسيموفيتش لـ«الشرق الأوسط» بعد توقيع اتفاق مع نائب الرئيس والعضو المنتدب، للبنك السعودي للتنمية، يوسف بن إبراهيم البسام، والذي يقضي بمنح البنك قرضا للبوسنة بقيمة 25.5 مليون دولار لصالح مشروع طريق دائري على خط سراييفو، زينتسا، السيار «حسب الاتفاق فإننا سنبدأ في سداد القرض بعد 5 سنوات من توقيعه، وذلك على مدى 25 عاما». وتابع: «المبلغ سينفق على الطريق الدائري الذي يربط مدينة زينتسا بالطريق السريع، س 5، ونحن نعتبر شروط القرض ميسرة جدا».

وأردف: «أهمية القرض، هو أنه دون شروط كالتي يفرضها علينا البعض، ومنها فرض شركات بعينها لإقامة المشروع، في حين أن القرض السعودي سيجعلنا في سعة من أمرنا وستقوم شركاتنا بجميع الأشغال، وهذا في حد ذاته مساعدة كبيرة من المملكة العربية السعودية للبوسنة والهرسك، فالشركات والمهندسون واليد العاملة جميعهم سيكونون من البوسنة».

وأشار قاسيموفيتش إلى أن هناك مساعي لقيام البنك السعودي للتنمية بتمويل مشاريع أخرى، منها مشروع إعادة المهجرين، بـ18 مليون دولار، ومشروع إعادة بناء وتأهيل، سريبرينيك، بقيمة 4 ملايين يورو.

وفي سياق متصل قال السفير السعودي في البوسنة عيد بن محمد الثقفي، في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» ذكر فيه أن «وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، زار البوسنة بدعوة من الرئيس البوسني المهندس باكر علي عزت بيغوفيتش والتقى به خلال الزيارة، حيث بحثا العلاقات بين البلدين، وسبل تطويرها».

وتابع: «أكد الدكتور العساف خلال مداخلته، في الجلسة الختامية للمنتدى على إمكانية أن تستفيد البوسنة، من المملكة في عملية جلب الاستثمارات الأجنبية، كما أن العمل متواصل لاستكمال المفاوضات الجارية، حول اتفاقيتين هامتين هما اتفاقية تلافي الازدواج الضريبي، واتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات مما سيدفع قدما العلاقات الاقتصادية بين البلدين».

وجاءت هذه الاتفاقات تتويجا، لمنتدى سراييفو للأعمال، الذي أنهى أعماله يوم الجمعة الماضي، والذي شهد توقيع كثير من الاتفاقات في مجالات الطاقة، والزراعة، والبنية التحتية، والسياحة، وتجارة الأخشاب، والتعليم. كما تم توقيع بروتوكول للتعاون بين كليتي الاقتصاد في كل من أنقرة وسراييفو، ومذكرتي تفاهم تركية بوسنية حول التعاون في مجال الهندسة المدنية والصيدلة. في حين لا تزال الشركات المتخصصة في استغلال الفحم الحجري، وتوليد الطاقة الكهربائية، من كوريا الجنوبية تجري المزيد من المفاوضات مع الأطراف البوسنية. وكانت مجموعة «الشدي»، السعودية، قد وقعت اتفاقا مع شركة «أنس درايف» البوسنية للإنشاءات، ومقرها سراييفو،لإنشاء شركة برأسمال قدره 5 ملايين دولار، لتنفيذ مشاريع في المملكة العربية السعودية. كما وقع ممثل المجموعة في البوسنة سليمان الشدي اتفاقا آخر مع شركة «انرغو انفست» العملاقة، أكبر مجموعة هندسية في البوسنة، بقيمة 10 ملايين دولار. وتعتبر شركة «انرغو انفست» المملوكة للحكومة من أنجح الشركات التي عملت في كثير من الدول الأوروبية والعربية، ومنها ليبيا التي كانت تنفذ فيها مشاريع بقيمة 288 مليون دولار. وقد أوقفت الشركة أعمالها في ليبيا بسبب الأحداث التي تشهدها منذ عدة أسابيع. من جهته، قال مدير بنك البوسنة الدولي (بي بي آي)، عامر بوكفيتش، لـ«الشرق الأوسط» في اختتام منتدى سراييفو للأعمال: «المنتدى كان ناجحا، وهو كما نقول دائما صيرورة، وليس حدثا معزولا، أو مرتبطا بفترة زمنية محددة، وإنما المواعيد مجرد محطات لعمل متواصل على مدار العام». وتابع: «يعتبر ناجحا لأننا أثبتنا قدرتنا على إعداد مشاريع مفصلة بالأرقام والصور والفيديو، وواضحة ومفهومة، وتتضمن الأرباح المتوقعة منها في فترة زمنية محددة، ونجحنا في حشد عدد كبير من رجال الأعمال والشخصيات السياسية التي حضرت المنتدى لتتعرف عن قرب على فرص الاستثمار في بلدنا، ولذلك حققنا نتائج جيدة، لكن تطلعاتنا تبقى دائما أكبر». وأردف: «قدمنا 153 مشروعا بقيمة 14.7 مليار يورو، والشيخ صالح كامل أعلن التزامه باستثمار 50 مليون دولار، ووقعنا عددا من الاتفاقات مع الجهات السعودية، والخليجية، والتركية، وتوقيع عقد بين شركة (يورواسفلت) البوسنية، ودولة الإمارات العربية المتحدة،عبر شركة من أبوظبي، لكن النتائج الحقيقية ستظهر خلال الأشهر المقبلة».

تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 300 من كبار رجال الأعمال حول العالم حضروا منتدى سراييفو الاقتصادي، الذي شهدته سراييفو على مدى 3 أيام 6 و7 و8 أبريل (نيسان) الحالي، بالإضافة لممثلين للحكومات من القارات الخمس.