عودة السياحة المصرية إلى مستوياتها السابقة بحاجة إلى موسم كامل

مساعد وزير السياحةلـ «الشرق الأوسط»: نسب الإشغال وصلت إلى 50% بعد أن اقتربت من الصفر

وصلت إيرادات السياحة من العملة الحرة إلى 12.5 مليار دولار أميركي في 2010 (أ.ب)
TT

اعتبرت وزارة السياحة المصرية أن حركة النشاط السياحي في مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) بدأت تشهد نموا واضحا بعد أن وصلت إلى أدنى مستويات لها خلال شهر يناير لتصل نسبة الإشغال الفندقي إلى 8 في المائة كأدنى معدل تم تسجيله، معتبرة أن معدلات الإشغال تسجل نسبا في هذه الفترة تصل إلى 50 في المائة، في حين أن تلك النسب كانت تصل إلى 90 في المائة قبل الثورة، مشيرة إلى أن السياسة التي تعتمدها الوزارة لدفع النشاط السياحي إلى الأمام تتركز على التعامل مع الأسواق القريبة كأوروبا والدول العربية، وتحديدا مع كبار منظمي الرحلات، إضافة إلى تنويع مصادر السياحة من دول أخرى في العالم مثل أميركا الشمالية والجنوبية وجنوب شرقي آسيا والصين.

وقال كريم زعزوع، مساعد أول وزير السياحة في مصر، إن «السياحة في مصر تأثرت سلبا خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، لكنها تحسنت بعض الشيء في مارس (آذار) مع رفع حظر السفر إلى مصر من الكثير من الدول أو تخفيفه من بعض الدول الأخرى مثل الولايات المتحدة الأميركية، هذا الكلام جعل معدلات الإشغال الفندقي كأحد المؤشرات تحسنت، ففي شهر فبراير بلغت 8 في المائة في بعض الأيام في عموم مصر، وهو أدنى مستوى والآن وصلت إلى حدود 50 في المائة، أي أن المؤشر في صعود، وبدأ الاستقرار في أوضاع السياحة يظهر جليا».

ويشير زعزوع في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «نسبة الإشغال الفندقي هبطت إلى 8 في المائة، أي قريب من الصفر، يعني هبطنا ما يقارب 80 أو90 في المائة من المعدلات السابقة»، مشيرا إلى أن «هذه الأرقام قفزت خلال فترة قصيرة بعد الثورة المصرية من 8 في المائة إلى 50 في المائة، وهو ما أعتبره صعودا جيدا ومؤشرا إلى تحسن السياحة في مصر»، لافتا إلى أن «التحسن بدأ في النصف الثاني من مارس الماضي ومع حلول أعياد الفصح بدأنا نلاحظ تدفقا أكثر من السياح إلى منطقة البحر الأحمر وشرم الشيخ تحديدا، ونأمل تحسن نسب الإشغال في المرحلة المقبلة».

وأوضح المسؤول المصري أنه وحتى يوم الثورة كان هناك تدفق سياحي واضح وزيادة على المعدلات في شهر يناير عن ذات الفترة من العام السابق، ولكن بمجرد ما بدأت الثورة بعدة أيام أصبح الاتجاه عكسيا، ولم تحتج الأمور سوى إلى أسبوع أو عشرة أيام وكانت المعدلات في المنتصف في يوم 10 أو 12 فبراير.

وعن الوقت الذي تحتاجه السياحة المصرية لتعود إلى معدلاتها السابقة للثورة، قال زعزوع: «76 في المائة من حركة السياحة الوافدة لمصر تأتي من أوروبا الغربية وعبر كبار منظمي الرحلات، وهؤلاء المنظمون قللوا أحجام الإشغالات على طائراتهم لمصر في أعقاب الأحداث نحو 30 أو40 في المائة، بالتالي عودة الأحجام مرة أخرى إلى ما كانت عليه تحتاج إلى موسم سياحي، لذلك لا نتصور العودة إلى المعدلات الطبيعية 100 في المائة كما كانت قبل بداية الموسم الشتوي الماضي، أي في حدود أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني) من هذا العام.

ويشير زعزوع إلى أن هناك طلبا للسفر إلى مصر، ولكن للأسف طاقة النقل الجوي لكبار منظمي الرحلات تم تخفيضها، وهذه هي المشكلة التي واجهتنا، ونحن نحاول استرجاع هذه الطاقات خلال هذا الصيف والجزء الأكبر سيتم بعد شهر أكتوبر المقبل، لذلك أتصور أن العودة للمعدلات السابقة ستبدأ وتنتظم مع حلول نهاية عام 2011.

ويشير زعزوع إلى أن أحد أهداف الثورة هو القفز إلى الأمام خطوات أخرى، بالتالي أحد أعمدة هذا الاقتصاد هو السياحة، فمن المؤكد أن الحكومة مهتمة تماما بعودة المعدلات، بل تفوقها عما سبق، لكن تحتاج إلى الوقت، وهي تعول الكثير لأن مشاركة السياحة في الاقتصاد القومي وصل إلى 11 في المائة من الناتج القومي المصري، وهذا رقم ضخم وتمثل السياحة بالنسبة لمصر المصدر الأول للعملات الحرة، بدليل في عام 2010 وصلنا إلى إيرادات سياحية في العملة الحرة إلى 12.5 مليار دولار أميركي، بالتالي هذا مصدر مهم جدا، والحكومة شعرت في أعقاب الأزمة بأنها احتاجت لاستخدام احتياطيات الدولار لتعويض النقص في الإيرادات من العملة الحرة من التصدير وتحديدا من السياحة.

وفيما يتعلق بالخطط التي تضعها الحكومة المصرية لمستقبل السياحة في البلاد، يقول زعزوع: «هي خطة من عنصرين، العنصر الأول القصير والمتوسط المدى، وهو التعامل مع الأسواق القريبة لنا، وهي أوروبا والدول العربية تحديدا، والتنسيق مع كبار منظمي الرحلات، أما على المستوى الأبعد فنسعى إلى تنويع مصادر السياحة من دول أخرى في العالم مثل أميركا الشمالية والجنوبية وجنوب شرقي آسيا والصين. وأشار إلى أن دعوة الخليجيين تعتبر مهمة بالنسبة لنا، فكما هو واضح للجميع أن العالم العربي فيه عدد من الدول التي تعاني من مشكلات إلا منطقة الخليج والسعودية التي تشهد استقرارا، ونحن نشجع إخواننا الخليجيين على زيارة المناطق السياحية في مصر، وهناك فعاليات جيدة لهم في هذا الصيف، إن شاء الله، ونقول مرحبا بالسائح الخليجي في مصر هذا الصيف، سواء في رمضان أو قبل أو بعد، فعندنا فعاليات مهمة لهم، كما يوجد مهرجان لرمضان يدعى «فوانيس رمضان» وهناك حملة لمصر تتبناها الوزارة، كلها تتميز بأن رمضان في مصر له مذاق خاص.