«بناية سيتي غروب» في لندن تعرض للبيع مقابل 1.6 مليار دولار

مصادر عقارية: مجموعة صينية على وشك شرائها

جانب من بناية سيتي غروب التي تعد ثالث أعلى بناية في لندن
TT

قالت مصادر عقارية في لندن أمس إن شركة الاستثمار الصينية أصبحت قاب قوسين أو أدنى من توقيع صفقة شراء ثالث أعلى ناطحة سحاب في لندن. وقالت المصادر التي تحدثت إلى صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية إن المجموعة الصينية ربما تشتري ناطحة السحاب المكونة من 42 دورا وتقع في منطقة كناري وورف بمبلغ يصل إلى مليار جنيه إسترليني «نحو 1.6 مليار دولار». وكانت البناية قد تم شراؤها عام 2007 في ذروة الطفرة العقارية بمبلغ يفوق المليار جنيه إسترليني. وتدر البناية حاليا عائدا يقدر بنحو 57.6 مليون جنيه إسترليني سنويا. وإذا اكتملت هذه الصفقة فستشكل رقما قياسيا جديدا في صفقات العقارات التجارية البريطانية.

وكانت البناية التجارية التي تتخذها مجموعة «سيتي غروب» مقرا رئيسيا لها ويطلق عليها «سيتي غروب بيلدينغ» «قد عرضت في السوق قبل شهر وعرضت لدى وكالة جونز لانغ. ويرغب مالكها وكالة إدارة استثمار الموجودات الأيرلندية (أيرلند ناشيونال آست منيجمنت آيجنسي) التي أنشئت في أعقاب رسملة البنوك الأيرلندية التي أوشكت على الإفلاس، يرغب في صفقة سريعة تحل له أزمته المالية التي يواجهها بسبب مشكلات الديون في أيرلندا. ويذكر أن شركة «كوينلان» وشريكها البريطاني غلين معود قد اشتريا البناية في فترة الفورة العقارية عام 2007 بقيمة 1.46 مليار يورو، وهو ما يفوق تقريبا مليار جنيه إسترليني. وقالت مصادر لصحيفة «الديلي تلغراف» إن الشركة التي اشترت البناية كانت لديها رهونات ديون تصل إلى 1.2 مليار جنيه إسترليني. وقال المصدر إن مصرف «آلايد آيرش بانك» الذي تم إنقاذه من الإفلاس كان أحد البنوك التي مولت عملية شراء «كوين لان» حينما اشترى البناية. وقالت المصادر إن البنك الأيرلندي وفر مبلغ 300 مليون يورو من حصة كوينلاند البالغة نسبة 50 في المائة من البناية والبالغ ثمنها 700 مليون يورو. وتقوم وكالة جونز لانغ العالمية للعقارات عبر فرعها في لندن بعرض المبنى.

وتحكي قصة بناية سيتي غروب قصة صعود وانهيار الحيازات الأيرلندية في قطاع العقارات البريطاني. ففي أيام سنوات الانتعاش تملك المضاربون الأيرلنديون بدعم من البنوك الأيرلندية الرئيسية مجموعة من العقارات التجارية الغالية في لندن، والآن معظمها معروضة للبيع بسبب الأزمة المالية التي ضربت أيرلندا واضطرتها إلى طلب الإنقاذ من المجموعة الأوروبية. وقالت مصادر عقارية في وكالة «ريتشارد أليس» إن 90 في المائة من البنايات المعروضة خلال العام الماضي والعام الحالي، هي عقارات مملوكة لأيرلنديين. وتملك الشركات الأيرلندية عقارات مثل مبنى «هامليز توي» في شارع ريجنت ستريت ومبنى فيرساتشي في شارع نيو بوند ستريت الذي أغلق الآن ومبنى محل المجوهرات الشهير «تيفني آند كو» في شارع أولد بوند ستريت وفندق كلاريدجز وفندق كونوت وفندق بيركلي وبناية سيتي غروب إضافة إلى مجموعة من العقارات السكنية في منطقة دوكلاند في مناطق استراتيجية وسط لندن مثل منطقة ماي فير ونايتسبريدج وأكسفورد ستريت. ومن بين البنايات التجارية الرئيسية في لندن التي تملكها الايرلنديون في سنوات الطفرة بناية يونيلفر في منطقة بلاكفيراير بريدج وبناية المقر الرئيسي لمصرف روثتشيلد في حي السيتي ومكتب غولدمان ساكس في شارع فليت ستريت.

وحينما حدثت الأزمة المالية التي أجبرت أيرلندا على طلب الإفلاس، أنشأت أيرلندا وكالة لإدارة الموجودات الوطنية أطلقت عليها اختصارا اسم «ناما». وأصبحت وكالة «ناما» تدير 20 في المائة من موجودات الديون العقارية لدى البنوك الأيرلندية التي شارفت على الإفلاس. ويبدو أن معظم هذه العقارات تم شراؤها بواسطة قروض.