25 مليار دولار حجم الاستثمارات السنوية في صناعة الماس

سامر حليمة رجح لـ «الشرق الأوسط» ارتفاع سعر «الماس» عالميا بنسبة 10% بنهاية العام الحالي

تعتبر السعودية ثالث الدول عالميا في تداولات الماس (تصوير: ثامر الفرج)
TT

رجح مستثمر في صناعة المجوهرات والماس العالمية ارتفاع سعر حجر الماس بنسبة 10 في المائة بنهاية العام الحالي، في الوقت الذي كانت فيه الأسعار قد شهدت زيادة بنسبة 20 في المائة.

وقال سامر حليمة، المستثمر في مصنع مجوهرات الماس في الولايات المتحدة الأميركية، إن السوق تشهد الكثير من العوامل التي أسهمت في زيادة الإقبال على الماس، وخاصة في منطقة الخليج حيث تعد السعودية ثالث دولة في العالم من حيث حجم التداولات والاستثمارات في الماس، بما تتميز به المرأة العربية من قديم العصور بالتحلي بالمجوهرات بشكل عام.

وأضاف حليمة، الذي كان يتحدث على هامش مشاركته في معرض متخصص بالمجوهرات يعقد حاليا في محافظة جدة (غرب السعودية): «يعد الماس معدنا من المعادن النادرة، الذي يتكون في صخور الأرض على أعماق سحيقة في باطن الأرض، ويعاني درجات عالية من الضغط ودرجة الحرارة وتتفجر هذه الصخور إلى السطح خلال شقوق القشرة الأرضية، وتأخذ أشكالا أسطوانية حيث ينتج من أفريقيا ومن روسيا والولايات المتحدة الأميركية إضافة إلى البرازيل وفنزويلا والهند».

وبين أن حجم الاستثمار في الماس يبلغ نحو 25 مليار دولار سنويا في العالم، وهذا الرقم يشهد نموا بشكل كبير، مما يدفع الكثير من رجال الأعمال للتنافس على إعادة وتنقية الأحجار الثمينة، علاوة على صقل الماس بمختلف أنواعه.

وأشار حليمة لوجود أنواع من الماس بحسب الصفاء واللمعان، فعند استخراجه من الأرض قد يكلف التاجر مبالغ باهظة الثمن قد تتجاوز 20 ألف دولار لكي ينتج أجود نوع منقى، وقد تستغرق تلك العملية أربع سنوات بينما تتفاوت المدة بحسب العمل على جودة المنتج، خاصة أن سعر الماس في تصاعد دائما، فالكثير من المشترين عند شراء القطع الثمينة لا يخصصها للبيع إلا في حالات نادرة لسد ديون أو عجز في المعيشة.

وقال: «الماس من المقتنيات الثمينة ولها قيمتها التي لا تنقص مع مرور السنين، خاصة أن هناك أنواعا بأحجام مختلفة تتجاوز أسعارها ملايين الدولارات، حيث يعرض عندي أغلى قلادة في العالم، ويبلغ ثمنها 11 مليون دولار، وهي تعرض لأول مرة خارج الولايات المتحدة في السعودية».

وحول عمليات الغش في سوق الماس أكد المستثمر في قطاع المجوهرات والماس، أنها موجودة ولكن بشكل قليل جدا وبطرق كثيرة، مع أن الغش يأتي بقطع الماس، ولكن قد تكون القطعة سيئة الصنع ومن دون شهادات، فالماس الثمين لا بد أن يكون له شهادة منذ نشأته من باطن الأرض على مر العصور، مشيرا إلى تفاوت بعض الشهادات بحسب دولة الصنع، فأميركا تعد أفضل مصدر للشهادات التي تصنع الماس فيها.

وفي ظل الاضطرابات الاقتصادية التي تمر بها أسواق المال العالمية، أكد حليمة أن تجار الماس يوجهون أنظارهم بشكل أكبر إلى أسواق الشرق الأوسط التي تستمر في إظهار إمكانيات نمو هائلة فمنذ مطلع العام 2008، تشهد دول الخليج العربي نموا ملحوظا في وارداتها من الماس المصقول.

وقد أقيم في محافظة جدة الأسبوع الماضي وعلى مدار 4 أيام المعرض الثاني الدولي للمجوهرات «صالون المجوهرات» بحضور 1000 مشارك، وأكثر من 65 عارضا محليا وعالميا لعرض واحدة من أكبر وأغلى التشكيلات في عالم المجوهرات لمصممين عالميين دخلوا موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، على مساحة 4 آلاف و800 متر مربع في فندق «هيلتون» بجدة ويستمر.

وأشار حليمة إلى أن المعرض لن يركز على عقد صفقات، بقدر الاهتمام بعرض القطع الثمينة للزوار الذين توافدوا على المعرض منذ انطلاقته. وتوقع عاملون في قطاع تجارة الماس أن يواصل الطلب على الماس في السوق السعودية الارتفاع خلال الأشهر المقبلة، وذلك بسبب النمو المستمر وتزايد نسب مبيعات الماس إضافة إلى الطفرة الاقتصادية التي تشهدها السعودية، ووجود قوة شرائية عالية، وتوجه السيدات بشكل خاص لشرائه على مدار العام.