وفاة مفاجئة للملياردير الكويتي ناصر الخرافي في القاهرة إثر أزمة قلبية

تساؤلات حول من سيدير «إمبراطوريته»

TT

غيب الموت في القاهرة فجر أمس الملياردير الكويتي ناصر الخرافي (67 عاما)، بعد أن فاجأته أزمة قلبية حادة نقل على أثرها إلى مستشفى «السلام الدولي» بمنطقة المعادي (غرب القاهرة)، إلا أن روحه فاضت إلى بارئها.

وفتحت هذه الوفاة المفاجئة، التي أحدثت هزة في سوق المال الكويتي وأدت إلى تراجع كبير في مؤشر بورصة الكويت بلغ 45 نقطة لدى إقفاله أمس، التساؤلات حول مستقبل الإمبراطورية الاقتصادية التي كان يديرها الخرافي وتمتد استثماراتها في نحو 28 دولة، خاصة أن الخرافي الذي وضعته «مجلة فوربس» المتخصصة في تتبع ثروات الأغنياء في تقريرها الأخير في المرتبة رقم 77 ضمن قائمة أغنى أغنياء العالم؛ إذ قدرت ثروته بنحو 10.4 مليار دولار يتمتع بـ«كاريزما» خاصة ونفوذ كبير.

وتشير توقعات لخبراء يتابعون المجموعات المالية الكبرى إلى أنه قد يتحمل عبء إدارة مجموعة الخرافي رجل الأعمال الشاب مرزوق، النجل الأكبر لـ«ناصر الخرافي»، الذي يشغل حاليا نائب رئيس المجموعة ورئيس أكبر استثماراتها مجموعة «أميركانا» المنتشرة في العالم العربي.

ومرزوق الخرافي، الحاصل على شهادة البكالوريوس في المال وإدارة الأعمال من جامعة الكويت، عضو في عدة مجالس إدارية في عدة شركات تابعة للمجموعة الكويتية.

يشار إلى أن الخرافي كان شخصية ذات تأثير في السعي لنجاح خطوة «اتصالات»، ومقرها الإمارات، للاستحواذ على حصة 46% في «زين». وكانت شركة «الخير الوطنية للأسهم والعقارات»، الخاضعة لسيطرة «مجموعة الخرافي»، تترأس المحادثات مع «اتصالات» حول شراء حصة في «زين»، إلا أن الصفقة فشلت، وعزت «اتصالات» قرارها بالتخلي عن الخطوة البالغة قيمتها 12 مليار دولار إلى الاضطرابات السياسية في المنطقة وغياب اتفاق بين مساهمي «زين».

وتشمل «إمبراطورية الخرافي»، التي تم إطلاقها في البدء كشركة وطنية للأشغال الهندسية والكهربائية، ثم تحولت، بعد أن امتد نشاطها في أوروبا وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، إلى مؤسسة ذات سمعة عالمية، قطاعات متعددة في مجالات الهندسة والمقاولات والصيانة وأعمال النفط والمياه والكيماويات والطاقة، وقطاعات أخرى من بينها المقاولات والإنتاج الصناعي وتجارة التجزئة والبنوك والاتصالات والإعلام، إضافة إلى استثمارات في كبرى المؤسسات المالية الكويتية والشركات المدرجة بالبورصة.

واختص الخرافي مصر بنصيب وافر من استثماراته، وقدر مصدر مسؤول في المجموعة بالقاهرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إجمالي تلك الاستثمارات بنحو 7 مليارات دولار توزعت في 35 قطاعا، أبرزها المطارات والعقارات والسياحة والاتصالات والتكنولوجيا والإعلام.

وتعد «الشركة القابضة المصرية - الكويتية» الذراع الاستثمارية لمجموعة الخرافي في مصر، وهبط سهمها الدولاري في البورصة المصرية لدى الإقفال أمس أكثر من 8% ليبلغ 1.23 دولار، ويحسب لمجموعة الخرافي أنها من أوائل المجموعات الخليجية الكبرى التي تنبهت إلى الاستثمار في مصر منذ السبعينات.

ومن أهم استثمارات الخرافي أيضا في مصر مطار مرسى علم الدولي، الذي شيدته المجموعة بنظام «بي أو تي»، بتكلفة إجمالية بلغت نحو 2.1 مليار دولار، إضافة إلى مشروع «بورت غالب»، الذي يضم مارينا بسعة 1050 يختا، وتعد أكبر مارينا لليخوت في الشرق الأوسط، إلى جانب مجمع عقاري ضخم، كما امتدت إلى الطاقة والإعلام.

وأحب الخرافي مصر منذ أن كان طالبا في مدرسة «فيكتوريا» بالإسكندرية وليس غريبا أن يكون كل رجال الإدارة العليا في شركاته ومؤسساته في 28 دولة من المصريين، حتى إنه أوكل للمهندس إبراهيم صالح مؤخرا رئاسة المجموعة في مصر، وهي المرة الأولى التي يتولى فيها مصري رئاسة فرع للمجموعة من خارج العائلة.