السعودية: الانتهاء من بناء أطول خط حديدي في البلاد مخصص لنقل خامات المعادن

الرئيس التنفيذي لشركة «سار» لـ«الشرق الأوسط»: تسيير قطار يوميا بحمولة 15 ألف طن

قطار تجريبي بعد الانتهاء من بناء خط السكة الحديد («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مسؤول سعودي أمس لـ«الشرق الأوسط»، أن السعودية أنهت أطول خط حديدي في تاريخها (قطار الشمال - الجنوب) بطول يصل إلى 1384 كيلومترا لنقل خامات المعادن من مناطق شمال ووسط البلاد إلى مدينة راس الزور التعدينية على الخليج العربي.

وقال الدكتور رميح الرميح الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) إن الشركة أكملت بناء الخط التعديني من مناجم الفوسفات بحزم الجلاميد بالمنطقة الشمالية إلى مناطق التصنيع برأس الزور على الخليج العربي بالمنطقة الشرقية بطول يبلغ 1384 كم تقريبا، موضحا أن المشغل شركة «رايتس» الهندية، تجري اختباراتها على الخط الحديدي في الفترة الراهنة للتأكد من جاهزيته تمهيدا لبدء تشغيل المشروع.

يشار إلى أن الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) شركة حكومية مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثمارية لوزارة المالية السعودية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «سار» إن الشركة ستبدأ العمل على خط التعدين وهو الخط الرئيسي ضمن مشروع «قطار الشمال - الجنوب» بشكل تدريجي حتى تحقق خطة التشغيل لنقل خام الفوسفات لشركة «معادن»، مشددا على أن الطاقة التشغيلية لشبكة الخطوط الحديدية التي تنجزها الشركة ستحقق نقلة نوعية في قطاع النقل على مستوى البلاد، وأضاف: «ستبلغ ذروتها عند إكمال المشاريع كافة التي تخطط لها الشركة»، وبين أن الشركة بدأت منذ فترة التنسيق مع الشركات الكبرى لنقل منتجاتها مثل شركة «أرامكو السعودية» وشركة «سابك» وشركات الإسمنت وغيرها من الشركات التي تمتلك مشاريع في شمال ووسط وشرق السعودية.

وأوضح الدكتور رميح الرميح أن القطارات المخصصة لنقل خام الفوسفات سيبلغ طول القطار فيها 155 عربة بحمولة تصل إلى 15000 طن، حيث من المتوقع أن تستغرق الرحلة من الجلاميد إلى رأس الزور 24 ساعة تقريبا بحسب الخطة التشغيلية لها، مشيرا إلى أن الأرقام قد تتغير بناء على عوامل التشغيل الحقيقية.

وبحسب الرئيس التنفيذي، فإن شركة «سار» طرحت 6 عقود بنحو 249 مليون ريال (66.4 مليون دولار) لتوفير معدات لصيانة الخط الحديدي تشمل معدات دك السكة ومعدات كشف العيوب ومعدات تبديل العوارض الإسمنتية ومعدات إزالة الرمال ورافعات، كما «تم طرح منافسة الورش الرئيسية للمشروع والمقرر بناؤها بالنعيرية وسنتسلم العروض في شهر مايو (أيار) المقبل».

وفي السياق ذاته، قال الدكتور الرميح إن الشركة تنفذ في الفترة الحالية مشروعها الفرعي «قطار الركاب» ضمن مشروع «قطار الشمال - الجنوب»، الذي يبلغ طوله 1300 كيلومترا، حيث سيربط العاصمة الرياض بمناطق الحدود الشمالية، مبينا أن الشركة أنهت أكثر من 700 كيلومتر وسيستغرق بناء المتبقي سنتين على الأقل.

ويترافق مع مشروع «قطار الركاب» بناء ست محطات على طول الخط الحديدي، حيث أكد الدكتور الرميح أن شركة «سار» تنتظر العروض المالية والفنية لتنفيذ المشروع من 14 شركة تتنافس على تنفيذ المشروع في شهر مايو المقبل.

يشار إلى أن حجم العقود التي تم توقيعها لصالح مشروع «قطار الشمال - الجنوب» حتى الآن تجاوزت 16 مليار ريال (4.266 مليار دولار)، في حين أكد الرئيس التنفيذي أن الشركة تعمل حاليا على إنهاء باقي المنافسات المتعلقة بالمشروع.

وأكد الدكتور الرميح على أن شركة «سار» تعمل مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع لإنجاز وثائق مشروع ربط مدينة راس الزور من مصانع وموانئ الجبيل بخط حديدي، وقال إن الشركة تحرص على التعاون مع الغرف التجارية والصناعية لما يخدم صناعة الخطوط الحديدية في السعودية، مشيرا إلى مذكرة التفاهم التي وقعتها الشركة مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لنقل وتوطين صناعة الخطوط الحديدية، وقال إن الشركة تبني علاقات شراكة مع الجامعات لإيجاد حلول للمشكلات البيئية والفنية التي تواجهها كما تحرص على بناء علاقات شراكة مع المؤسسة العامة للتدريب التقني لتوفير الكوادر التي تحتاجها في تشغيل وصيانة مشاريعها.

ولمح الدكتور رميح الرميح إلى أن الربط الدولي مرحلة مهمة لمشروع شركة «سار»، مؤكدا أن الشركة تخطط لتوقيع اتفاقيات مع الجانب الأردني للربط شمالا مع الأردن وسورية وتركيا وأوروبا كما تعمل الشركة مع دول مجلس التعاون الخليجي لربط مشروع «قطار الشمال - الجنوب» بمشروع سكة دول مجلس التعاون الخليجي.

من جانب آخر، أكد الدكتور رميح الرميح أن الشركة جادة في توفير كوادر لتشغيل المشروع بالكامل عند إنجاز جميع أجزائه بالكامل نهاية عام 2013، حيث قال إن شركة «سار» أنهت تأهيل أكثر من أربعين مهندسا في المجالات المختلفة في السكك الحديدية، لافتا إلى أن «سار» اتفقت مع الشركة المشغلة لتوظيف مجموعة من السعوديين لتأهيلهم للعمل في المشروع بعد أن يتم تدريبهم داخل وخارج السعودية.

وأكد الدكتور رميح الرميح أن الشركة حريصة على إنجاز مشاريعها ضمن الجدول الزمني الذي وضعته، حيث قال إن إنهاء العمل في مشروع بهذا الحجم والانتشار الجغرافي تحكمه عوامل عديدة وتسعى الشركة إلى أن يتم إنجاز جميع أجزاء المشروع في الوقت المحدد.