مسؤول كبير في «إيرباص»: اضطرابات الشرق الأوسط قد تكلفنا 40% من طلبات شراء طائراتنا

المنطقة تساهم بمشتريات قيمتها 123 مليار دولار من الشركة الأوروبية

«إيرباص» تستهدف زيادة مبيعات طائراتها من طراز 320A في المنطقة العربية (إ.ب.أ)
TT

قال مسؤول كبير بشركة «إيرباص» إن اضطرابات منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها يمكن أن تكلف الشركة خسارة ما يصل إلى 60 طلب شراء في عام 2011، أو نسبة 40 في المائة من إجمالي طلبات الشراء المتوقعة من أسرع أسواق الطيران تحقيقا للنمو في العالم. وقد أشارت شركات طيران من بينها شركة «مصر للطيران»، ثاني أكبر ناقل في أفريقيا، إلى أنها تحتاج للمزيد من الطائرات، ولكنها لمحت إلى أنه من المستبعد الآن التوقيع على عقود لشراء طائرات جديدة. وذلك حسب ما نسبت وكالة بلومبيرغ إلى حبيب فقيه، رئيس شركة «إيرباص» بمنطقة الشرق الأوسط.

وقد أشارت شركات طيران ومن بينها شركة «مصر للطيران»، ثاني أكبر ناقل في أفريقيا، إلى أنها تحتاج للمزيد من الطائرات، ولكنها لمحت إلى أنه من المستبعد الآن التوقيع على عقود لشراء طائرات جديدة، حسبما ذكر حبيب فقيه، رئيس شركة «إيرباص» بمنطقة الشرق الأوسط. وقال فقيه في مقابلة بمدينة دبي: «أعتقد أننا يمكن أن نصل إلى 90 أو 100 طلب شراء. وقبل الاضطرابات، كان يمكنني أن أقول 150 طلب شراء بسهولة. وكانت هذه الإمكانية موجودة في بداية العام الحالي ببعض الدول التي تعاني من اضطرابات اليوم».

وصرح فقيه أول من أمس: «قد تحتاج شركة إيرباص، التي أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الناقلين العرب لتوسعة سجل طلبات الشراء الخاصة بها إلى مراجعة (العدد المحدود) من طلبات التسليم مع انتشار المظاهرات المطالبة بتغيير الحكومات وتحسين معايير الحياة من تونس ومصر إلى اليمن وسورية والبحرين وليبيا».

وتساهم منطقة الشرق الأوسط بنحو ربع القيمة الإجمالية لطلبات الشراء الخاصة بشركة «إيرباص» وبطلبيات تصل قيمتها إلى 492 مليار دولار، حسب قائمة الأسعار. ومنذ عقد مضى، كانت هذه الطلبات تسجل بالكاد على سجلات الشركة. ويتوقع فقيه أن تؤدي الاضطرابات السياسية إلى تأجيل المبيعات بدلا من خسارتها تماما.

وقال رئيس شركة «إيرباص» بمنطقة الشرق الأوسط، حسب ما نقلت وكالة بلومبيرغ إن «هذه الاضطرابات سوف تترك تأثيرا محدودا على مبيعات الشركة، ولكنها لن تلحق تأثيرا بنمو الشركة على المدى الطويل». وتابع بقوله: «بالطبع، أنا أشعر بالقلق، وسوف تترك هذه الاضطرابات نتائج جيوسياسية واقتصادية، ولكن النقل الجوي لن يختفي مهما حدث. وتمتلك المنطقة هذه الإمكانية الضخمة للتنمية والنمو». وما زال الطلب القادم من منطقة الشرق الأوسط أعلى مقارنة بالطلب القادم من دول أوروبا وآسيا، حتى على الرغم من «عدم حدوث أي شيء درامي جدا» في هذه المناطق.

وبمجرد استقرار الأمور في مصر على وجه الخصوص، سوف يتم استئناف تدفق المسافرين إلى واحدة من أكثر الوجهات السياحية تكدسا بالسكان في العالم، وهو ما قد يحفز الطلب على الطائرات. ومن المحتمل أن تقود الاقتصاديات الأكثر استقرارا في منطقة الخليج الطلبات القادمة من منطقة الشرق الأوسط، حيث تنشئ شركات «طيران الإمارات» و«طيران الاتحاد» و«الخطوط الجوية القطرية» محاور سفر بين القارات من أجل التفوق على منافسين أوروبيين وأميركيين. وسوف يتراجع طلب منطقة الشرق الأوسط على طائرات A380 العملاقة بشكل أكبر من ذي قبل، حسبما ذكر فقيه الذي بدأ حياته المهنية في شركة «الخطوط التونسية»، الناقل الرسمي لتونس في عام 1976، ثم انضم إلى شركة صناعة الطائرات الأوروبية في عام 1986، التي كانت تتلقى في ذلك الحين أقل من 10 طلبات شراء محتملة.

