وكالة الطاقة الدولية تدق جرس إنذار مخاطر ارتفاع النفط على اقتصاديات العالم

قالت في تقريرها الشهري: فائض الطاقة لدى «أوبك» مطمئن

غالون البنزين قارب 5 دولارات في ولاية كاليفورنيا (أ.ب)
TT

دقت وكالة الطاقة الدولية أمس جرس الإنذار من مخاطر ارتفاع أسعار النفط على معدلات النمو في الاقتصاديات العالمية. وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير اطلعت عليه «الشرق الأوسط» إن الاستهلاك العالمي للنفط هذا العام سيرتفع بمعدل 1.4 مليون برميل يوميا (نحو 1.6%) في المتوسط إلى 89.4 مليون برميل يوميا. وقالت الوكالة الدولية التي تراقب إمدادات الطاقة لدول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي ويوجد مقرها في باريس في تقريرها عن النفط لشهر مارس (آذار) الماضي «الإحصائيات الأولية تظهر أن الطلب العالمي على النفط يتباطأ وإن الإمدادات العالمية تضعف بسبب اضطرابات الأوضاع السياسية في ليبيا التي أثرت على الطاقة الفائضة في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)». وقالت الوكالة إن هنالك مخاطر رئيسية على الانتعاش الاقتصادي العالمي إذا واصلت أسعار النفط مستوياتها فوق 100 دولار للبرميل. وذكرت في التقرير أن أسعار النفط للعقود الفورية ارتفعت بمعدلات تراوحت بين (10 - 15%) خلال شهر مارس بسبب توقف الإنتاج الليبي والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط. وقالت إن هامش الأرباح على المنتجات النفطية المكررة انخفض بسبب ارتفاع أسعار الخامات، خاصة الخام الخفيف (سويت لايت كرود). وذكرت في التقرير أن إنتاج النفط العالمي انخفض بمقدار 700 ألف برميل في شهر مارس إلى 88.3 مليون برميل يوميا بسبب توقف الإنتاج الليبي. وقالت إن إنتاج الدول خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ارتفع خلال الشهر الماضي بمقدار 200 ألف برميل يوميا إلى 53.3 مليون برميل يوميا. وقالت: هذه الزيادة تحدث رغم أن الاضطرابات السياسية والاحتجاجات في كل من اليمن وسلطنة عمان والجابون وساحل العاج، وهي دول منتجة للنفط وليست أعضاء في «أوبك» خفضت الإنتاج في المتوسط بنحو 100 ألف برميل يوميا. ويذكر أن أسعار خام برنت ارتفعت فوق 125 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي، كما ارتفع خام غرب تكساس، الخام الخفيف الأميركي في 7 أبريل (نيسان) إلى 109 دولارات للبرميل حينما هاجم العقيد القذافي آبار النفط. وكان صندوق النقد الدولي قد خفض أمس توقعاته لنمو الاقتصاد الأميركي بسبب أسعار الوقود التي وصلت أسعارها إلى قرابة 5 دولارات للغالون في ولاية كاليفورنيا وفوق 4 دولارات في المتوسط في السوق الأميركية. وتوقع الصندوق في تقريره السنوي أمس أن ينمو الاقتصاد الأميركي بمعدل 2.8% هذا العام بدلا من توقعاته السابقة (3.0%). وقالت وكالة الطاقة الدولية في التقرير إن أسعار النفط المرتفعة بدأت تؤثر على نمو الطلب على النفط وأضافت أن حدة الأسعار قد تهدأ في نهاية المطاف بعد حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي.

وقالت الوكالة التي تقدم المشورة إلى 28 دولة صناعية بشأن سياسة الطاقة «يستبعد معظم المحللين أن تأخذ (أوبك) موقفا رسميا.. وهذا يترك خيارا غير مستساغ لانحسار حدة الأسعار.. وهو التباطؤ الاقتصادي وضعف نمو الطلب». وحذرت الوكالة من تناقص المخزونات العالمية إذا استمر انخفاض الإمدادات. وقالت في هذا الصدد «نظريا إذا استمرت الإمدادات العالمية عند مستويات مارس لباقي 2011 فإن مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد تنخفض مقتربة من أدنى مستوياتها في 5 سنوات بحلول ديسمبر (كانون الأول)». لكن الوكالة قالت إنها تعتقد أن الفائض في طاقة إنتاج «أوبك» عند مستوى قدره 3.91 مليون برميل يوميا مطمئن.

إلى ذلك قال مصرف «دويتشه بنك» الألماني أمس الثلاثاء إنه رفع توقعاته لسعر خام برنت في 2011 إلى 117.50 دولار للبرميل من 107.75 دولار. وذلك في المتوسط، كما رفع البنك توقعاته لسعر الخام في عام 2015 إلى 125 دولارا للبرميل من 105 دولارات. ويذكر أن منظمة أوبك قالت أمس الثلاثاء إن سعر خام المنظمة ارتفع بشكل أكبر فوق حاجز 120 دولارا للبرميل في بداية تعاملات الأسبوع.

وزاد خام نفط أوبك إلى 120.30 دولار للبرميل (159 لترا) يوم الاثنين بارتفاع قدره 29 سنتا عن نهاية تعاملات الأسبوع الماضي. وذلك وفقا لما ذكرته «أوبك» في موقعها الإلكتروني.