دراسة متخصصة: دولتان خليجيتان ضمن قائمة الـ50 وجهة الأولى سياحيا في العالم

تونس ومصر تتراجعان في التصنيف وسويسرا تتربع على العرش السياحي العالمي

TT

توصلت دراسة متخصصة في السوق السياحية العالمية إلى أن سويسرا لا تزال تتصدر قائمة الوجهات السياحية الرائدة، فيما دخلت ثلاثة من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قائمة البلدان الـ50 الأولى.

واندرجت ثلاث من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في قائمة الدول الخمسين الأولى للوجهات السياحية الرائدة، فجاءت البحرين في المرتبة الـ40، وقطر في المرتبة الـ42، وتونس في المرتبة الـ47، في حين تراجعت الوجهات التقليدية في شمال أفريقيا مثل تونس ومصر في التصنيف. وأظهرت أحدث دراسة أجراها المنتدى الاقتصادي العالمي، بالتعاون مع «بوز آند كومباني»، أن ثلاثا من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اندرجت في قائمة الدول الخمسين الأولى للوجهات السياحية الرائدة، منها تونس في المرتبة الـ47 ومع ذلك، فإن الاتجاهات في القائمة تبين بوضوح أن الوجهات التقليدية في شمال أفريقيا مثل تونس ومصر تتراجع في التصنيف.

بينما تواصل الدول العربية الخليجية التقدم في مسرح السياحة والسفر العالمي مع استثمارات داعمة في تطوير الأطر التنظيمية، وبيئة العمل، والبنية التحتية، خصوصا الموارد البشرية والثقافية والطبيعية لتتفوق على بلدان شمال أفريقيا.

وتشير الدراسة إلى أن مصر تحتل المرتبة الـ75 حاليا، لكنها فقدت سبع مراتب على مدى السنوات الأربع الماضية. في المقابل، تقدمت مملكة البحرين ثماني مراتب منذ عام 2008. وتقدمت سلطنة عمان أكثر إذ صعدت 15 مرتبة لتحل في المرتبة الـ61. وتعتبر الدراسة أن الاضطرابات السياسية الحالية في الكثير من دول شمال أفريقيا والدول العربية قد يكون لها تأثير سلبي على الوضع العام، على الأقل في المدى القصير «فعلى سبيل المثال، أرجئ حدث سياحي كبير في البحرين في مارس (آذار) الماضي هو سباق ضمن بطولة العالم لسيارات فورميولا1».

وقال نبيه مارون، الشريك في «بوز آند كومباني»: «إذا استقر الوضع السياسي، يمكن للدول المعنية أن تعوض ما فاتها بسرعة، وتفتح أسواقها لمزيد من الاستثمارات السياحية، في موازاة التركيز على تحسين بيئة العمل ككل، الأمر الذي سيكون له أثر إيجابي ودائم على القدرة التنافسية للسياحة».

وعلى الرغم من كل هذا، تعتبر الدراسة أن أوروبا لا تزال حاضرة بقوة في المراتب العشر الأولى. فهناك سبع وجهات أوروبية تحتل مواقع في هذه المجموعة. أما بالنسبة إلى الخاسرين الأوروبيين في الدراسة فتبرز اليونان والبرتغال. وتعكس النتائج الخاصة بهاتين الوجهتين السياحيتين الرائجتين إلى حد كبير تبعات الأزمة الاقتصادية وأزمة الديون اللتين ضربتا البلدين بقوة، ففي اليونان، على سبيل المثال، بدت آثار الإضرابات العامة على الحركة الجوية، وبالتالي على السياحة، واضحة. وتعاني البرتغال خصوصا نتيجة نقص الأموال اللازمة للاستثمارات في البنية التحتية التي يجب القيام بها بصورة عاجلة، وقد تراجعت البلاد ثلاث مراتب مقارنة مع عام 2008، وباتت الآن في المرتبة الـ18 فقط وفقا لما توصلت إليه الدراسة، ولا تحتل اليونان حاليا أكثر من المرتبة الـ29 في القائمة الحالية، متراجعة من المرتبة الـ22 عام 2008.

وترى الدراسة أن هناك فائزا حقيقيا في دراسة هذا العام هو مونتينيغرو (الجبل الأسود)، فالدولة الواقعة في منطقة البلقان ذهبت إلى حد إدراج حماية البيئة في دستورها، وتعتمد على تطوير قطاع الفنادق بطريقة مستدامة، فيما تجعل من مناطقها الجبلية وجهات رائجة لممارسة رياضتي المشي والتزلج. وقد سمح القرار بعدم احتضان السياحة بأعداد ضخمة، كما فعلت إسبانيا مثلا في ثمانينات القرن الماضي، مما حدا بمونتينيغرو بأن تقفز من المرتبة الـ59 عام 2008 إلى المرتبة الـ36 في الدراسة الأخيرة.

يشار إلى أن الدراسة شملت 139 دولة من مختلف أنحاء العالم، مع استخدام أكثر من 60 متغيرا من أجل إجراء التحليل مثل القواعد التشريعية، والصحة والسلامة، والبنية التحتية، ومستوى الأسعار المحلية والجوانب الثقافية. وعلاوة على ذلك، جرى درس عاملي حماية البيئة والسفر السياحي. ووضع هذه الدراسة حول السياحة العالمية للمرة الرابعة المنتدى الاقتصادي العالمي، بالتعاون في إطار شراكة استراتيجية مع شركة «بوز آند كومباني» العالمية للاستشارات الاستراتيجية.