وعبرت «الخطوط الجوية القطرية» عن اهتمام بإضافة المزيد من طائرات إيرباص A380 إلى قائمة طلبات الشراء الخاصة بها والتي تضم خمس طائرات، وذلك بعد اختيار قطر لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، وهي الخطوة التي يتوقع أن تساهم في تحفيز المبيعات، حسبما ذكر فقيه. وذكر فقيه أن شركة «الخطوط الجوية السعودية»، ثالث أكبر ناقل في منطقة الشرق الأوسط اعتمادا على بيانات حركة النقل الجوي في عام 2009 وأحد أكثر خطوط الطيران ازدحاما في العالم خلال موسم الحج، قد تصبح زبونا آخرا للطائرات العملاقة اعتمادا على نتيجة المراجعة لأسطولها. ويمكن أن تضيف شركة «طيران الإمارات»، أكبر زبون للطائرات العملاقة بعدد 90 طائرة على قائمة طلبات الشراء، المزيد من الطائرات المطلوبة للشراء إذا نجحت في توفير منافذ الإقلاع والهبوط لطائراتها في المطارات المستهدفة، وأفاد بأن نموذج الطائرات العملاقة بات ينظر إليه على أنه «العمود الفقري لأسطول» شركة «طيران الإمارات» التي تتخذ من إمارة دبي مقرا لها وبعض مشغلي النقل الجوي الآخرين في الدول الخليجية. وأفاد فقيه بأن شركة «مصر للطيران» تعتبر عميلا محتملا أيضا لطائرات A380 العملاقة على المدى الطويل، لأن الشركة التي تتخذ من العاصمة المصرية القاهرة مقرا لها وسوف تحتاج إلى «نفس السلاح» من أجل المنافسة مع نظرائها الإقليميين.

وأشار فقيه إلى أن شركة «إيرباص» قد بدأت أيضا في التفاوض مع أربعة أو خمسة عملاء من أجل الحصول على «العشرات» من طائرات A320 الجديدة التي تنتجها الشركة، وهي النسخة الجديدة التي أعادت شركة صناعة الطائرات الأوروبية تصميم محركها من سلسلة الطائرات التي تحتوي على جناح داخلي فردي. وعبر فقيه عن أمله في توقيع صفقة بيع واحدة على الأقل لهذه الطائرات خلال العام الحالي.

وقالت شركة «إيرباص»، وهي وحدة من شركة الطيران والدفاع والفضاء الأوروبية خلال الشهر الحالي إنها سوف تطرح نماذج جديدة من طائرات A320 تمهيدا لدخولها الخدمة بحلول شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015، وأفادت بأن نموذج الطائرة الجديدة «يجتذب الكثير من الاهتمام».

وقال فقيه: «هناك العديد من الدول في المنطقة تستخدم حاليا طائرات A320 بالفعل في أساطيلها، لذا فإن الخطوة التالية ستكون طرح طائرة A320 الجديدة». وقد أدت التأخيرات المتتالية في تسليم طلبات شراء طائرة «787 دريملانر» التابعة لشركة بوينغ، المقرر تسليمها خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى المساعدة في زيادة مبيعات شركة «إيرباص» من نموذج A330 الحالي بسبب سعي شركات الطيران لسد الفجوة. وصرح فقيه بقوله: «يشتري عدد كبير من الزبائن طائرات A330 على الرغم من شرائهم طائرات بوينغ 787. وهذا يعني أن طائرات A330 لا تزال تمثل خيارا جذابا».

وأشار فقيه إلى أن شركة «إيرباص» تستهدف التوسع في مبيعات طائرات A350 بشكل إضافي في مصر ولبنان والمغرب والجزائر والأردن. وتجدر الإشارة إلى أن أسهم شركة «إيرباص» كانت قد أغلقت على انخفاض بنسبة 0.2 في المائة حيث وصل قيمة سهم الشركة إلى 20.88 يورو في بورصة باريس. وكانت أسهم الشركة قد حققت مكاسب بنسبة 20 في المائة خلال العام الحالي، وهو ما رفع قيمة رأسمال الشركة إلى 17.1 مليار يورو أي ما يعادل (25 مليار دولار).