الهند تسلم مصر دعوة لحضور القمة الثانية لـ«منتدى الهند ـ أفريقيا» بإثيوبيا

يبدأ فعالياته أواخر الشهر الحالي بهدف زيادة التعاون بين الطرفين

TT

يصل اليوم إلى القاهرة وزير الدولة الهندي لشؤون النقل جيتين براسادا في زيارة رسمية لمصر، يقوم خلالها بتسليم دعوة رسمية من الدكتور مانموهان سينغ رئيس الوزراء الهندي إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي، لحضور القمة الثانية لمنتدى الهند - أفريقيا، التي ستعقد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 20 مايو (أيار) المقبل بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وتهدف القمة إلى تنمية التعاون بين كل من أفريقيا والهند في المجالات الاقتصادية، والسياسية، ويشارك في المنتدى من الطرف الهندي وفد حكومي برئاسة رئيس وزراء الهند، بالإضافة لوفود من رجال الأعمال والقطاع الخاص، ويمثل أفريقيا في المنتدى رئيس الاتحاد الأفريقي الحالي (دولة غينيا الاستوائية)، بالإضافة إلى الكيانات والتجمعات الاقتصادية في القارة مثل رئيس اتحاد المغرب العربي ورئيس تجمع الساحل والصحراء ورئيس الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) ورئيس الجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا ورئيس الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي ورئيس مجموعة دول شرق أفريقيا ورئيس تجمع الكوميسا، بالإضافة لدول مبادرة نيباد.

وعلى الرغم من إدراك الهند لحجم المنافسة القوية التي قد تواجهها في أفريقيا، خاصة من قبل الولايات المتحدة والصين فإن أفريقيا الغنية سواء من حيث الموارد أو عدد الأصوات في الجمعية العامة للأمم المتحدة تدفعها للمضي قدما في هذا الاتجاه.

وتصل التجارة البينية بين الهند وأفريقيا إلى نحو 40 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 12 ضعفا عما كانت عليه قبل سبع سنوات حين بلغت ثلاثة مليارات دولار. وتشير دراسة جديدة أجراها اتحاد الصناعة والتجارة الهندي إلى أن «الوقت ملائم جدا لكي تجري الهند تقييما واقعيا للفرص التجارية التي تتيحها أفريقيا»، وكان الطرفان قد اتفقا في القمة الأولى، التي عقدت في نيودلهي في 2008 على تقديم الهند لقروض لمدة خمس سنوات لتحفز تطوير البنية التحتية في أفريقيا، تشمل تطوير السكك الحديدية وتكنولوجيا المعلومات وتوليد الطاقة، وتنويع المحاصيل. بالإضافة إلى المبالغ الأخرى التي تعهدت الهند بتقديمها في شكل منح للدول الأفريقية تبلغ قيمتها نحو 600 مليون دولار.

وتسعى الهند لتعزيز التعاون على جميع المستويات، خاصة في مجال الطاقة، حيث يشكل النفط الأفريقي الخام 61 في المائة من صادرات أفريقيا للهند، يليه من حيث الأهمية الذهب والفوسفات وخام النحاس. وتشكل الأخشاب أيضا واردات زراعية كبيرة من جانب الهند من الدول الأفريقية. ومن ناحية أخرى، تعتبر الهند من الدول الرئيسية التي تصدر السلع الوسيطة أو المصنعة إلى أفريقيا.

وتسعى الهند على المستوى السياسي إلى الاستفادة من القوة التصويتية للدول الأفريقية في التجمعات الدولية، بالإضافة إلى التعاون بينهما في مجالات تعزيز الديمقراطية، خاصة أن الهند تصنف على أنها أكبر الديمقراطيات في العالم من حيث عدد السكان وتسعى الدول الأفريقية على الصعيد السياسي للاستفادة من التجربة الديمقراطية في الهند.

وقال الدكتور محمود أبو العينين عميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية بالقاهرة: إن الهدف من هذا المنتدى في الأساس زيادة التعاون الاقتصادي بين الطرفين، فالهند بدأت بالفعل التنافس مع الصين والولايات المتحدة بالقارة وأصبح لها نفوذ اقتصادي بالقارة.

وتابع أبو العينين: «علاقات الهند التاريخية مع دول القارة تسهل كثيرا من مهمتها الاقتصادية، بالإضافة لوجود كثير من الهنود الذين يسكنون شرق القارة ويسهلون حركة التجارة بين الجانبين».

وأضاف أبو العينين أن المنتدى يجلب الكثير من المزايا الاقتصادية للطرفين، خاصة الشركات الهندية التي يوفر لها المنتدى فرصة الدخول في السوق الأفريقية الكبيرة، خاصة في مجال التكنولوجيا، أما الدول الأفريقية فتستفيد من هذا التعاون في توسيع دائرة شركائها الاقتصاديين التي تتركز بشكل أساسي على أوروبا والولايات المتحدة والصين.