السوريون يسحبون مدخراتهم لشراء سبائك الذهب

رئيس جمعية الصاغة: قوة الليرة حولت الناس من الدولار

TT

على الرغم من ارتفاع أسعاره إلى مستويات غير مسبوقة، تشهد سوق الذهب في سورية إقبالا كبيرا على شراء سبائك الذهب على حساب الذهب المشغول الذي يعاني جمودا واضحا في الإقبال عليه.

وتشير المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» إلى أن السحوبات التي قام بها مواطنون سوريون لأرصدتهم من المصارف على الرغم من محدوديتها توجه قسم أساسي منها نحو شراء الذهب، وذلك مع توقف فورة اقتناء الدولار في ظل قدرة «المركزي السوري» على دعم الليرة ومنع تراجعها عبر ضخ الدولار بشكل استوعب الطلب عليه.

وذكر جورج صارجي، رئيس جمعية الصاغة في سورية أن «السوريين (الذين يجري الذهب في دمهم، على حد قوله) أقبلوا على تحويل جزء من مدخراتهم إلى الذهب عبر شراء ليرات وأونصات، مفضلين إياها على المصاغ الذي يدفع عليه عادة أجرة الشغل». وأوضح، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه في دمشق وحدها يجري يوميا شراء نحو 500 ليرة ذهب (سعر ليرة الذهب 17 ألف ليرة) ونحو 300 إلى 400 أونصة (سعر الأونصة حاليا 72 ألف ليرة)»، معتبرا «أن هذا السلوك يعتبر طبيعيا وإن كان يعبر عن خوف الناس من الأحداث التي تشهدها البلاد»، موضحا في هذا السياق أن «الإقبال على شراء سبائك الذهب بدأ يسير في الاتجاه المعاكس مع وقف حركة السحوبات من المصارف وبدء حركة الإيداع من جديد بعدما تأكد للناس أن الليرة ثابتة وقوية»، مشيرا إلى أن «الكثير من ورش الذهب تحولت من الذهب المشغول إلى صك الليرات والأونصات لتلبية الطلب المتزايد عليها».

ورأى صارجي أن «إقبال السوريين على الذهب يعود إلى أكثر من سبب، أولها ربما يكون الأحداث التي تشهدها البلاد، إلا أن السبب الرئيسي هو ارتفاع أسعار الذهب وسط توقعات بالمزيد من الارتفاع».

وفي هذا السياق توقع صارجي أن «تصل الأونصة إلى 2000 دولار في غضون الأشهر القليلة المقبلة، وذلك بسبب الدين الأميركي من جهة والإقبال الكبير على الذهب في الهند والصين من جهة أخرى»، متوقعا أن «لا رجعة للذهب إلى الوراء».

هذا وتشهد معظم المدن السورية إقبالا على شراء الذهب من الليرات والأونصات، وتبدو حلب الأعلى؛ حيث يسجل فيها يوميا شراء أكثر من 1000 ليرة ذهب و700 أونصة، تليها دمشق فباقي المدن بدرجات متفاوتة. هذا ويشكل الذهب في مفهوم السوريين إحدى أبرز وسائل الادخار، وعلى الرغم من ظهور قنوات كثيرة للاستثمار أمامهم في السنوات الأخيرة كالأسهم والإيداعات فإن الذهب ظل قناة مهمة للادخار. وفي هذا السياق نصح صارجي بعدم المبالغة في شراء الذهب، خاصة أن وضع الليرة مستقر وهناك قدرة على تلبية الطلب على الدولار للأفراد وللاقتصاد. يُذكر أن غرام الذهب عيار 21 سجل أمس الاثنين 2010 ليرات.